برهان
ابين ميديا – بقلم – شوقي دوشن.
دار في خلدي اأن الناس في المناطق (( لمحررة)) لا يقلون شأنا عن أي أناس أو شعب إخر في العالم يهمهم الوقت ودوران عقارب الساعة وكل دقيقة وثانية لها وزنها.لا يكف الناس هنا عن النظر إلى ساعاتهم في كل حين.لا أبالغ إن قلت أنهم ينافسون وبقوة الشعب الإنجليزي ربما والسويسري والياباني وحتى الصيني في اغتنام كل دقيقة تمر . لكن الأمر مختلف لدينا قليلا .
هكذا تمكنت من الإفصاح بالفكرة لأحد اصدقائي ،فقال لي: – أنت تبالغ كثيرا. أين نحن وهم . هم ينجزون في كل دقيقة منجزا ما ونحن بالكاد أو أننا لا نفعل شيئا.
لم أستعجل الرد عليه ،إذ ما لبث أن نظر إلى ساعته ! وأخذ يتفحصها باهتمام ظهر على وجهه. لم أنبس ببنت شفه بل ظللت أراقبه منتظرا أن يخلص ألى النتيجة وأن يقول ما جال بخاطري أو يوافقني الرأي.
قال بملل:
– أتعلم..مرت خمس ساعات إلى ست ساعات منذ أن انطفأت الكهرباء آخر مرة. متى يا ترى سيعود التيار الكهربائي للعمل من جديد؟ لقد فتك بنا الحر فتكا شديدا والكثيرون من أصحاب الأمراض المزمنة فقدوا حياتهم.
إلتزمت الصمت أيضا وتركته يكمل.وهاهو يحملق في الساعة مجددا ثم قال بتوتر:
– تبقت خمس عشرة دقيقة فبل السادسة مساء،أعتقد بعدها سيشتغل التيار الكهربائي.
لكنتي لم أقل شيئا وارتأيت عدم التعليق عسى أن يبرهن هو بنفسه أنه من عامة الشعب الذين زاد اهتمامهم بالوقت.
لم تمض سوى دقيقة أو اثنتين حتى سلمت عليه مودعا وذهبت لحالي سبيلي تاركا إياه وساعته عله يقتنع بنفسه أننا صرنا ننافس الشعوب المتقدمة في اهتمامنا بالوقت والنظر إلى الساعة.
تمت.