14 أكتوبر.. الضالع الثورة وحضرموت الهوية والتاريخ..!

كتب: خالد شوبه
تكتسب احتفالات شعب الجنوب بعيد ثورة الـ14 من أكتوبر هذا العام أهمية خاصة وتحمل بعداً تاريخياً ووطنياً عميقاً، لا سيما مع اختيار محافظتي الضالع وحضرموت كموقعين رئيسيين لإقامة هذه الفعاليات الاحتفالية، وهو بعد كبير، يتجاوز مجرد الاحتفال بعيدها الـ62 لتصبح “رسائل” سياسية ووطنية هامة وواضحة للداخل والخارج.
اختيار الضالع، منبع الثوار وعصب الثورة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان عام 1963، يحمل رمزية عميقة الجذور والتاريخ، ويعيد التأكيد على أن الضالع كانت ومازالت الركيزة الأساسية الثابتة الذي يستمد منها شعب الجنوب قوته الحاضرة وصموده المستقبلي.
فالضالع تُمثل خط الدفاع الشمالي الأول للجنوب وسده المنيع، وساحة صمود في وجه التحديات الحالية، خاصةً معاركها الأخيرة ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، والاحتشاد الجماهيري فيها هو إبراز للقوة والجاهزية العسكرية والمدنية لأبناء الجنوب، وإصرارهم على حماية حدودهم ومكتسباتهم، وتأكيد على أن إرادة الجنوبيين لا تزال صلبة كجبال الضالع الصامدة الشامخة.
أما حضرموت، فهي العمق الاستراتيجي والتاريخي للوحدة الوطنية الجنوبية، وإقامة هذه الفعاليات الضخمة في الوادي (شبام تحديداً) رغم التحديات، تحمل أبعاداً استراتيجية أكثر أهمية من سابقاتها.
فالحشود الجماهيرية الكبرى المشاركة في فعاليات حضرموت، تمثل استفتاءً شعبياً لهويتها الجنوبية وتعبيراً قوياً وصادقاً عن إرادة أبنائها وتمسكهم بهوية شعب الجنوب وتجديد العهد مع قيم الثورة التحررية وأهداف استعادة الدولة.
لذا، من المهم جدا إعادة إحياء مثل هذه المناسبات الوطنية الجنوبية الخالدة، سواء في الضالع أو حضرموت أو أي بقعة من جغرافية الجنوب، لتذكير الأجيال الجنوبية بهويتهم وبتاريخهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم وإرثهم البطولي الأزلي، وتجديد العهد بمسيرة الدرب النضالي الذي ساروا عليه، مع التأكيد المستمر على أن الحقوق المشروعة لا تعطى هبة من أيدي الطغاة المستعمرين، بل تنتزع من بين براثنهم انتزاعاً..!






