تحرك الانتقالي الاخير.. استراتيجية أم خروج عن الإيقاع؟

بقلم/
صالح علي الدويل باراس
تصاعدت تحليلات نقدية حول تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة، متهمةً إياه بالخروج عن ‘الإيقاع الأمني الخليجي” وخسارة موقعه الإقليمي. لكن هل ضوابط الايقاع غير المعلنة حقيقية أم افتراضية؟ وهل يعكس التحرك طموحًا ميدانيًا أم استراتيجية مدروسة لحماية الجنوب وتعزيز موقفه التفاوضي؟
هذا الإيقاع يتكرر في نفس هدوءه فما فائدة الانتظار!!؟ لابد من تحريك المياة الراكدة فعربياً كل دولة منشغلة بمشاكلها وخليجيا يتعامل الموقف الخليجي مع الوقائع على الأرض فالمبادرة الخليجية جاءت بعد احتجاجات صنعاء ونصت على مغادرة الرئيس صالح للسلطة وتم اجراء انتخابات جاءت ب”هادي” وجاءت وقائع جاءت بالرئاسي في مشاورات الرياض بمشاركة دول مجلس التعاون
التوقيت في جزء منه رسالة قوية قبل قمة المنامة لتعزيز موقف الجنوب في مفاوضات اي ترتيبات ما بعد القمة فالتحركات العسكرية في مناطق مضطربة ليست استثناءً وقد تُفسر كخطوة استباقية لحماية المصالح المحلية
المقارنة بالسودان غير دقيقة ف”حميدتي” في صراع داخلي مسلح بينما الزبيدي يقود مشروعًا سياسيًا-عسكريًا معترف به امر واقع (الانتقالي الجنوبي) وهو ما جعله جزء من الشرعية والتحرك الاخير جزءًا من تأمين المنطقة ضد التمدد الحوثي او التمدد الارهابي خاصة مع وضع الإخوان والحوثي في قائمة الارهاب والإقليم يتحرك مع مصالحه والانتقالي يعزز موقفه التفاوضي
الانتقالي يحظى بدعم شعبي واسع في كل الجنوب والتفاعل مع التحالفات الإقليمية لا يعني بالضرورة “الخضوع” الكامل لإيقاعها بل قد يكون توظيفًا لموازين القوى المحلية لدفع الأجندة الجنوبية
مهما كان استقراء الاحدات التي جرت فالانتقالي خرج لاعبا رئيسيا فالتحرك الاخير خطوة مدروسة لتعزيز الأمن وتأكيد مشروع الجنوب، ليس “خطأ بنيويًا” كما يفترضه البعض فالانتصار جزء من صراع معقد يتطلب موازنة بين الميدان والإقليم واي تحركات دبلوماسية هي في سياق جهود سياسية لتهدئة الوضع في حضرموت وغيرها لكنها لن تمس ما فُرِض على الواقع لذلك ففي ظل هذه المعطيات، يبدو تحرك الانتقالي خطوة استراتيجية لحماية الجنوب، تضع الإقليم أمام واقع جديد
6ديسمبر 2025م








