مشروع تأهيل المياه والصرف الصحي البساتين تعثر أم تأخير..؟!!!

كتب / د. أحمد عقيل باراس

اطلعت على مانشره الأخ م. فتحي السقاف المدير العام السابق لمؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن في وسائل الإعلام حول مشروع تأهيل المياه والصرف الصحي لمنطقة البساتين مديرية دار سعد الذي تقريباً تم انتهاء العمل فيه إلا انه لم يدخل الخدمة بعد والتي قامت بتنفيذه شركة ( ارم ستار ) ومع انني لم أكن أعلم بهذه الحيثيات التي ذكرها في منشوره عندما تسلمت مهامي كمدير عام لمديرية دار سعد في سبتمبر 2020م قبل أن تتم اقالتي لاحقاً إلا ان المحاذير التي تحدث عنها في مقاله المنشور كانت هي نفسها المحاذير التي كانت لدينا حينها فقد رفضنا منذ البداية تسليم مواقع المشروع للمقاول وللشركة المنفذة ودخلنا في نزاع استمر مدة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ممولة المشروع ومع المقاول وبحضور مكتب التخطيط وقيادة المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي اذ طرحنا عليهم مخاوفنا ومحاذيرنا التي كان من ابرزها ان حجم المشروع كبير ولايتناسب مع امكانيات وخبرات الشركة المنفذة المتواضعة واوضحنا حجم الثغرات التي بموجبها وقع الاختيار على هذه الشركة بقيامها بتقديم معلومات مغلوطة عن نفسها عند تقدمها للمناقصة إلى جانب قيامنا بشرح مطول عن المشاريع التي قامت بتنفيذها من سابق في أحور وكوكبان وسيئون والبيضاء وغيرها من المشاريع والتي كانت اغلبها أما مشاريع متعثرة أو لم تنجز في وقتها المحدد واقترحنا ان يتم عمل تسوية واعادة تنظيم للمناقصة بحيث يتم توزيع مكونات المشروع على أكثر من مقاول على أن تختار الشركة المنفذة المكون الذي تريده من المشروع بالإضافة لرفضنا لأي دور لجمعية الحكمة بالإشراف على المشروع إلا أن كل محاذيرنا والرفض الذي ابديناه تجاه المقاول وتجاه جمعية الحكمة ذهبت جميعها ادراج الرياح أمام صلف وتعنت ممثل المفوضية بعدن حينها جيهانجير وفيما بعد خلفه محمد رمضان فقد كانا ولأسباب لا نفهمها خط الدفاع الاول عن الشركة المنفذة وعن جمعية الحكمة التي أعطي لها الاشراف الهندسي على المشروع وكذلك في وقت لاحق جمعية الاصلاح وتم وضعنا في نهاية المطاف أمام خيار صعب اما ان نقبل بالمشروع وينفذ كما هو واما أن نعدم المشروع نهائياً ولاننا كنا حينها نواجه وحيدين ومعنا بعض الشرفاء في السلطة المحلية بالمديريه وفي مكتب التخطيط وقيادة مؤسسة المياه والصرف الصحي الاخت انتصار مرشد والمهندسان محمد باخبيرة وزكي حداد وحتى لا تخسر المديرية المشروع فقد اخترنا على مضض تنفيذ المشروع بعيوبه والمحاذير التي طرحناها على أن نعدمه برمته وحتى لا يشهد المشروع آي توقف يستطيع المقاول التحجج به فقد سخرنا منذ اليوم الأول وضعنا حجر الأساس للمشروع وحتى يوم اقالتنا جميع إمكانيات المديرية لصالح هذا المشروع وللتغلب على العراقيل والصعوبات التي واجهته والعمل على اضافة بعض الاحياء التي لم يشملها المشروع .

حقيقه لم نكن مطمئنين لعمل الشركة ومصداقيتها بسبب تاَريخها وسجلها السيئ في تنفيذ معظم المشاريع التي اعطيت لها ومن طريقة اسلوبها في الحصول على هذه المشاريع ومن اعطائها الاولوية دون غيرها لتنفيذ المزيد من هذه المشاريع وفي اختصاصات متعددة كالطرقات والصرف الصحي والمياه وايضاً في مجال انشاء خزانات المياه وبناء السدود وتشييد المباني وفي أكثر من محافظه وفي وقت واحد فشركة ( ارم ستار ) المنفذة لمشروع تأهيل المياه والصرف الصحي بمنطقة البساتين بمديرية دار سعد والبالغ تكلفته الاجمالية أربعة مليون وخمس مئة ألف دولار هي شركة تعمل في مجال الطرقات ولديها كادر محدود العدد والخبرة ولا يمكن ان يستطيع متابعة وانجاز جميع هذه الأعمال وفي جميع المناطق وفي وقت واحد بالكفأة وبالمواصفات المطلوبة ومع ذلك نجدها تتمتع بنفوذ واسع على المؤسسات الحكوميه وبعض المنظمات الدوليه في عدن والجنوب وبقية المناطق المحررة إذ تحرص هذه المؤسسات والمنظمات اشد الحرص على منح هذه الشركة الاولويه في كثير من المشاريع ليس في مجال اختصاصها بالطرقات وحسب وانما في كافة المجالات الأخرى على حساب عدد من الشركات والمقاولين الجادين الاخرين بالرغم من سجلها السيئ في معظم المشاريع التي قامت بتنفيذها كما ذكرنا من سابق وعلى وجه الخصوص المشاريع التي تمت في غير مجال مشاريع الطرقات والتي عادة ماتتوقف في نهاية المطاف وبعد أن تكون قد استلمت معظم مخصصاتها وتبقي على الأعمال الانشائية الكبيرة التي تفوق قيمتها المبلغ المتبقي لذا حرصنا أشد الحرص إلا يلحق مشروع تأهيل المياه والصرف الصحي البساتين بتلك المشاريع المتعثرة التي سبق وحذرنا منها غير انه وللامانة هنا أقول انه وطوال فترة وجودي بالمديرية كان يسير العمل على قدم وساق من قبل المقاول والشركة المنفذة وتم انجاز كثير من الاعمال في مدة قياسية وان لم يخلو العمل حينها من بعض الهفوات فأنها هفوات في مستواها الطبيعي التي لا تؤثر على جودة واساسيات العمل وحتى عندما مددنا للشركه ثلاثة اشهر اضافيه لاسباب حقيقية تتطلبها مصلحة العمل قبل ان تتم اقالتي بعدها بفترة وجيزة لكون مدة العقد كانت إحدى عشر شهراً تنتهي في نوفمبر 2021م أشعرنا الشركة أن لم تنته من العمل في الموعد المحدد فانها سوف تُسأل واخذنا منها الالتزامات الكافيه بهذا الشان وتركنا المديرية بعدها في ديسمبر من نفس العام والمشروع على وشك الانتها ومع ذلك ونحن اليوم في نهاية عام 2022م أي بعد أكثر من عام اضافي لم يستكمل العمل بالمشروع والانتهاء منه اذ مازال المشروع متعثر ولا يعلم إلا الله وحده السبب او متى يدخل المشروع الخدمة ويضع حد لمعاناة الناس في البساتين والمناطق المجاوره لها ليعالج مشاكل نقص المياه وطفح شبكات المجاري المتهالكه هناك ونتمنى إلا يحدث ماكنا نخشاه بان يلحق مشروع البساتين بمشروع كوكبان والصومعة بالبيضاء وتريم وساه بسيؤون وغيرها من تلك المشاريع الفاشله اوالمتعثره إلى يومنا الحاضر والتي قامت بتنفيذها هذه الشركه فبعد مضي عام او اقل على موعد الانتهاء من المشروع نريد من يوضح لنا اسباب التاخير وعدم ادخال هذا المشروع الحيوي والهام إلى الخدمه حتى يومنا الحاضر ومع انني استبعد تعثر المشروع لكون معظم الاعمال الانشائيه الكبيرة من بناء الخزان وحفر الابار ومد شبكة المياه والصرف الصحي واعمال منظومة الطاقه الشمسية قد تم الانتهاء من معظمها وبعضها الاخر كان في طور الانتهاء منه منذ قبيل اقالتي من المديريه في ديسمبر 2021م لذا نحتاج جميعاً لان نفهم من المتسبب بكل هذا .

وختاماً فإن شركة ارم ستار وان استكملت أعمالها في مشروع البساتين فإنها وللحقيقة ليست الشركة النموذجية وكان بالامكان ان ينجز هذا المشروع في وقته المحدد وبأفضل مما انجز ونرى ان من العيب ان يحصل كل هذا التاخير بدون ان تتحرك السلطات المحلية واجهزة الدولة المختلفة بعدن والا يتم الاستفادة القصوى من المشروع فمن الظلم تماهي الجهات الحكومية وبعض المنظمات الدولية مع الشركة ومكافاتها باعطائها المزيد من المشاريع وحتى قبيل ان تنتهي من مشروعها في البساتين تعطى مشروع آخر جديد للمياه هو مشروع انشاء خط 24 من خزان البرزخ خور مكسر إلى خزان الجبل بمبلغ اجمالي اثنين مليون دولار لاستبدال المواسير القديمة بمواسير جديدة من مادة الفخار مايجعلنا نثق ونتأكد بأن الفساد لا يقتصر على وزارة المياه أو المنظمات الدولية أو مؤسسات الحكومة الشرعية وحسب وانما كذلك على كثير من المؤسسات والدوائر الحكومية بعدن التي تعمل للأسف على التعاطي والشرعنة لفساد تلك المؤسسات والمنظمات الدولية .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى