بعد عقدين من التفسيرات البديلة.. حل لغز فوهة سيلفربيت المذهلة

أبين ميديا /القاهرة الإخبارية – مصطفى لبيب

 

بعد أكثر من 20 عامًا على اكتشاف فوهة سيلفربيت المدفونة تحت الأرض في شمال أوروبا، والتي كان يعتقد العلماء أنها ناتجة عن انفجارات بركانية، توصل الباحثون أخيرًا إلى دليل قاطع مكَّنهم من حلِّ لغز تلك الفوهة، زاعمين أن أصلها اصطدام بكويكب قبل 40 مليون عام.

 

تم اكتشاف فوهة سيلفربيت، عام 2002 على بُعد نحو 129 كيلومترًا من ساحل يوركشاير، مدفونة في بحر الشمال، ويبلغ عرضها 3 كيلومترات، وعلى عمق نحو 700 متر تحت قاع البحر، وبسبب شكلها الدائري وقمتها المركزية، كعلامتين مميزتين لاصطدام كوني، إلا أنه مع غياب أدلة قاطعة، ظهرت تفسيرات بديلة.

 

أصل الحفرة

كانت هناك نظريات، بحسب موقع space، تشير إلى أن رواسب الملح المتغيرة تحت الأرض أو النشاط البركاني القديم قد يكونان مسؤوليْن عن هذه البنية، ووصل الجدل حول أصل الحفرة ذروته في عام 2009، في اجتماع الجمعية الجيولوجية بلندن، وصوتت الغالبية العظمى من الجيولوجيين لصالح عدم حدوث اصطدام.

 

 

فوهة سيلفربيت

ولكن أخيرًا وبعد عقدين من الاكتشاف، نجح فريق بحثي في أسكتلندا من حل اللغز، وذلك باستخدام تقنيات التصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد الحديثة، والتي من خلالها تم تقديم نظرة غير مسبوقة على هيكل الفوهة، والتي أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفوهة ناتجة عن اصطدام كويكب.

 

كومة قش

ووفقًا للدراسة التي تم نشرها في مجلة Nature Communications، كشفت البيانات عن سمات اصطدام واضحة، بما في ذلك ارتفاع مركزي، وخندق مائي مُحيط، ومناطق صخرية مُحطمة، وحتى “فوهات ثانوية” أصغر حجمًا نحتها الحطام المتساقط، كما أن نمط الصدوع حول الفوهة يشير إلى أن الكويكب ارتطم من ناحية الغرب.

 

وكانت التحليلات المجهرية لعينات الحفر بمثابة الدليل القاطع، حيث تم اكتشاف حبيبات نادرة من الكوارتز والفلسبار محفورة بندوب مجهرية، والتي تتشكل فقط تحت الضغوط الشديدة الناجمة عن اصطدام فائق السرعة، وليس عن طريق أي عملية مرتبطة بالأرض، وأشار الباحثون إلى أنهم كانوا محظوظين بالعثور على تلك القطع، والتي وصفوها بأنها كانت إبرة في كومة قش.

 

 

لقطة من بيانات النشاط الزلزالي لفوهة سيلفربيت

العصر الإيوسيني

وبحسب الدراسة، تثبت هذه القطع فرضية ما يُعرَف باسم الفوهة الاصطدامية، كونها مصنوعة من نسيجٍ لا يمكن تكوينه إلا بضغوط صدمية شديدة، كما أشارت النماذج إلى أن الجسم المصطدم كان كويكبًا يبلغ عرضه نحو 160 مترًا، أي ما يعادل طول ملعب كرة قدم ونصف تقريبًا.

 

كان الكويكب يتحرك بسرعة تزيد على 15 كيلومترًا في الثانية، وقذف الاصطدام سحابةً من الصخور ومياه البحر بارتفاع ميل واحد إلى السماء قبل أن ينهار متحولًا إلى تسونامي يزيد ارتفاعه على 100 متر، وتبين أن الحادث وقع خلال منتصف العصر الإيوسيني، أي منذ ما بين 43 و46 مليون سنة.

 

وتعتبر الفوهات نادرة الوجود على الأرض، حيث يُزيل التعرية والنشاط التكتوني معظم آثارها بمرور الوقت، ويوجد أقل من 250 موقعًا مؤكدًا حول العالم، ولم يُحدد سوى نحو 33 موقعًا تحت سطح المحيطات

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى