مسبار باركر يرسل أول بيانات منذ اقترابه التاريخي من الشمس

أبين ميديا/

أعلنت وكالة “ناسا” الأمريكية أن مسبار باركر الشمسي أرسل أول تحديث مفصل له بعد ثمانية أيام من اقترابه القياسي من الشمس.وأكدت المركبة الفضائية أن أنظمتها وأجهزتها “سليمة وتعمل بشكل طبيعي”، حسبما قالت ناسا في بيان صدر يوم الخميس، بعد أسبوع من مرور المسبار على بعد 3.8 مليون ميل من النجم الحارق وهي أقرب مسافة على الإطلاق من الشمس يحققها جسم من صنع الإنسان.وفي يوم الأربعاء 1 يناير، بدأت وحدة التحكم في المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز (JHUAPL) في ماريلاند بتلقي أول بيانات باركر الفضائية حول الحالة التشغيلية (المعروفة أيضا ببيانات التدبير المنزلي)، والتي تؤكد أن أنظمة باركر وأدواتها العلمية “صحية وتعمل بشكل طبيعي” بعد لقائها التاريخي مع الشمس، حسب ما أعلنت ناسا في بيانها.

وقال مايكل باكلي، المتحدث باسم مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، الذي يشرف على مهمة باركر الفضائية: “كل شيء يبدو جيدا فيما يتعلق بأنظمة المركبة الفضائية وعمليات الأدوات”. وأضاف: “إنها حقا مركبة فضائية مذهلة”.وتؤكد أحدث البيانات المرسلة أن مركبة باركر نفذت بنجاح الأوامر المبرمجة في حواسيب الطيران الخاصة بها وأن أدواتها العلمية كانت تعمل أثناء المرور بالقرب من الشمس، وفقا للبيان. وهذا يعني أن المركبة الفضائية جمعت بيانات قيمة عن نجمنا أثناء مرورها على مسافة 3.8 مليون ميل (6.1 مليون كيلومتر) من سطح الشمس، وهي أقرب مسافة وصل إليها أي جسم فضائي إلى نجمنا.وقالت هيلين وينترز، مديرة برنامج مهمة باركر الفضائية في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، في البيان: “بينما كانت مركبة باركر سولار أقرب إلى الشمس من أي جسم من صنع الإنسان في التاريخ، فقد عملت كما هو مصمم لها، وأجرت ملاحظات لم يكن أحد قادرا على إجرائها من قبل”.

وتستمر وحدة التحكم في تلقي البيانات عبر شبكة الفضاء العميق التابعة لناسا، حسبما ذكر باكلي. ومن المتوقع أن ترسل المركبة الفضائية بياناتها العلمية المجمعة في وقت لاحق من هذا الشهر، عندما يكون هوائيها الأقوى في موضع أفضل لمحاذاة الأرض لنقل البيانات بمعدلات أعلى.ويشار إلى أنه في ليلة عيد الميلاد، عبرت مركبة باركر سولار عبر الغلاف الجوي الشمسي المحترق وهي تسافر بسرعة قصوى تصل إلى 690 ألف كم في الساعة (430 ألف ميل في الساعة)، وهي سرعة كافية للانتقال من طوكيو إلى واشنطن في دقيقة واحدة، محطمة بذلك رقمها القياسي الخاص كأسرع جسم تم بناؤه على الإطلاق.

وكان العلماء قد فقدوا الاتصال بالمركبة الفضائية أثناء الاقتراب، ولكن قبيل منتصف الليل في 26 ديسمبر، تلقوا إشارة بسيطة تؤكد أن المركبة الفضائية نجت من اللقاء القريب من النجم الحارق وأنها تعمل بشكل طبيعي.وبفضل درع حراري مخصص، بسماكة 11.4 سم، تمكنت المركبة الفضائية من تحمل درجات حرارة تصل إلى 982 درجة مئوية (1800 درجة فهرنهايت)، وفقا لما ذكرته ناسا سابقا.

ويأمل العلماء أن تساعد البيانات التي تجمعها باركر في فك ألغاز قديمة حول شمسنا.

ومن المنتظر أن تجري المركبة الفضائية مرورين آخرين في عام 2025 بنفس السرعة والمسافة من الشمس، وذلك في 22 مارس و19 يونيو.

المصدر: سبيس

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى