راتبي وانا وووو
كتب ـ نادرة حنبلة
انتظار الراتب لشهر معضلة فإذا به يتأخر لشهرين. تتعاظم فيها المشكلات فلا يلبي الطلب اطلاقٱ اما وان يتاخر لثلاثة شهور حكاية لا تنسى. اعلنت ادارتي عن ظهور نجم الراتب في الاجواء ومثل كل الناس لبست وفتحت باب منزلي لاستلام راتبي.. رجل تقدمني خطوة واخرى تعود بي خطوات وعقلي مشغول باارقام اجمعها واقسمها كل العمليات الحسابية الأربع استخدمتها كي احصل على حل يقيني لوم اصحاب البقالة والخضار وصاحب الايجار وام الهكبة ومصاريف الجهال وامي ومصروفها المعتاد هيهات معضلة حسابية خانقة. لكني مضطر لاستلامه ومواجهة كل هؤلاء وصلت للمصرف صعدت ثلاث درجات ببطء شديد وارجلي مرتعشة ما بين الخوف وما بين الحسرة واخيرٱ استلمته وانا مختبئ من كل من استلفت منهم وصلت الى المنزل وفي الطريق لم اصادف احدٱ منهم الحمدلله بااروح واشوف لمين ولمين، هي دقائق قليلة إلا والباب يطرق واذا لصاحب الايجار مبتسمٱ مطالبٱ بتسديد ايجار شهرين، كمل الراتب. كيف يتسنى لي تسليم مديونية البقالة علشان استطيع ان اكمل الشهر وكيف سادفع مديونية الخضار وذاك ابن الجامعة ووووو انهرت وتخيلت نفسي في الطريق تتقادفني الايدي وكلمات الغضب على التأخير وانا استميت للفكاك والهرب لكن يد تشدني ويد تشدني عكسا تمزقت ياقة قميصي ومن كبر المعركة لقيت ملابسي قد تمزقت وعيني توردت وانفي اكتسب الاحمرار، ووصلت منزلي ومن عناء ماوجدت سقطت عند الباب.
قالولي فيما بعد انهم حملوني وزوجتي استغاثت وإلى المستشفى اخذوني وعملوا الواجب معي ثم اعادوني لسريري وغرفتي وانا مغمض العين منهكٱ، تنفسي بطئ وكأني اصارع الموت.
تدريجيا فتحت عيني وهالني من رأيت كان العامل في الصيدلية التي بجوار منزلي وله عندي مبلغ لبعض من الادوية التي أخذتها منه دينٱ فبات الامر شديد العناء فتلعتمت واصبت بإختناق وعدت لغيبوبتي مرة اخرى.
