ذكــرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة
كتب ـ حــسيـن الجــبلي
أمجاد تاريخ لثورة مجيدة أرست مداميك دولة وشيدت عمران ونهضة وازدهار وطن..
نحو مايزيد عن نصف قرن من ستينيات القرن الماضي.
بزغ ميلاد ثورة الرابع عشر من اكتوبر ١٩٦٧م.. من اتون المعاناة والحرمان والجهل والتخلف الناتج من جراء سياسات المستعمر البريطاني المحتل والتي كانت تعيش فجر ظلامه الدامس آنذاك وطننا الجنوب الحبيب.. وكانت لهذه الثورة الحقة والحيوية بكل ماقدمته من تضحيات متفانية على محراب انتصار قضيتها العادلة مضرجة بدماء الأبطال الأحرار داخل عدن أو زنجبار أو حضرموت أو حيد ردفان والجنوب قاطبة يحمل راية الأستقلال والحرية والنصر المؤزر..
حيث كانت القيادة عند مستوى الحدث فقد ألهبت واستنهضت إرادة الشعب بعمق الانتماء وبطهر أرضه ومكنون عزته وشجاعته وكرامته واخلاقه، وكان لهذا التوافق المبني على صروح المجد والعزة والثقة المطلقة لنكران الذات أن تعزز في الأسهام المباشر والحيوي ببروز هذه الدولة الفتية خلال الفترة الوجيزة التي انجزت فيه مشروعها الحلم إلى حيز التنفيذ.. وبرزت الإنجازات المتلاحقة تباعاً على كافة الأصعدة الحيوية بالبلاد خطط خماسية تنموية مختلفة جريئة ومتنوعة وبرامج منظمة بعناية فائقة تنفذ بشدة صارمة لاتعرف التسويف والمماطلة في مستقبل حلولها لاتؤمن إلا بالإنتصار لإرادة الشعب العظيمة.. شعب الهبة المستمد عنفوانه من الخالق سبحانه ثم قيادته الثورية والوطنية الصادقة والأمينة بتضحياتها الدائمة وتخليها عن الذات وكانت هي النموذج الفعال المتحرك الذي أثرى التنمية وأزدهار الحياة في البلد بحراك حقيقي شمل كل مناحي الحياة.. ولا اقولها زهوا او غلوا بل كان يشير إليها بالبنان من كل دول الجوار شرقا وغربا.. ومن المنجزات الشامخة والشاهدة وليس الحصر بناء جيش وطني حديث نظامي أكاديمي متخرج من أكبر الجامعات الأوروبية قام بدوره الوطني الفعال فى تطبيق تلك العلوم حيز الواقع وبناء مؤسسات عسكرية للقوى الجوية والبحرية وملحقاتها الأمنية التي كانت مثار فخر الأمة، وعلى الأصعدة الأخرى كانت الخطط مشتعلة وفي أوجها تتنافس لتحقيق الريادة لمنجزات الشعب جنباً إلى جنب يسودها ويسورها العدل والمساواة وضمان الحقوق والقيام بالواجبات وتقاسم الخيرات والمشاركة الفعالة في كل ميادين العمل والأنتاج.. وكذا مخرجات تعليمية ذات جودة عالية وتطبيق القوانين والأنظمة واللوائح الدستورية التي عمقت بتفانيها ميزان العدل والقضاء وهيبة الدولة.. وبالتالي كان لهذا التحول الهام بليغ الأثر إيجابأ على حركة نمو البُنى التحتية وتطور العمران وتشييدها بحيث شملت القطاع الزراعي وكيفية تطوير منظومة آلية عمله بحيث أصبح يضاهي بل وينافس في الأسواق العربية والدولية للبن والقطن طويل التيلة وصادرات الأسماك والحبوب المتنوعة والتي كانت من اهم الروافد الأقتصادية التي انعشت مجرى تحويل العملة الصعبة ومردودها الهام على البلاد.. ما أشبه الليلة بالبارحة حيث كان الأمن والأمان من أهم منجزات ثورة الرابع عشر من أكتوبر الذي أستظل بظلاله كل أبناء الشعب وكذلك الزائرين والضيوف من الاشقاء حيث كانت عدن قبلة ثقافية وحضارية وبحرها الآمن هو المكان الأمثل لغسل مجريات الزمن.. ولعل من أهم منجزات هذه الثورة الحيوية بكل إتجاهاتها هو استكمال برنامج الخطة الخمسية الثالثة نحو تطويق وربط كل محافظات ومديريات وقرى الجنوب بالطاقة الكهربائية الرمزية التي ينعم بانجازها كل ابناء المدن والريف والتي تم الاعلان عنها رسميأ مع حلول نهاية عام ١٩٩٠م الموقر..
كانت فعلاً قيادة عند مستوى الحدث حيث انجزت تنمية كان أهم مواردها التنمية البشرية حيث جعلت الشعب على رأس أولويتها وكانت لها ما أرادت من المجد والحضور والعزة والكرامة ولازالت رحى فيض اثرها العاطر يعبق شذى أريجة تاريخ الجنوب إلى يومنا هذا كتاريخ حافل بالمنجزات العظيمة التي ترجمها الرئيس المواطن والمواطن الرئيس فطوبى لأكتوبر العظيم بانجازاته الغائبة الحاضرة ولدولة شيدها الجنوب بعز الإنسان وعزة مجده، فطوبى لكل الشهداء الميامين الأبرار في ذكرى إنتصار ثورة إنجازاتهم المثلى وحتماً سيأتي اليوم الذي سيعيد لهذه الأرض التواقة إلى دولة الإنسان ورقيه الحضري الذي ينشد الأمن والأمان والحرية الخيرة المبنية على ضفاف التعايش الخلاق لاحترام العدل والقانون ودستور الدولة الذي يكفل للجميع حقوقهم العادلة دون استثناء مواطن او مستثمر لضمان نهضة البلاد ونموها وازدهارها.. ولم يزل ذلك المذاق لصدى نوفمبر وأكتوبر نردده أغنيات… نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد فيه استعدنا الكرامة وأصبح الكل سيد..
14أكتوبر 2023 زنجبار.
