شرق أوسط كبير، شرق أوسط جديد، شرق أوسط واسع، النتيجة تدمير..

كتب : أ.د فضل الربيعي
في كل مرة تظهرلنا الأزمات من جديد،كلما نحاول الخروج من أزمة حتى ندخل بازمة أكبر من سابقتها..
هل الشرق الأوسط هو حاضنة للأزمات؟
لاشك ان للغرب تاريخ في محاولات فرض هيمنته في الشرق الأوسط. منذ الحرب العالمية الأولى الذين تم بموجبها تشكيل المنطقة، ثم إعادة التشكيل بعد الحرب العالمية الثانية ضمن سياق الحرب الباردة وحركات الاستقلال..
وبعد انتهاء حقبة التقاسم الدولي الذي وزع المنطقة بين قطبي المعسكرين الاشتراكي، الرأسمالي وهي المدة التي عرفت بمرحلة الحرب الباردة، ثم إعادة هيمنة القطب الواحد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والعسكر الاشتراكي عام 1991، حينها أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم. سعت واشنطن إلى إعلان بداية عهد جديد تشرع في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ظهرت مبادرة أو مشروع الشرق الأوسط الكبير خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، قبل ثلاثون عام. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد عملت على استغلال هجمات 11 سبتمبر لصالح تنفيذ مشاريعها من خلال تغيير كثير من الأنظمة في المنطقة.
ونتذكر انه خلال قمة مجموعة الثماني عام 2004، أكد الرئيس بوش على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية في الشرق الأوسط لمواجهة الإرهاب العالمي. واعتبر أن المنطقة تحتاج إلى عملية ديمقراطية وتحرير اقتصادي، وذلك لتبرير غزو أفغانستان عام 2001 م والعراق عام 2003م. وماذا جرى بعد ذلك فيما عرف بالربيع العربي.
ها هم اليوم يعودون من جديد لتوسيع مشروعهم وتحقيق اهدافهم، بعد سنوات من الحروب المستمرة والتدمير الممنهج لكل مناحي الحياة، يستغلون الأحداث ويبنون على خلفيتها مشاريعهم التدمرية.
شفنا ما جرى من حروب بعد أحدث 11سبتمبر بدءا بتدمير أفغانستان ثم العراق وما جرى في سوريا وليبيا واليمن، حروب لم ولن تتوقف،
دوامة من الإبادة المستمرة، والتي مازالت تداعياتها تتمظهر أكثر فأكثر،
كان الطوفان الأقصى الذي كشف حقيقة ضعف العدو المحتل ومنذ عام وهم يمطرون غزة باطنان من القنابل وقد برهنت الحرب الأخيرة على فلسظين ولبنان بأن إسرائيل هي امريكا وان القيادتان الأميركية واداتها الإسرائيلية ماضون في تدمير الأرض والانسان
كل مشاريعهم في الشرق الأوسط هي الحروب، وبالحروب تشبع نزواتهم الشريرة النازية حروب
الإبادة الجماعية الوحشية التي تمارسها على شعوب المنطقة في فلسطين ولبنان والعراق. خلال عام في حربهم في قطاع غزة خلفت ما يزيد عن 160 ألفا شهيد ومفقود.
حرب وحشية لم يسبق لها مثيل في الحروب الإقليمية والعالمية المعاصرة دمرت نحو 85% من معالم الحياة المدنية في مجالات الحياة المختلفة.
وها هي اليوم تواصل حربها على لبنان بنفس العقلية المتوحشة.
لقد مثلت حروب الإبادة أهداف إسرائيل وأمريكا، التي تستهدف تغيير خارطة الشرق الأوسط، ولا تقتصر على فلسطين أو لبنان، انما إعادة هيكلة المنطقة كاملة.

د. فضل الربيعي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى