“نهائي دوري ميفع” .. دون ياقلم دون

كتب | حسن البهيشي

“دون ياقلم دون” عن ماذا ندون ..  وعن ماذا نكتب ..  تعجز الكلمات ، والعبارات ، والجمل .. أن تنقل مايختلج في الوجدان والأحاسيس والمشاعر .. التي اعترت قلوب من حضر هذا الحدث .. وأي حدث .. وأي نهائي .. لم يكن نهائي فريقان شعبيان ، أبدا ومستحيلا أن نطلق عليهما كذلك .. بل هو نهائي الكبار .. نهائي ناديين عريقين كبيرين.. وإن تسميا بتسمية الفرق الشعبية .. حق للقلم أن يتردد كثيرا ، وأن يحتار .. فهل يكتب عن روعة التنظيم والاستعداد ، والتهيئة لنهائي أذهل الجميع – أم يكتب عن الحشود و أفواج الجماهير – التي كانت تتدفق من كل الأنحاء والإتجاهات ، منذ مابعد ظهيرة جمعة هذا الحدث الرائع   .. أم نكتب عن الأجواء الاحتفالية وحجم الحضور الرسمي والشعبي والإعلامي الذي صاحب هذه البطولة .. أم نكتب عن مجريات أحداث التسعين دقيقة داخل المستطيل الترابي التي هي الأخرى بحد ذاتها سيموفونية ومعزوفة رائعة .. أطربت عشاق المستديرة بجمالها وروعتها .

لم يكن ذلك النهائي إلا عرسا وحفلا  كرنفاليا – ظهرت فيه مدينة ميفع في أبهى وأزهى حليها وزينتها .. التي لم تشهد مثيلا لها منذ نشأتها .
عذرا أيها القارئ الكريم .. على ضعف العبارة و ركاكة التعبير .. وعدم إعطاء الحدث حقه .. فهو أكبر بكثير من أن يحيط ويلم بكل تفاصيله وجوانبه التي أبهرت الجميع – شخص مثلي فلست مختصا إعلاميا ، ولا كاتبا ضليعا .. فللإعلام  رواده ومختصيه ولفن الكتابة والتعبير أساتذتها ومبدعيها .. وإنما حسبي أني كنت أحد الجماهير التي إحتشدت لحضور  هذا اللقاء وهذا العرس الكرنفالي الرائع .. الحدث وروعته وجماله – دفع بي دون شعور  لامتشاط القلم والتعبير – دون عمل أي اعتبار لقلة الزاد ، وضعف العبارة  .

دعونا نعرج قليلا على سفينة كأس البطولة التي أبت الرياح إلا أن ترسيها إلا على ضفاف ” الجزيرة الخضراء ” ربان هذه السفينة وقبطانها وكابتنها .. هو من أكسب هذا اللقاء التاريخي – قيمة وشهرة ، إضافة إلى قيمته وشهرته ، ومنحه رونقا ولمعانا وبريقا خاصا .. كونه قادما من بطولة عربية ضاربة في جذور التاريخ الرياضي .. فهو على علم ودراية واسعة بدروب ومنحنيات وأسرار اللعبة جيدا .. لانريد أن نسميه حتى لانقع في خطأ يتسبب في حرمان وطن بأكمله – عطاء ومهاراة هذه الموهبة .. كان لتمريراته المتقنة .. و لمساته الرائعة – الدور الأكبر في حسم نتيجة اللقاء .. وليس هذا مدحا من ترف القول .. فهو ممدوحا بطبيعته وسليقته ، بتواضعه وأخلاقه ، بمهاراته وفنه ، كل ذلك على رغم التحفظ والحذر الشديد الذي أبداه داخل الميدان .. ولم يكن زملاؤه في الملعب أقل منه أداءا وروعة وتفوقا ومستوى – بل كانو جميعا على مستوى عال من المهارة والإبداع والتفوق ، وكأنهم صهروا في بوتقة واحدة ليكونوا جميعا عنصرا واحدا فريدا من نوعه من حيث التناغم و التجانس والإنسجام .. إستطاعوا من خلال ذلك  الظفر بثلاثية نظيفة .. إنتزعت الكأس من أسوار القلعة الحمراء بغرب حضرموت .. إلى الجزيرة الخضراء بشرق شبوة .

وكل ذلك في كفة والأداء البطولي والرائع الذي قدمه الأهلي الميفعي في كفة أخرى .. بل بعض المختصين يرى أن الأهلي كان أكثر استحواذا ، وأكثر نقلات ، وأكثر روعة ، وأكثر خطورة .. ولا نبالغ إذا ماقلنا أن الخسارة كانت بطعم الفوز لأبطال القلعة الحمراء .. كيف لا وتاريخه يشهد بأنه لايقبل إلا بالبطل فإن تنازل أو وتواضع قليلا  فبالوصيف .. والوصيف فقط .. فبرغم الثلاثية التي أدمت الجراح .. و عطلت كل النواح .. إلا أن جسد الأهلي ظل ظاهره صاح – فقد قاتل قتالا مستميتا إلى آخر رمق وآخر نفس من عمر المباراة .. إلا أنه بكل أسف كان ” باطنه مضرور ”
ولا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نقف تقديرا واحتراما و إعجابا – لهذين الفريقين الكبيرين .. الذين قدما نهائي ليس راقيا وكبيرا فحسب .. بل كان نهائي من العيار الثقيل .. الذي شهد له جميع من حضر اللقاء .. كما أن الأخلاق الرياضية للفريقين كانت هي سيدة الموقف في هذا اللقاء .

ألف ألف مبروك التتويج بكأس البطولة ” فريق الجزيرة الرياضي – بئر علي ” وألف مبروك نيل كأس الوصيف ” فريق الأهلي الرياضي – ميفع ” تهانينا لكل أبناء مدينة ميفع نجاح هذه البطولة الرائعة التي سوف يخلدها التاريخ في سجل ميفع الرياضي وألف مبروك لصانع هذا المجد ، ومخرج وكاتب سيناريو هذا الحدث التاريخي الهائل الأخ : يسلم علي باحجيل – رئيس نادي شباب ميفع وجميع الطاقم الإداري للنادي – نجاح بطولتهم الرائعة وألف مبروك لفرسان الميدان الميفعي جميعا – عصام ميفع ورؤوفها ودراجها :  “باتبع “.. تهانينا لعندليب ميفع الأسمر وبلبلها الصداح ، وبثها وترددها وأثيرها – الإذاعي المتميز الأخ : محمد باحميل .

والتهاني موصولة لأقلام ميفع ورواد الكلمة والخبر والصورة- الاخوة صبري باداكي وسالم بانجوة وجماع الصرموع وجميع زملائهم .. تهانينا إلى قلب ميفع النابض وشريانها المتدفق الأخ محمد الرميلي، وليعذرني من فاتني ذكر اسمائهم .. فإن كنت لست من سكان هذه المديرية الغالية .. فيكفيني فخرا انتسابي إليها، تهانينا لكل أبناء ميفع الحبيبة، ودمتم ودامت أفراحكم ومسراتكم .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى