سمات الأخلاق النبيلةوضياعها عند الأبناء في مجتمعنا المعاصر

كتب ـ نجيب الداعري

عندما يتحدث البعض منا او يسمع عن مفهوم الأخلاق يذهب بمخيلته مباشرةَ الى مفهوم واحد ومفاده التربية, والقيم, والعادات, وغير ذالك مما تربى عليها منذو نعومة اظافره.. فالأخلاق لمن لايعرفها ويعرف طرقها وسلوكياتها التي يتغنى بها البعض دون معرفه مفهومها واسسها التي بنيت عليها, تكون على عدة مصطلحات ولكن تحكمها اسس واحدة,
.فعرّفها البعض على انها مجموعة قيم , بإعتبارها جالبة للخير وطاردة للشر, بينما يعرفها البعض الآخر على انها شكل من اشكال الوعي الأنساني, وآخرون يعتبرونها من المبادئ التي تحرك هذا الشخص او ذاك من حيث احقاق العدل والمساواة, ورد المظالم, والوقوف مع ذوي الحاجه,, بحيث ترتقي هذه الصفة الحسنة الى. درجة تصبح مرجعية ثقافية وخُلقية يحتذا بها معظم العامة من الناس لتكون سندناَ وعوناَ قانونياَ يستقي منه كل من ولي امر البلاد والعباد, كونها تنم على الطباع والأحوال الخفية التي يدركها الانسان بالبصيرة, وهنا نؤكد بانه ليس شرطاَ ان تكون بالضرورة تلك الطباع خفية في جميع الأحوال كوننا نعتبر الخلق الحسن من اعمال القلوب وصفاته الخفية ولكن من الواضح والطبيعي لدى الجميع ان الخلق القلبي تظهر آثارة جليه بتصرفاته وتعاملاته اليومية مع المحيطين حوله من خلال التعامل الحسن بشتئ انواعه.

ومن هنا نحب ان نوصل فكرة لمن يتغنون بالأخلاق ليلاَ ونهاراَ على شبكات التواصل الأجتماعي, وفي الشوارع والمجالس والمنتديات, واصحاب المحال, والشركات ,ومن ولٌي امر امته, وووو وغيرهم ممن اتخذو من الأخلاق دروعاَ وحصنوناَ منيعه تقيهم الإنتقاد او الشك او توجيه أصابع الاتهام اليهم ممن يعرفونهم, ولعل وعسى ان تجد آذانهم صدىَ لتسمعها, وصدورهم سعه لتفكر معانيها, ونلخص ذالك بكون الأخلاق الفعلية التي يجب ان تمارس في حياتنا اليومية هي::ــ الصفات التي تربيتم عليها, ونشأتم من خلالها, ورضعتم من تغلباتها, وشربتم من ماءها, كونها تنعكس من خلالكم عبر العادات والتقاليد في شخصياتكم وشخصية ابناءكم من بعدكم فيظهر ذالك على الملأ في تعاملاتهم, ونبرة كلامهم, وملامحهم, وصفاتهم, وكيفية التخاطب كذالك مع الآخرين.. فتجد الأبن يسب لسماع والده يلعن,
وتجد الفتاه تغتاب لسماع امها تنم عن الغير فمن اين سوف يتعلم ذالك الابن او تلك الفتاة تلكم الأخلاق؟؟؟ والاب تراه معيوب بالفاظة السيئة امام ابناءه وكذالك الأم( اذا كان رب البيت ضارباَ للدفِ… فجميع اهل البيت شيمتهم الرقص)…
وترى بالمقابل هناك الإنحطاط الأخلاقي في بعض الامور الدينية ,عندما تسمع احدهم بعد تنحي صفة الأخلاق الحسنة عنه وتحليه بالأخلاق الذميمة يصل به الحال ولا حول ولا قوة الإ بالله, الى تطاوله بالسب على الرب او الدين والعياذ بالله, بينما تجد. ممن يجلسون بجانبه ويسمعون ذالك الكلام لا تتحرك لديهم غيرة الدين وغيرة الخلق ولا يعولون على ذالك حتى من باب النصيحة خوفاَ من ردة فعل ذالك المنحط عديم الأخلاق..

ــ تريدون جيل محترم ويتحلى بالعادات والتقاليد والقيم الفاضلة والنبيلة!!!!! بينما لم تكن هناك تربية خلقية منذو الأساس.
ــ تريدون جيل متعلم ومتسلح بالعلم والمعرفة!!!!! بينما هناك غياب لدور الأسرة في غرس آداب الخلق والأدب والقيم الخلقية قبل التعليم.
ــ تريدون جيلاَ يتحلى بالإخلاق الرياضية!!!! بينما هناك تجد انعدام في مبادئ وتعلم الأخلاق قبل محبته للرياضة..
فعن اي اخلاقاَ تتحدثون….؟؟

هنا تشاهدون الحقيقة التي غفل عنها الكثير وهي : ــ
كلما كبر الأنسان زاده الله نضجاَ وحكمة ووقار ورفعه فجعل للبعض لسانهم يعبر عن حالهم كونه الترجمان للقلب فيكون داعماَ لصاحبة بجمع ثروة لاتعد ولا تحصى من الأخلاق تميزه عن قرنائه في فن الخطابة والمعاملة مع الآخرين باسلوب راقي يتم من خلاله تقبله بين الجميع بأريحية مطلقة وبقلوب محبة له دوماَ وابداَ,, ويغرس ذالك في ذريته ويتوارثه الإبناا جيلاَ بعـ جيل…
وجعل للبعض الآخر معايير يضعها الأنسان من تلقأ نفسه او يعتبرها التزامات وواجبات تتم بداخها اعماله او محاولة لإزالة البعد المعنوي لمعنى سمة الأخلاق مع الكثيرين وكذالك يربي ابناءه على ما تربى عليه..
فلو نظرنا ملياَ حالنا اليوم وما وصلنا اليه من زيف في المعاملات( الإ من رحم الله) بالريأ ,والنفاق, والنصب, والأحتيال, وقول الزور, والحقد, والكراهية, وإثارة الفتن, ونبذ الفرقة ,والتعصب الهمجي, ونقل الكلام,. وإلقاء التهم ,والتهكم على الغير بالباطل, فتعجز من تلك التصرفات المقززه. عن ايجاد طريقة لكيفية التعامل مع تلك الشريحة بالمسميات الخلقية والمنتشرة بشكل كبير كونها اصبحت لا تمت بالأخلاق بإي صفة من الصفات,, فترى البعض
❋ اما يتحايل ويلجأ الى طريقة المداهنه او طريقة ان يظهر مالا يبطنه(النفاق) تجاه من يتحدث اليه ,,,
❋واما يتماشى مع تلك الشريحة الى أن يأذن الله لهم بالهداية….
لذا وجب التطرق الى هذا الموضوع كونه. من اساسيات الحياة التي نعايشها في مجتمعنا بشكل عام…

فالأخلاق, آداب تبنى من الأساس, وتواضع يتماشى مع الواقع الأخلاقي ,وقيم وعادات وتقاليد يتربى عليها النشئ ,وصفات اخرى تتماشئ. معها في الجوانب الخلقية الأخرى سهلة التعلم ومنها,, التبسم وحب الخير , وحق الجار, وبر الوالدين, والصدقه, ومد يد العون ووووو وغيرها من السلوكيات التي يجب على الجميع التحلي بها وغرسها في سلوكيات ابناءه لينشئ جيل متسلح بالأخلاق قبل الرياضة وجيل يتحلى بالتربية قبل التعليم……

يقول الشاعر احمد شوقي::
إنما الأمم الأخلاق مابقيت.. إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا

دمتم في رعاية الله وحفظه

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى