التدمير الممنهج للتعليم في الجنوب العربي.. خطر يهدد مستقبل الأجيال القادمة

كتب: د. عبدالرزاق عبدالله أحمد البكري

 

التعليم هو الركيزة الأساسية التي تبنى عليها نهضة الأمم وتقدمها، وهو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة والتطور الحضاري. لكن في الجنوب العربي، يعاني التعليم من تدمير ممنهج ومتعمّد يشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبل الأجيال القادمة في الجنوب. هذه السياسات التخريبية، التي تُمارس بطرق مباشرة وغير مباشرة، تهدف إلى ضرب البنية التعليمية، وزعزعة الوعي المجتمعي الجنوبي، وإضعاف قدرات الشباب على مواجهة تحديات المستقبل.

 

مظاهر التدمير الممنهج للتعليم.

 

تتعدد مظاهر التدمير الممنهج للتعليم في الجنوب العربي بداءً بتهميش مطالب العاملين في العملية التعليمية وعدم اعطائهم حقوقهم وكذلك، ومنها:

 

1. تدهور البنية التحتية: تعاني المدارس والمؤسسات التعليمية من الإهمال الكبير، حيث تفتقر العديد منها إلى الأساسيات كالمقاعد والمناهج المحدثة، فضلًا عن غياب بيئة تعليمية محفزة.

 

 

2. تسييس التعليم: يتم استخدام التعليم كأداة لنشر أيديولوجيات سياسية معينة تخدم أجندات خارجية واحزاب تعادي القضية الجنوبية مما يبعده عن دوره الأساسي في بناء الفكر النقدي وتطوير الكفاءات.

 

 

3. التلاعب بالمناهج الدراسية: تشهد المناهج الدراسية تراجعًا كبيرًا من حيث الجودة والمحتوى، حيث يدرس مناهج عفاء عنها الزمن،بينما توجد مناهج بديلة اقل ضرر،لكن المخرج منع طباعتها، حيث يتم في هذه المناهج الحالية تجاهل المواضيع التي تعزز الهوية الوطنية والانتماء الجنوبي، ويُركز بدلًا من ذلك على موضوعات تكرس الجهل والتفرقة والحزبية والعنصرية.

 

 

4. تدهور مستوى المعلمين: يعاني الكادر التعليمي من الإهمال وعدم منحه حقوقه المشروعة وقلة التدريب والتأهيل، مما يؤدي إلى ضعف في جودة التعليم المقدم وتدني مستوى المخرجات.

 

 

5. إفقار المجتمع: تُمارس سياسات اقتصادية تعمّق الفقر بين الأسر، مما يدفع العديد من الأطفال إلى ترك الدراسة والانخراط في سوق العمل لتأمين قوت يومهم.

 

 

 

التبعات على مستقبل الأجيال في الجنوب…

 

1. ارتفاع معدلات الأمية: يؤدي انهيار النظام التعليمي إلى ارتفاع معدلات الأمية في المجتمع الجنوبي، ما يضعف قدرته على مواجهة تحديات العصر التي تعصف به.

 

 

2. ضعف القوى العاملة: الشباب الذين يُحرمون من التعليم الجيد يصبحون غير مؤهلين للانخراط في سوق العمل أو المساهمة في بناء الاقتصاد المحلي الجنوبي.

 

 

3. تفاقم الفقر والبطالة: يؤدي نقص التعليم إلى استمرارية دوامة الفقر والبطالة، مما يعزز مشكلات اجتماعية واقتصادية خطيرة.

 

 

4. فقدان الهوية والانتماء: التلاعب بالمناهج يضعف الهوية الوطنية ويزرع الانقسامات، مما يهدد وحدة المجتمع واستقراره.

 

 

5. تدهور الأمن الاجتماعي: يُعتبر الجهل أحد أسباب انتشار الجريمة والعنف، حيث إن الأجيال غير المتعلمة تكون أكثر عرضة للانخراط في السلوكيات الضارة بالمجتمع الجنوبي.

 

 

 

الحلول الممكنة::

 

لمواجهة هذه التحديات، يجب تبني سياسات فعّالة لإصلاح التعليم في الجنوب، ومنها:

 

1. إعادة تأهيل البنية التحتية: يجب تحسين أوضاع المدارس ومنح المدرسين حقوقهم المشروعة وتحسين اوضاعهم. وتجهيز البناء التحتية للبيئة التعليمية لتكون بيئات تعليمية جاذبة وفعاله.

 

 

2. إعداد مناهج تعليمية وطنية جنوبية: تركز على الهوية الوطنية الجنوبية، وتعزز القيم الإنسانية، وتشجع على التفكير النقدي.

 

 

3. رفع كفاءة المعلمين: من خلال توفير التدريب المستمر وتحسين أوضاعهم المعيشية.

 

 

4. دعم التعليم المجاني: وتوفير منح تعليمية للأسر الفقيرة لتشجيع الأطفال على مواصلة الدراسة.

 

 

5. تعزيز الرقابة والمساءلة: لضمان توجيه الموارد التعليمية بشكل صحيح والحد من الفساد.

 

 

 

خاتمة:

 

التدمير الممنهج للتعليم في الجنوب العربي ليس مجرد أزمة مؤقتة، بل هو كارثة تهدد وجود الأجيال القادمة وقدرتهم على بناء مستقبل أفضل. إن إعادة بناء التعليم ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان حق كل طفل في التعليم الجيد الذي يمكنه من الإسهام في بناء وطنه الجنوب ومستقبله.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى