‏الانتقالي والشرعية.. إلى أين؟ هل يتكرر سيناريو خديعة الوحدة اليمنية 1990؟

كتب: د. ياسر اليافعي

منذ توقيع اتفاق الرياض ومشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، أصبح الجنوب يواجه وضعًا يعيد إلى الأذهان ما حدث في 22 مايو 1990، حين دخلت الدولة الجنوبية في شراكة مع الشمال تحت مظلة الوحدة اليمنية. تلك الشراكة، التي كان يُفترض أن تبني دولة موحدة قوية، أسفرت عن تفكيك الدولة الجنوبية لصالح قوى حزبية وقبلية ودينية، ما أدى إلى تدهور حياة الناس في الجنوب.

اليوم، يبدو أن اتفاق الرياض، الذي جاء لإنهاء الصراعات وتحقيق الشراكة، يتجه نحو نفس المصير، حيث تواجه الشرعية والانتقالي تحديات كبرى على الأرض، في ظل انعكاسات سلبية طالت المواطنين في الجنوب. السؤال المطروح: هل تتكرر خديعة 1990؟ وهل ستتمكن الشرعية من تجاوز هذه المرحلة أم أنها تسير نحو تعميق الأزمة؟

على مدى عشر سنوات، أخفقت هذه الشرعية في تحقيق أي إنجاز يُذكر، سواء على المستوى الاقتصادي أو الخدمي. فشلت في تأسيس شركة اتصالات في المناطق المحررة يمكنها تحقيق إيرادات ضخمة تُقدر بملايين الدولارات شهريًا، كما عجزت عن إعادة الإعلام  الحكومي إلى العاصمة عدن لمواجهة الإعلام الحوثي الذي أصبح يسيطر حتى على الفضاء الإعلامي في المحافظات المحررة، بما فيها عدن نفسها.

أما في ملف الكهرباء، فقد استنزفت الشرعية مبالغ مالية هائلة دون تحقيق أي تقدم يُذكر، تاركة المواطنين يعانون من أزمات متواصلة. اقتصاديًا، لم تتخذ أي إجراءات لمواجهة الحوثيين، بل سمحت لهم باستنزاف العملة الصعبة من المناطق المحررة والسيطرة على أكبر البنوك. وعلى الصعيد العسكري، تفتقر الشرعية إلى خطة واضحة لمواجهة الحوثيين. قراراتها في هذا الملف مرهونة بالإقليم والدول الراعية للملف اليمني، ما جعلها عاجزة عن اتخاذ أي خطوة جادة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

إن المواطن في الجنوب اليوم، وبعد كل التضحيات التي قدمها والصبر الكبير على المؤامرات، يجد نفسه يخسر كرامته، وهو أمر ينسف كل التضحيات التي خاضها شعبنا منذ عام 2007م. هذا الوضع لن يستمر طويلًا، بل يبدو أنه يشعل فتيل ثورة جديدة بدأت ملامحها تتبلور مؤخرًا، إذ إن كرامة الناس هي رأس مالهم وعنوان تضحياتهم.

لذلك، نحن اليوم في الجنوب بحاجة ماسة إلى تصحيح المسار، والارتكاز على شرعية الانتصارات التي تحققت في عام 2015 وما تبعها من تضحيات كبرى لتأمين الجنوب من الإرهاب. هذه هي الشرعية الحقيقية لشعب الجنوب، وما عدا ذلك ليس إلا استمرارًا للعبث بمقدرات وتضحيات أبناء الجنوب.

من يعلق آماله على هذه الشرعية لتحقيق حلول أو إنجازات، فهو واهم، إذ أثبتت التجربة أن الشرعية الحالية ليست سوى امتداد لدوامة الفشل والفساد.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى