نهاية الأزمة اليابانية.. تاكايتشي توقع الائتلاف لتصبح أول امرأة تقود الحكومة وتتحدى المعارضة!

ابين ميديا/متابعات

وقّع الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم في اليابان وحزب الابتكار الياباني يوم الإثنين اتفاقاً ائتلافياً، ينهي أزمة سياسية حادة ويضمن لـ ساناى تاكايتشي أن تصبح الثلاثاء أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة.

وقّعت الرئيسة الجديدة للحزب الليبرالي الديموقراطي (اليمين المحافظ) الاتفاق أمام وسائل الإعلام مع أحد زعماء حزب الابتكار (“إيشين”) اليميني الإصلاحي هيروفومي يوشيمورا.

وتوجهت تاكايتشي إلى يوشيمورا بالقول: “أتطلع إلى العمل معكم لتعزيز الاقتصاد الياباني وجعل اليابان دولة مسؤولة تجاه الأجيال المقبلة”.

كان الحزب الليبرالي الديموقراطي، الذي تولى السلطة في اليابان دون انقطاع منذ عام 1955، يعاني أزمة منذ انهيار ائتلافه التقليدي مع حليفه الوسطي الصغير حزب كوميتو.

وبدت تاكايتشي (64 عاماً)، ذات التوجهات القومية المتطرفة، في طريقها لخلافة رئيس الوزراء المنتهية ولايته شيجيرو إيشيبا عندما تولت زعامة الحزب الليبرالي الديموقراطي في الرابع من أكتوبر بعد تصويت داخلي.

لكنّ انسحاب كوميتو من الائتلاف الحاكم في 10 أكتوبر، بعد 26 عاماً من التعاون بين الحزبين، أدخل اليابان في أزمة سياسية.

وسعى الحزب الليبرالي الديموقراطي مذّاك إلى إجراء مفاوضات لتشكيل تحالف بديل.

نظراً إلى أن حزب الابتكار يضيف 35 مقعداً إلى الـ 196 التي يشغلها الحزب الليبرالي الديموقراطي في مجلس النواب، لا يوفر التحالف معه للائتلاف الجديد الغالبية المطلقة في البرلمان.

إذ تبقى تاكايتشي بحاجة إلى صوتين لكي تُنتَخَب رئيسة للوزراء من الدورة الأولى في التصويت المقرر إجراؤه الثلاثاء. لكنّ فوزها مضمون في الدورة الثانية؛ إذ تكفي الغالبية النسبية لانتخابها.

وبحسب وسائل الإعلام اليابانية، اتفق زعيما الحزبين الجمعة على أن يعمل الحزب الليبرالي الديموقراطي على تنفيذ مقترحات حزب الابتكار، منها إلغاء ضريبة الاستهلاك على المواد الغذائية (حالياً حتى 10%)، ومنع التبرعات من الشركات والمنظمات.

كذلك وافق الحزب على مطلب يوشيمورا تقليص عدد مقاعد البرلمان، الذي وصفه بأنه “شرط غير قابل للتفاوض” للانضمام إلى الائتلاف.

“العمل لتقدّم اليابان”

قال يوشيمورا يوم الإثنين بعد التوقيع: “أنا مقتنع بأننا نتشارك الرغبة نفسها في العمل على جعل اليابان تتقدّم. وبصفتنا حزباً إصلاحياً، نتشارك العزم نفسه على المضي قدماً في السياسات التي نادينا بها حتى الآن”.

تُعتبر تاكايتشي، التي كانت عازفة على الطبل في فرقة هيفي ميتال في الجامعة، رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر (1925-2013) مثالاً سياسياً لها.

وهي ستواجه في السلطة تحديات مثل شيخوخة السكان، ودين وطني هائل، ومخاوف متزايدة بشأن الهجرة، وتضخم مستمر، واقتصاد متعثر تنوي دعمه من خلال زيادة الإنفاق العام والإعفاءات الضريبية.

وذكرت قناة “تي في أساهي” أنّ حزب الابتكار لن يحصل على حقيبة وزارية في حال تولّت تاكايتشي رئاسة الوزراء، لكن أحد مستشاريها الخاصين سيكون من الحزب.

“مختلفة عن الآخرين”

قوبلت فكرة تولّي تاكايتشي الحكم بارتياح واسع في مسقط رأسها مدينة نارا في غرب اليابان، وقالت كيكو يوشيدا (39 عاماً)، وهي موظفة، لوكالة فرانس برس: “آمل في أن يُحدث وصولها إلى السلطة تغييراً فعلياً، وأن يجعل اليابان مكاناً يسهّل على النساء العيش”.

أما شيغيجي كاواي (75 عاماً)، وهو مدير متجر، فيأمل في أن تتمكن من معالجة مشكلتي التضخم وغلاء المعيشة.

وقال: “أجدها مختلفة عن الآخرين. إنها تتحدث بوضوح وبطريقة مباشرة”.

لكنّ المتقاعدة ساتو توميناغا (77 عاماً)، والتي أيدت تاكايتشي في الانتخابات المحلية سابقاً، أبقت على بعض الحذر. وقالت: “أشعر أن الرجال أكثر صلابة في القيادة. إنها من نارا، وأريد دعمها. لكن لدي بعض المخاوف”.

ستخلف تاكايتشي (64 عاماً) شيغيرو إيشيبا المستقيل الذي وصل إلى السلطة في الأول من أكتوبر 2024 بعد أن هزمها في الانتخابات على زعامة الحزب الليبرالي الديموقراطي.

لكن ائتلافه خسر منذ ذلك الحين غالبيته في مجلسي البرلمان، ويرجع ذلك جزئياً إلى غضب الناخبين من التضخم وفضيحة “صندوق التبرعات غير المشروعة” الأخيرة داخل الحزب الليبرالي.

تمحورت القضية حول مزاعم بتلقي أعضاء الحزب مبالغ مالية في مخالفة لقواعد جمع التبرعات.

ووُجهت اتهامات لنائبين بانتهاك قوانين التمويل السياسي.

ودفعت تداعيات هذه الفضيحة المالية حزب كوميتو إلى الانسحاب من الائتلاف،ويسبق التصويت في البرلمان الثلاثاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لليابان في أواخر أكتوبر، والتي ستكون الرسوم الجمركية الأمريكية في صلب المحادثات التي تُجرى خلالها.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى