الخذلان..!

خاطرة: عمر محمد العمودي

خذلتني أسمائي

خذلتني مرآتي

خذلتني أشياء عدّة

كنت أحسبها لي

لكنها افترقت عني كالغرباء.

 

قلبي

كلما تركته ليقودني

قادتني خطواته إلى حافة الندم

وكلما أوصدت الأبواب

اقتحمها لأنه لا يعترف بالحواجز

غير الندم.. الذي أجده دائمًا أمامه.

 

يدي التي اعتادت التربيت على أكتاف أجدها حولي

أكتاف لا أسندها ولا تسندني

والتي تلوّح دائمًا بعد أن يمر الظلّ

تخذلني في اللحظة المناسبة

اللحظة التي أحتاجها فيها.

 

قدمي

تعجز عن ملاحقة الأحبة

تخذلني مع كل خطوة أتردد في اتخاذها نحوهم

قدمي تركض دون هوادة نحو الحواف والضياع.

 

أذني

تصمت عن سماع النوايا البيضاء

تخذلني هي أيضًا

حين تتوه النداءات بعيدًا عنها في الهواء

ولا تصل إلي،

ولا أصل إليها.

 

تخذلني نفسي

تخذلني أناي

كل شيء فيّ يخذلني

إلا عيني.

 

عيني

ترى الحقيقة كما هي

حتى وإن أخطأت في تأويلها

ترى الخيانة عاريةً قبل أن ألبسها أعذارًا

تلمح الكلمات الملتوية دون أن تتّضح طريقها

تكشف الوجوه الزائفة

وتدرك النوايا الذابلة التي تعرض عن رؤيتها.

 

عيني لا تخذلني

رغم أني لم أمنحها الثقة التي تستحقها

لم أتركها تقودني كما ينبغي أن أفعل.

 

تخذلني كل الأشياء عداها

تخذلني اللغة عند احتدام المشاعر

بطاقة الصراف الآلي عند أمسّ الحاجة

الأنفاس الأخيرة التي أصل إليها فتخبو.

 

يخذلني الدمع حين يحبس نفسه

في لحظة كان عليه أن ينهمر

وحين ينهمر في لحظة

كان عليه أن يتماسك.

 

خذلتني أشياءٌ لم أتوقّع يومًا أن تخذلني

حتى عيني

التي لم تخذلني أبدًا..

 

ها هي…

تخذلني الآن.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى