الطريق بين زنجبار وجعار.. “حفر” أم معالم أثرية يُمنع المساس بها
زنجبار خاص:
يبدو أن الطريق الرابط بين مدينتي زنجبار وجعار قد تحول من مجرد خط مروري إلى “موقع أثري” بفضل الحفر والتشققات التي تزينه منذ سنوات طويلة. نعم، قد يبدو الأمر مبالغًا فيه، لكن السلطة المحلية وصندوق صيانة الطرق يبدو أنهما ينظران إلى هذه الحفر كإرث لا يجوز العبث به.
ناشطون ساخرون أطلقوا تساؤلات مثيرة: هل هذه الحفر أثرية؟ هل نحن بحاجة إلى تسجيلها ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي؟! فربما يكون هذا هو السبب وراء امتناع السلطة المحلية عن إصلاحها. وإلا، فما الذي يبرر بقاء هذا الخط على حاله رغم الحوادث المتكررة التي أودت بحياة الكثيرين، وأثقلت كاهل السائقين بأعباء الإصلاحات المستمرة لسياراتهم؟
من الواضح أن فلسفة السلطة المحلية وصندوق صيانة الطرق تتبنى شعارًا جديدًا: “في الحفر إرثٌ وفي الحفاظ عليها مكسب”. فهم، على ما يبدو، يرون في هذه الحفر قيمة “اقتصادية”؛ فهي ترفع إيرادات الميكانيكيين وتنعش سوق قطع الغيار. وفي الوقت نفسه، تمنح السائقين دروسًا مجانية في الصبر وضبط الأعصاب.
على السائقين التحلي بالهدوء أثناء القيادة، لأن التسرع قد يكلفهم حياتهم أو، في أفضل الأحوال، يدفعهم لتعلم فنون ميكانيكا السيارات عن طريق التجربة والخطأ. فالحفاظ على “الطريق الأثري” يتطلب تضحية، والتضحية بالأرواح والسيارات ربما تكون جزءًا من الصفقة.
بينما تتزايد الحوادث والمآسي على هذا الطريق، يظل السؤال مفتوحًا: هل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ الأرواح، أم أن الحفاظ على “الحفر الأثرية” سيظل أولويتها القصوى؟ إلى أن نجد الإجابة، كل ما نستطيع قوله هو: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.