.الصاعدي.. الخبير الدولي الذي نسيناه.

كتب: أحمد مهدي سالم

كنت أسمع عنه، وأنا صغير، أنه طالب ذكي، وجاء الأول على دفعته في الجامعة الليبية.. ونعتز بكل تفوق بدايته من جعار..الواحة التي تحتضن الجميع، وتفرد جناحيها دومًا للطيران في فضاء المستقبل، وآفاق المودة والتعايش المشترك.
كان أخوه م.ناصر الصاعدي مدير عام مكتب حماية البيئة بأبين صديقًا عزيزًا وزميل دراسة ابتدائي وإعدادي وثانوية،و بعض أخباره كنت أعرفها عن طريقه.. كنت عضوًا في المجلس الإداري لنادي خنفر، وفي زيارتنا لصنعاء في 1991 لخوض مباريات ضمن الدوري.. أخبرني رئيس النادي عبدالله حسين جامع أنه سيأخذني معه إلى وزارة الصحة، وسيلتقي الوكيل د.عبدالله الصاعدي، ويعرفني به.. في صباح اليوم التالي تحركنا من بيت الشباب إلى مقر الوزارة، وعرفني جامع على د.الصاعدي، وأشاد بي أمامه كصحفي رياضي متمكن.. أيامها سوقنا حامي..
وكانت أول مرة ألتقيه، أو أراه وجهًا لوجه رغم أننا من ساكني جعار، د.عبدالله شاب طموح، يطور نفسه باستمرار، يحرص على استثمار الوقت كأي ناجح، كبير الطموح، لا يدخن، ولا يخزن، ولا يميل كثيرًا لحضور المناسبات الاجتماعية.. وضع نصب عينيه هدفًا، وراح يسعى إلى تحقيقه، وقد وُفِّق أيما توفيق.. حيث
توفق بالعمل مع منظمة الصحة العالمية.. عمل ممثلًا للمنظمة بعدد من بلدان الشرق الأوسط مثل السودان والأردن وسوريا، وأخيرًا سلطنة عمان.
وكذلك ترقى مساعدًا ثم نائبًا للمدير الأقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأقليم شرق المتوسط، وهذه مواقع ومناصب لم يصل إليها كثير من كوادرنا الصحية الكفوءة، بل أنه الكادر الوحيد في أبين الذي وصل إلى مواقع قيادية في منظمة الصحة العالمية، ،وصار خبيرًا دوليًّا في مجاله.. في تخصصه، و يشار إلى جهوده وعطاءاته بالبنان، وذلك لكونه أبدع في مجال عمله، وقدم خدمات نوعية عديدة في كل المسؤوليات التي تشرف بترؤسها، أو كان في فريق عملها.. مما يدل على علو همته، وقوة تعليمه، وجموح طموحه؛ ولعل ذلك التفوق والنجاح الباهرين كان لهما انعكاس إيجابي مثمر على أسرته، أخوانه، أولاد أخوانه فظهر منهم دكاترة وكوادر صحية فاعلة.. نحو التقدم والرقي ساعية وآملة.
سيرة جميلة نقية، مشوار تألُّق حياتي وكفاحي، نشاط قيادي، بحثي وإداري مميز… كان د.عبدالله الصاعدي خير سفير لمحافظته أبين، و بلده اليمن، ولكل العرب.
نم قرير العين أيها العالم، الخبير، الكادر الأممي، الصحي الكبير.. ثمار غرسك ستنتج شتلات زروع، وورود، وسنابل سامقة.. وستتحول بعد إلى بساتين خضيرة، وحدائق غنَّاء.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى