الارهاب ؛ وتسطيح الارهاب

بقلم/
صالح علي الدويل باراس

ما الكيفية التي يريدون أن ينيروا وعينا بها في محاربة الارهاب ، فالحرب عليه ليست من التسطيح كما ذهب البعض “بان بطل ذهب يقتل اخاه فسبقه بالقتل!!” فالمسالة ليست قرابة جينات ، فوفقا لذلك لا يوجد ارهاب انما بطل انتحاري نجح في تفجير اخوته في الشارع قبل ان يقتلوه !! وابطال هاجموا نقاط امنية وقتلوا اخوانهم قبل ان يقتلوهم…الخ!!

تسطيح لحرب دولية عابرة للاوطان اكثر ضحاياها مجتمعاتها ، فحتى لو كان الارهاب مصنوعا وتدير معظمه لوجستيا مخابرات دول فهو بالنسبة لتلك الدول ذريعة يحققون بها مصالحهم لكنه نقمة على الشعوب التي ابتلاها الله بنخب اشتطّت في فهم نصوص دينها وطغم حكم استخدمته لبقائها وديمومة مصالحها ضد شعوبها وفي الحالة الجنوبية جعلته “اليمننة” اهم ممسكاتها لاحتلال الجنوب تسكينا وتدويرا وتسويقا وابتزازا

سلموا المكلأ للارهاب ومعظمه خرج من معسكراتهم ولم تهزمه الا النخبة الحضرمية الجنوبية واخرجته من مناطق الساحل ، وقبلها تمدد الارهاب واستولى على زنجبار وجعار وغيرها من مدن محافظة ابين واستولى على عزان في شبوة أبان حركة تغييرهم في صنعاء وطالب بعضهم بضرورة التفاوض معه لانه يدير ارض ويسيطر عليها !! ولم يقل العالم اتركوه فانه اخ يقتل اخيه بل استعرضت الحرب زنجبار وجعار والكود وغيرها جوا وبحرا قتلا ودمارا ونزوحا ولو قُدِر للارهاب ان يتمدد في ابين الان لن يقول العالم اخ يقتل اخيه بل سيتعامل معه انه ارهاب يجب دكّه ودك التجمعات المجتمعة التي ينتشر فيها وما دروس زنجبار وتدميرها بعيدة في الذاكرة

صحيح صنعوا اسبابه التي لا خيار للجنوبيين فيها لكن إمّا يقاتلونه لانهم اهل الارض المعنيون بها او يقبلون تدويره وسيطرته ومحاربه العالم له على ارضهم بوكلاء وحينها سيظل اهم ممسكات “اليمننة ” لامساك الجنوب وستقدم مشروعها اقليميا ودوليا انها القادرة الوحيدة على محاربته

يهم “اليمننة” وموتوريها فشل الحملة الجنوبية عسكريا وتشويهها مجتمعيا والتقليل منها اعلاميا ودبلوماسيا وامنيا ليثبتوا للعالم انهم الاقدر على محاربته ، حينها سيحاربونه على طريقتهم المالوفة بصنع ملاذات ينتشر منها ويعود اليها في الجنوب ويكون اغلبه حين يتمدد من جنودهم ثم يرجعون لمعسكراتهم ويظل التسويق دوليا ان الارهاب في ملاذات جنوبية قبلية تحتاج اموال وسلاح و”تعود حليمة لعادتها القديمة” !!!

المعركة الجنوبية الان مع الملاذات التي استخدموها في تسويق الارهاب طيلة ثلاثة عقود ماضية التي اختاروها بعناية في الجنوب من حيث قبائلية سكانها وصعوبة تضاريسها وامكانية استخدام الورقة الدينية في مجتمعها ولم يتعرّضوا لها في حروبهم لتدوير الارهاب لانهم يحتاجونها لتسويقه عالميا وامنيا وسياسيا

إن محاربة الارهاب يحتاجها الجنوب لان اكبر ضرر عليه من الارهاب في كل المجالات وايضا ليقنع العالم بعدالة مشروعه واهميته ويثبت قدرته بان يكون شريكا دوليا في محاربته وفي تامين خطوط الملاحة الدولية او ان الخيار الثاني ستتولاها “اليمننة” لتؤكد للعالم ان الجنوب مفرخة ارهاب وملاذه ولن يكون شريكا دوليا ولا قادر على تامين خطوط الملاحة وان لا قوة تستطيع ذلك الا اليمننة ومشروع احتلالها للجنوب وبذلك سيظل الارهاب في ملاذاته يخدم مشروع اليمننة
لابد ان يتحمل الجنوبيون مسؤوليتهم مهما كانت التضحيات ويثبتون للعالم انهم حاربوه واجتثوه من تلك الملاذات ، فالجغرافيا لها لعنتها اذا لم تجد نخب تستطيع فهمها وفهم العالم لها ، فالمكايدات السياسية لن تغير حقيقة ان هناك ارهاب وحرب عالمية يشنها العالم عليه والجنوبيون ملزمون بمحاربته او ستاتي اعداء مشروعهم لمحاربته بطريقتهم القديمة وفي الحالين سيدفع الجنوبيين الثمن والفارق ان هناك ثمن يخدم مشروع الجنوب وثمن يكرس احتلاله

14 أغسطس2023م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى