إسرائيل تجاهر باستنساخ «نموذج غزة» في الضفة
أبين ميديا /متابعات /أمجد عرار
تجاهر إسرائيل باعتزامها استنساخ «نموذج غزة» في الضفة الغربية، معتبرة مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة «مجرد بداية»، في حين تتعرض الضفة بالفعل لعملية خنق متواصلة، بمئات الحواجز والبوابات الحديدية التي حشرت الفلسطينيين في ما يشبه «الأقفاص».
وإذ يتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، بتوسيع الاقتحامات في الضفة. وقال خلال استجوابه في الكنيست، إن جنين هي البداية والنموذج الذي سيعمم على جميع الضفة، وإن هناك أماكن أخرى في الضفة ستشهد عمليات عسكرية، حسب ما نقل عنه موقع «سكاي نيوز عربية».
وكان أكد في وقت سابق أمس، أن عملية «الجدار الحديدي» التي بدأها الجيش الإسرائيلي في جنين، الثلاثاء، من المتوقع أن تشكل «تحولاً في استراتيجية الجيش في الضفة»، حسب صحيفة جيروزاليم بوست. واعتبر الهجوم على جنين «أول درس من أسلوب الغارات المتكررة» التي اتبعها الجيش الإسرائيلي في غزة.
نهج هجومي
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، تحدث الاثنين قبل استقالته، عن تغيير استراتيجي في النهج العسكري للجيش الإسرائيلي في الضفة، من خلال «الانتقال من الدفاع إلى الهجوم». وقال إن الجيش يستعد لتنفيذ ما أسماها «عمليات مهمة» قريباً.
وفي إطار الانتقال إلى هذه «الاستراتيجية الهجومية»، ذكر المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية هليل بيتون روزن، أن الجيش الإسرائيلي أقام العشرات من الحواجز في مختلف أنحاء الضفة، استناداً إلى قرارات المجلس الوزاري المصغر الأخيرة.
وليل الثلاثاء، دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة جنين ومخيمها، وخلال الحملة قتل 10 فلسطينيين، بينهم طفل، وأكثر من 40 جريحاً حتى الآن.
ولليوم الثاني على التوالي، يواصل الجيش تدمير البنية التحتية في المخيم ومحيطه والمدينة. وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن الجيش يتعمد تدمير الشوارع، حيث قامت جرافات بتدمير الشارع المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي، والمستوصف الصحي في المنطقة، وسط حصار مطبق.
كما نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات في المخيم الذي يشهد حركة نزوح مستمرة في ظل الحصار وعدم توفر المواد الغذائية والأدوية.
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) إن مخيم جنين أصبح غير صالح للسكن وأن قرابة 2000 عائلة نزحت من المخيم حتى الآن، بحسب ما نقلت القناة 112 الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بعملية «الجدار الحديدي» الواسعة التي بدأها الجيش، تقول القناة 14 الإسرائيلية اليمينية، إن هذه حملة وليست عملية. وأضافت: «سنرى بالفعل في الأسابيع المقبلة أن سطح الأرض يتغير. وكما قال كاتس هذا الصباح، فإن المعسكرات الإرهابية لن تبقى»، حسب تعبيرها.
إغلاق واعتقالات
واعتقلت القوات الإسرائيلية، منذ الثلاثاء، حتى صباح أمس، 25 فلسطينياً على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان، إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات جنين ورام الله وطولكرم وبيت لحم والخليل. بالتزامن، يفرض الجيش الإسرائيلي إغلاقاً محكماً على قرى وبلدات الضفة.
وذكرت «معا» أن القوات الإسرائيلية أغلقت، مداخل الرئيسية في عدد من قرى محافظة سلفيت ببوابات حديدية، ونصبت حاجزاً عسكرياً على مدخل بلدة قراوة بني حسان، ما تسبب في احتجاز مئات الفلسطينيين لفترات طويلة. وفي الخليل، أخطر الجيش الإسرائيلي بهدم 8 منازل في بلدة إذنا غربي المدينة.
وقالت مصادر في البلدية إن قوات اقتحمت البلدة، وسلمت إخطارات بهدم 8 منازل في منطقتي خربة الرأس وخلة الذرة غرب البلدة، علماً بأن الجيش الإسرائيلي ما زال، للشهر الرابع على التوالي، يغلق المدخل الرئيسي للبلدة «الشمالي» ويمنع عبور الفلسطينيين حتى مشياً. وأصيب فلسطينيان بجروح ورضوض جراء اعتداء مجموعة من المستوطنين عليهما بالضرب المبرح في مسافر يطا جنوبي الخليل.