قصة قسم كاذب

سالم فرتوت

اقسم لها برأسها على أنه يحبها! قالت له :(احلف أنك تحبني بشئ عليه القيمة)’قال:( لها أنت أغلى واكبر قيمة عندي!)
ودت ذلك الليل أن يقسم بالله’بيد انه أصر على القسم بعينيها وبراسها وبحياتها أنه يحبها حقا.
كان قد مضى على زواجهما بضع سنين’ولعل قلبه انصرف عنها فما عاد يوليها نفس ذلك الاهتمام السابق! بيد انه أكد لها انه يحبها’وعندما سالها ذات السؤال:(وأنت هل تحبينني؟)
لم تنتظر منه ان يطالبها بالقسم إذ ردت عليه قائلة:(أقسم بالله وليس برأسك اني احبك.)
مسكينة! أحس بصدق مشاعرها. وازداد ثقة بها.بمقدوره أن يغيب عنها ما شاء من غياب’فهو أول واخر حب في حياتها’قال لها ذات مرة:(إذا مت ياحبيبتي فلك أن تتزوجي بعدي)
امتعضت :(إن شاء الله اموت قبلك’وهيهات أن يمسني بعدك أحد حتى إذا طلقتني.)
اما هو فطالما مازحها قائلا:(اسمحي لي ان اتزوج باخر!)
(الويل لك ولها!)
تحبه وأقسمت بالله ايمان غليظة على كتاب الله! اما هو فاقسم كما يقسم شعراء الغزل برأس المحبوبة او بعينيها أو بحياتها.
وغاب عنها أياما في مهمة استدعتها ضرورة عمله’ واخذت تتصل به طيلة أيام وليالي غيابه تطمأن عليه وتتمنى أن يعجل بعودته!
وفي آخر اتصال قال لها :(سآتي بعد غد)’ولكنه أتى في الغد.وصل بلدته في ساعة متأخرة من الليل.ارادها مفاجأة سارة لها. او ليست تحبه ولاتطيق فراقه.
كان مفتاح بيته بحوزته.فتح الباب الرئيس. الليل الخريفي ساكن إلا من نباح كلب’او صياح ديك يستعجل شروق فجر جديد و المسكينة من شدة شوقها إليه لم تنمِ هاهي تتابع التلفاز’ وإلا ما هذا الذي يسمع كان’هنا رجل يضحك أطفاله الثلاثة في الغرفة الملاصقة لغرفة نومة يحضنهم نوم عميق.وهنا في غرفة النوم امرأة تتندر على زوجها’سمعها تقول: سألته قبل أيام:( هل تحبني؟).
رد :(نعم)
قلت:( احلف! فحلف براسي وعيني’وراحت تقلده متهكمة عليه! وبعد صمت وهما مستلقيان على سريره’قالت:( اما انا فحلفت له بالله العظيم.
وها انا بين احضانك ياحبيبي!)
اهو في كابوس؟ في ردهة المنزل أخذ ينصت اليهما’ سمع الرجل يقول لها(إني خائف أنط يفاجئنا!)

(اطمأن لن يأتي الليلة .)
(افرضي أنه فاجانا الآن!)
(لامفر من قتله!)
نهرها الرجل:(شيطانة’ستورطينني بجريمة قتل!!)
أخذ يرتدي ملابسه.
كاد الزوج أن يغمى عليه’وهو يفلت الحقيبة المليئة بالهدايا لها ولفلذات كبدهِ وكان العشيق قد غادر الغرفة لحقته’ وهي تقول:(ياحبيبي أنه لن يأتي الليلة. ) بوغتتت به يهرب’وبالزوج امامها يتحسس فؤاده وهو يمضي باتجاه غرفة النوم وآخر ماقاله 🙁 أقسم بالله العظيم أنك لشيطانة!)

 

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى