معاكم خراج .؟
حينما كان سعر الصرف في ارتفاع ، كنا نلاحظ كيف يلجأ التاجر إلى الآلة الحاسبة مباشرة ليحسب لك الأسعار وفق الصرف الجديد ، دون تردد ، ودون أن يلتفت لكون بضاعته قد تم شراؤها سابقًا بسعر أقل .. وهذا من حقه لا أحد يعترض على ذلك ، فهو يعمل وفق قواعد السوق ..
وعندما تسأله ليش كذا ، يقول لك مش ذنبي هذا ذنب الحكومة اللي مش قادرة تضبط العملة ..
لكن اليوم ، وبعد أن انخفض سعر الصرف بنسبة 29.5% ، من حق المواطن أيضًا أن يحمل حاسبته ، ويحسب ، ويطالب بالتخفيض المكافئ .. فكما تم رفع الأسعار بناءً على ارتفاع الصرف ، فمن العدل أن تُخفض بنفس الطريقة عند انخفاضه ..
من خلال متابعتي ، لاحظت وجود انخفاض فعلي في بعض الأسعار ، وهذا أمر جيد ، لكنه لا يتناسب مع النسبة الحقيقية لهبوط الصرف .. ولن أقبل كمستهلك أي أعذار ، لأن التاجر حينما ارتفع الصرف لم يقبل ايضا أعذار ولا تبريرات أصحاب الدخل المحدود أو أن الظروف صعبة ..
على سبيل المثال :
نسبة انخفاض سعر الصرف بلغت 29.5%
بينما نسبة انخفاض سعر كيس الدقيق (50 كجم) بلغت فقط 26.7%
أي أن هناك فرقًا يقارب 1700 ريال في الكيس الواحد ..
قد يبدو الرقم بسيطًا للبعض ، لكن لنحسبها بدقة :
أضف إليه فرق 4000 ريال في كيس الرز ، ومثله في السكر ، و 4200 في سعر دبة البترول ، ستجد أن المواطن الذي يشتري مؤونة شهرية (راشن) يتحمل فارقًا قد يتجاوز 100,000 ريال ، أي ما يعادل 190 ريال سعودي تقريبًا ..
هذا الفارق ليس رقمًا عابرًا ، بل هو استنزاف حقيقي لمعيشة الأسرة ، وواجب على التجار أن يتحلوا بالعدل والضمير ، تمامًا كما تحلوا بالحسابات الدقيقة وقت الارتفاع .








