القاضي فضل مقبل الحوشبي…ضارباً أروع الأمثال في التفاني والإخلاص والوطنية
أبين ميديا /تقرير /خاص
في بلاد الحواشب وكنتيجة من واقع الأحداث التي مرت بها ماضياً وحاضراً، يصعب الحديث عن شخصية وطنية وعلمية جامعة تحظى بحب واحترام وتأييد الجميع لمواقفها، بل وتصبح كافة المواقف والآراء والإنطباعات عنها مصدر اتفاق وتأييد جمعي، باستثناء فضيلة القاضي فضل مقبل العمري الحوشبي.
القاضي فضل مقبل الحوشبي، نموذج حي للقيم الفاضلة ومكارم الأخلاق التي قلما تجتمع في أي شخص آخر بهذا الزمن، لن نتحدث اليوم عن مساره المهني ولا عن إنجازاته وشواهده النضالية بقدر ما سنتطرق لشيمه وخصاله الحميدة وأخلاقه الكريمة، إنه ذلك الإنسان العادي والبسيط والمتواضع المحب لكل الناس، الذي لاتعرف الكراهية أو النفاق طريقاً إلى قلبه، إنه ذلك المتميز بروحه الطيبة، المتفاني والمخلص في عمله إلى أبعد الحدود، الذي يتألم ويحزن على أي شيء يحصل لغيره من الناس.
إنه ذلك الرجل الغيور الذي يشعر بالشقاء والخيبة إذا ما خيب ثقة أو ظن أحد ما، والذي يكره الكذب والإحتيال والظلم والنفاق وما أكثر هذه الأمور في حياتنا الحاضرة مع الأسف الشديد، إنه الرجل الذي تؤلمه دمعة عين طفل يتوجع، ويتألم لمعرفته بان إنسان ما يعاني بصمت، وخصوصاً إذا كان هذا الإنسان بريئاً لا ذنب له يدفع ثمن طيش وأخطاء الآخرين فيسارع لإنصافه.
يفرحه معاشرة الناس والأصدقاء، فنراه يطمئن عنهم دائماً ويسأل الله أن تكون الأمور سائرة معهم على أحسن ما يرام دائماً وأبداً، فهو الشاب الخلوق والنزيه على الدوام، نموذج لذلك الشخص الذي يحتضن من هم تحت إمرته ويمد لهم يد العون والمساعدة والنصح بكل بشاشة وسعة صدر، مثالاً فريد للرجل الحكيم والغير متسرع والمتريث في إتخاذ القرارات، ميزاته الصدق والإخلاص والتفاني في سبيل خدمة وطنه بكل تجرد وأمانة، في حياته يضع نصب عينيه ضمان حقوق الناس وحفظ كرامتهم، المبتعد كل البعد عن مظاهر البذخ والترف والتعالي والغرور والرفاهية، القريب من هموم وأوجاع الآخرين.
تتجلى في شخصية القاضي “فضل مقبل الحوشبي”، عزيمة وصلابة متناهية على قهر التحديات وتجاوز المستحيلات، شاب مبدع ومخلص في عمله، يترجم دائماً حقيقة العزيمة التي تنتصر وتتغلب على المعاناة، رجلاً نراه لايعزل نفسه داخل جدران منزله أو يضع الستائر في سيارته لكي لايرى الحقيقة على الأرض، كل من تعايش معه يقر بانه فعلاً نموذج متفرد في عطاءاته وحبه للآخرين، الغني في رؤيته للأمور عن كثب، والمتعمق في أي مضمون يخوضه، والبارع في خياله وتنبؤه للمستقبل، والمتميز في رقته لتصوير الأشياء على حقيقتها، القادر على فهم واختيار المعاني والكلمات المناسبة واللائقة في أي مناسبة وجد فيها.
فهو ذلك الإنسان الذي تفيض شخصيته بشاعرية متميزة في احترام وحب وتقدير الآخرين، المبتعد عن الأنانية وحب الذات، الرجل الصادق بكل أفعاله وأقواله والجريء في كل خطواته والمبدع في عمله، الرجل الذي يداوي بأخلاقه وصفاء نيته وسريرته وصدقه عتمات الظلام والجهل والتخلف، فهو الذي يعيش إنسانيته بكل ما لهذه الكلمة من معنى ومضمون بمعزل عن أي معطيات أخرى، ولن نبالغ إذا قلنا بانه نقش إسمه بأحرف من ذهب بين العظماء في صروح السلطة القضائية وأروقة القيادة والإدارة والمسؤولية، فهو الذي يحق لكل متتبع لسيرته أن يتخذه قدوة له في حياته وأن يحذوا حذوه ويقتفي أثره ويستفيد من حنكته وخبرته وسلوكياته ونجاحاته في هذه الحياة.
القاضي فضل مقبل الحوشبي، شاب يتفجر عطاء وتضحية، لم يصب يوماً قط باليأس والقنوط والإحباط وهو يواجه التحديات والعراقيل والمعوقات، بل يتغلب عليها بعزيمة وصبر وإصرار لا يلين، به تضرب أروع الأمثلة في الصدق والتفاني والوطنية والإخلاص، شخصية لها الكثير من الإسهامات والأدوار النضالية والإجتماعية والإنسانية والخيرية البارزة، عرفناه أحد الوجوه والشخصيات الفريدة والمتفردة التي كسبت به بلاد الحواشب ومن خلاله الكثير، ففي مسيرته العلمية والعملية برز تقيده وتعصبه وتحريه للدليل الصحيح الصريح وثباته على الموقف الحق في دلالته على الحكم المستدل به عليه من القرآن الكريم أو السنة النبوية، وبهذا القول السديد والمنهج الرشيد في الاستدلال صارت آراء فضيلته محل استجابة وقبول واسع بين كافة الأطياف ودستور معمول به من قبل الجميع.
وتمكن هذا الشاب المتوهج عطاءاً وتضحية، من فرض حضوره الفاعل والمؤثر في مختلف المراحل وأصعب الظروف، فكان لنزاهته أثر كبير في إبراز شخصيته القيادية والاجتهادية الفذة وإظهار قدراته الاستنباطية التي جعلته مدركاً للأحكام الصريحة التي عززت من مكانته كقاض عادل ورجل دولة ودين يفصل في جميع المظالم بين المتحاكمين، حيث يتصف عن من سواه بخصال نبيلة وسجايا فاضلة وشمائل محمودة ومناقب وطنية وإنسانية وخيرية يجسدها قولاً وفعلاً في مشوار حياته اليومية، فهو اليوم من أشهر القضاة المعاصرين المتخمين والمتشبعين بالعلوم الشرعية والفقهية والدينية، ونابغاً وعبقرياً متبحراً في العلوم والمعارف الدنيوية الأخرى، ومن رجال الوسطية والاعتدال الذين لهم بصمات مشهودة في حل ومعالجة الكثير من المشاكل والقضايا والهموم التي يعاني منها المواطنين.
ويعد منارة في الفقه والبلاغة والحديث، والقاضي الأجل والعلم الشامخ، والطود الباذخ، والقمة السامقة، والشعلة الوقادة والهمة العالية، وعلماً مشعاً للنجباء ومن بقية الفضلاء، عرفناه واحداً من رموز هذا الوطن، وكادراً من كوادره الملهمه، وسليلاً لأسرة عريقة عرفت منذ الأزل بالجاه والسلطة والعلم والمعرفة، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقة بعلاقة نسب وصهرة بسلطان سلطنة الحواشب السلطان فيصل بن سرور الفجاري حفظه الله وأطال في عمره، ويمثل قامة علمية باسقة وهامة قيادية وإدارية عملاقة، وعلماً من أعلام بلاد الحواشب وجبلاً من جبالها الشامخة، يعيش حياته مجيداً نافعاً لغيره كالغيث مسخراً جهده ووقته لخدمة الناس من واقع عمله ومسؤولياته، ولم يبخل هذا الحيد الأشم يوماً بفكره وعلمه وحنكته وحكمته وآرائه السديدة في إسداء النصح والمشورة للآخرين أو في إصلاح ذات البين ورأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.
كما يعتبر القاضي فضل مقبل الحوشبي، نموذجاً فريداً لطينة القضاة الأجلاء، فهو قد جمع بين غزارة العلم والفطنة والإلهام والإلمام باللوائح والأنظمة والقوانين والتشريعات والأعراف وبين الأسلوب الفريد والراقي والمهذب في التعامل مع الناس وإقناعهم وكسب مودتهم ونيل رضاهم بكافة تدخلاته في كل الظروف ومختلف القضايا، وهو ما جعل منه اليوم مضرباً لأروع الأمثلة في الأخلاق والتواضع والتفاني والمصداقية والنزاهة والإخلاص والوفاء والزهد والورع والصلاح والقيم النبيلة والإتقان في أداء المهام والواجبات من بين بقية معاصريه، إنه مصباح مضيء ونبراس مشع بل أحد النجوم التي بددت ظلمات الجهل والتخلف بنور العلم والفكر والثقافة والوسطية والاعتدال بين أوساط المجتمع.
إنه واحداً من عتاولة العلم ومنبراً للفكر والمعرفة، ومن الجهابذة القلائل الذين سطروا أعظم المآثر الإنسانية الخالدة في تاريخ الحواشب، شخصية اعتبارية مرموقة لها مكانتها ووزنها وثقلها القبلي والإجتماعي والثقافي والسياسي، فإلى جانب كونه قاضياً يشهد له الجميع بالمؤهل والنزاهة والكفاءة والحنكة والاقتدار، يعرف القاضي فضل مقبل الحوشبي بمناقبه وإسهاماته الواسعة في زرع بذور الخير وبث روح المحبة والتآخي ونشر قيم التعاون والتصالح والتسامح والسلام ونبذ مسببات الخلاف والكراهية ومخلفات الجهل والتعصب والعنصرية والمناطقية، إنه احد الرجال العمالقة الذين يلعبون أدواراً مهمة ومشهودة في توعية وتنوير المجتمع وترسيخ هويته وثوابته وقيمه الإسلامية والقومية والوطنية المثلى.