ملعب البيتي.. هنا مرّ النجوم

منصور محمد شائع

على تراب ملعب البيتي حفرت الأقدام قصصًا لا يمحوها الزمن.
هناك تحت شمس حارقة أو غيمة عابرة لعبوا وضحكوا تعثروا ونهضوا نقشوا أسماءهم بأحرف من تعبٍ وعشق للرياضة والحياة.

مرّ من هنا رعيلٌ أول كالأساطير في ذاكرتنا حملوا راية البداية وسط عتمة البدايات.
محسن الصياغ، أبوبكر البيتي، علوي ناصر العفيفي، عوض المليح وأبوبكر غالب… كانوا أوائل الحالمين الذين سقوا الملعب بعرقهم وسقوا قلوبنا بالأمل.
ثم جاء الرعيل الثاني لا يقل شغفًا ولا صلابة.
محسن علي عاطف الكلدي،  هيكل مصايب، عبدالله باظروس، فضل عسكر، عارف عباد، عبدالسلام قعقع… كل واحد منهم كان أغنيةً خاصة لحنها مهارة وموهبة وإصرار لا يلين.
الكابتن عبدالله باظروس صاحب القدم الذكية والنظرة البعيدة والكابتن محسن علي عاطف الكلدي رجل الميدان الذي كانت تحترمه الكرة نفسها.. كلاهما شاهدان على مرحلةٍ صلبةٍ من عمر اللعبة حين كان الحلم أكبر من الإمكانيات وكان العشق وحده يكفي لبناء الفرق والأبطال.
ملعب البيتي ليس مجرد مساحة ترابية تحيطها خطوط بيضاء إنه معبد من معابد الذاكرة.
هناك تحت كل خطوة حكاية.
تحت كل صرخة هدف دمعة فرح. وتحت كل عثرة وعد بالنهوض.
كم مرة رفعوا أيديهم عاليًا ابتهاجًا بهدف جاء من تمريرة ساحرة؟ وكم مرة في صمت الليل عادوا إلى منازلهم يرددون أسماءهم سرًا يحلمون بمستقبل مشرق لبلادهم؟
مرّ من هنا رجالٌ لا تنساهم الملاعب ولا تنساهم الأجيال.
رجالٌ كتبوا بداية الحكاية ليحملها من بعدهم شبابٌ آخرون يكملون الرواية.
في ملعب البيتي لم تُسجّل مجرد أهداف بل سُطرت حياة.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى