الشخصية النضالية.. خالد العبد أنموذجاً
أبين ميديا – كتب /المحامي عارف الكسادي
بدأ الأستاذ خالد العبد النضال منذ بداية شبابه مبكراً لأنه ينتمي بطبيعته الى اسرةٍ وطنية وقبيلةٍ معروفة في النضال آل عوذله الذي كان لها دوراً مهماً في كل مراحل النضال الجنوبي فالروح النضالية بهذا الشكل تنتقل كما يبدو بشكل وراثي وتفرز صفات وخصال معينة تساعد في خلق الشخصية النضالية حتى قبل استكمالها وتكاملها وتظهرها حتى قبل أوانها زمنيا أحيانا كذلك، دخل معترك النضال السياسي في صفوف الحركة الجنوبية في سن مبكرة ولكونه يمتلك مؤهلات سياسية وثقافية متميزة يتحمل المسؤوليات القيادية مبكرا أيضا قياسا بسنه كما تدل الوقائع
فهو كان في المجال السياسي للحراك الى جانب شخصيات سياسية معروفة ومن الطراز الثقيل ولكن الخالد لم يتعثر يوما بل ساعده ذلك لتحمل مهامه ومسؤولياته بايجابية أكثر ويتحول الى عامل توازن واستقرار داخل المكونات وهذه السمة لا تتوفر إلا في الشخصية الثقافية المتمرسة المتوازنة وهو يقوم بدور محوري للحفاظ على وحدة الصف الجنوبي مدة طويلة في وسط تلك الشخصيات المؤثرة والتي لها باع طويل في العمل السياسي.
هذا الدور الذي لعبه الاستاذ خالد ومكانته وثقة ومحبة رفاقه له تدل بشكل أكيد على امتلاكه لقدرات سياسية وثقافية وصفات شخصية كاريزمية لها تأثيرها ووقعها على الوسط الذي يناضل فيه حتى مكنته ليقوم بواجباته المتنوعة وبايجابية عالية..
حيث كان ولا زال مثقفاً بارعاً يمتلك ثقافة عقلانية عالية ولأنه كان يدرك بأن الوعي الثقافي والمعرفي عامة هو السبيل الأمثل لمعرفة الحقوق وكيفية طرحها في الظروف الملائمة وإيجاد الآليات المناسبة للوصول الى الأهداف.
ومن مميزات استاذنا خالد التي يتفق عليها كل من عرفه بأنه اجتماعي مقتدر تربطه علاقات طيبة مع مختلف الأوساط الاجتماعية والمتباينة فكريا واجتماعيا. صلاته متشعبة أحبه على ذلك كل من اتفق معه فكريا واحترمه أغلب من اختلف معه. صداقاته موزعة على عدة مستويات فهو شاب بطبعه مع الشباب ويروي الأحداث والذكريات مع كبار السن وبحب دعابي مرح يضفي على مجلسه دوما روح المحبة والتآلف، ويملك علاقات متنوعة له فيها القروي البسيط الى المثقف المجادل الى الوجيه الاجتماعي فرجل الدين، ولا أثر للانقطاع والمخاصمة في تواصله فهو المثقف الذي يحول الثقافة الى معرفة مبسطة في المناسبات الاجتماعية، لأقواله صدى بين مختلف قطاعات التراكيب الاجتماعي من اللذين تعرفوا إليه، يعشق التراث، سريع التنقل بين صفحات التاريخ الجنوبي والشعوب المجاورة على حد سواء، يدخل السياسة الى الفكر ورموزه والأدب والشعر يدلي في ساحاتها وبذاكرة قوية مستنيرة لا تخييب حاملها، وبثقة تدل على تمكنه وعلمه بالمجال الذي يخوضه وبأسلوب جدلي سلس ومرن يفتح السبل للتحاور والتواصل فيفرض الاحترام.. يحافظ على مكانة الآخرين حفاظه على مكانة رفاقه ويقدر الجهود بغض النظر عن الاتفاق في الموقف شديد الاحترام واضح ومصر في مواقفه فيكتسب احترام وتقدير الآخر، كما قال فيه احد الصالحين “الأستاذ خالد رائداً في مكونه كما عرفته لم يكن يحقد حتى على خصومه فكان ينظر إليهم كأنهم إخوته، سواءً تجاوزوا عليه وهضموا حقه لم يكن يعرف الحقد ومع الأطراف الأخرى كان يحترم المقابل مع الاختلاف يجب أن يصبح دليلاً لنا في وطنيته ودفاعه عن حقوق شعبه أرجو من الله أن يسره ويمنحه السعادة”
صفات رائعة وخصالاً حميدة يمتلكها ابو محضار نابعة من إيمان راسخ توضح ملامح قناعاته السياسية المبنية على أن الجنوب للجميع وبالجميع دون استثناء أو تمييز وأن النضال السياسي عماده التواصل والتحاور مع المختلف قبل المتفق وأن لكل مكونات المجتمع الجنوبي حقوق يجب احترامها وتقديرها لتصبح متكاملة مع الهدف والمصير المشترك والمشروع الكبير الذي يحمله مجلسنا الإنتقالي للسير في سفينة الجنوب الى بر الأمان .. وتجلت تلك القناعات في ممارساته النضالية عندما أصبح ممثلا ل ابين مع رفاقه في الجمعية الوطنية حاملا قضايا ابين وهمومها مدركا بضرورة التواصل مع كل اللذين يمكن الوصول إليهم كل المهتمين بالشأن الأبيني والجنوبي بشكل عام وما يحوي في طياته من قضايا وهموم تتطلب الحل مبينا وجهة نظر الأنتقالي وبجدارة في عدالة القضية ووطنيتها فأعطاها بعدا مميزا وذلك بتحديد المشتركات بين المكونات الجنوبية.. جادل حتى الشخصيات المتزمتة تجاه الجنوبيين .. أعتقد بأن نشاطاته تحولت الى قاعدة مناسبة للعلاقات الجنوبية التي تحتاج المواصلة والتي تمخضت عنها في وقت قياسي عدة نشاطات سياسية وثقافية للمجلس وبالمؤازرة والمتابعة أصبح ل أبين قوة أساسية في الحوار الوطني الجنوبي المتشكل موخراً وإذا اعتبر أحد ما بأن إعلان الحوار الجنوبي ذو شأن وأهمية وانجاز للقوى السياسية الديمقراطية الجنوبية اعتقد بأنه من الإنصاف القول بأن للرجل باع مهم في وضع اللبنات الأساسية للعلاقات التي يجب ان يسير عليها الحوار الجنوبي للوصول للمختلفين والآخرين فيه.
لقد شارك في عدة محطات جنوبية هامة فكان ضمن وفد الجنوب في مؤتمر الحوار بصنعاء الذي شارك فيه وطرح مطالب الشعب الجنوبي بكل قوة أمام المشاركين والمسؤولين عن ما سمي بمؤتمر الحوار وكان لمشاركته وشخصيته أثرا ايجابيا في أول محطة مهمة لسماع صوت الجنوب في أول مؤتمر عقد برعايةٍ أممية.. كذلك مشاركته على رأس وفد الداخل في مؤتمر القاهرة الذي كان مهمته انذاك للصلح بين الفرقاء حاملي مشروع الجنوب بالرغم من صعوبة المهمة وتعقيدات نجاحها كانت مهمة نبيلة وتاريخية انطلاقا من نبل الهدف المرجو منها فقد قام الاستاذ خالد بها بدبلوماسية السياسي المحنك وبشجاعة الحريص كلما تطلبه الموقف الصعب وأوصل الرأي المطلوب الى أعلى المستويات في كل المناسبات.. ان قوة نجاحه لم تكن سوى في حجته السوية والقدرة على بيان الرأي المناسب حتى في أعقد المواقف وحضور شخصيته المتزنة والقدرة على خلق التوازن بين الحقائق النسبية الموزعة هنا وهناك .. ان الصفات والخصال والتاريخ النضالي الناصع والتفاعل الاجتماعي المثمر والإرادة النضالية الصلبة وفي مختلف الظروف والمحبة المتبادلة انعكست وبشكل لافت ومتميز عند انتشار خبر تعيينه محافظاً ل ابين استبشر الناس خيراً بمختلف مكوناتهم وفئاتهم المجتمعية ومن كافة المناطق والتواجد..
الجميع وجد مكانا له لدى هذه الشخصية الجنوبية المحترمة وكان ذلك دليلا آخر بأنه شخصية قيادية نضالية مقتدرة متكاملة وذي مكانة محترمة في مجتمعه ومن جهة أخرى دلت وبشكل قطعي بأن كافة قطاعات وفئات المجتمع الأبيني تقدر مناضليها حق قدرها وتحاول وبشتى التعابير أن توفيها حقها وتساندها بقوة على عكس ما يروج من قبل البعض بأن المجلس الأنتقالي الجنوبي انعزل عن جماهيره وأن الجماهير قد تجاوزت المجلس وهذا البعض ينطلق في ذلك من غايات لا تمت للنضال والوطنية بصلة .. هكذا كان خالداً مناضلاً تقدمياً مخلصاً محباً شجاعاً معلماً ومبدئي في حياته جامعاً ورمزاً مقتدراً وسيظل منارةً واخاً وصديقاً للجميع.
(خالد العبد الشعوي هو نائب رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظة أبين)