الجوّال الضائع.. هل أصبح الاعتداء المصور على أسير فلسطيني بلا دليل؟

أبين ميديا/متابعات

تواصل قوات الشرطة والإنقاذ الإسرائيلية جهودها حتى في مياه البحر على شاطئ هاتسوك في تل أبيب، في محاولة للعثور على الهاتف المحمول المفقود للمدعية العامة العسكرية المستقيلة، اللواء يفعات تومر يروشالمي. وتدور الشبهات حول أن اختفاء الهاتف، بالتزامن مع اختفائها الوجيز يوم الأحد، يشكل محاولة لإتلاف أدلة حساسة تتعلق بـ«فضيحة الفيديو المسرب» التي هزت المؤسسة العسكرية.

تحولت قضية تسريب مقطع فيديو سري من سجن عسكري إلى سلسلة من الأحداث المربكة التي بدأت باستقالة مفاجئة، وانتهت بالتحقيق الجنائي واعتقال شخصية عسكرية رفيعة، حيث يعود أصل القضية إلى تسريب مقطع فيديو سري، بثته القناة 12 الإسرائيلية في أغسطس الماضي، يظهر اعتداء جنود على معتقل فلسطيني معصوب العينين داخل مركز احتجاز سدي تيمان (جنوبي إسرائيل). ووُجهت لاحقاً تهم «إساءة معاملة وعنف شديد» إلى 5 جنود احتياط في يوليو 2024، تسببت في إصابة المعتقل بكسور في الضلوع وثقب في الرئة.

الاعتراف والاستقالة
قدمت تومر يروشالمي استقالتها يوم الجمعة، مُقرّة بأن دائرتها القانونية هي من زوّدت وسائل الإعلام بالفيديو العام الماضي. وبررت فعلها بأنه كان محاولة لمواجهة الدعاية الكاذبة الموجهة ضد سلطات إنفاذ القانون العسكرية التي اتهمتها بملاحقة الجنود ظلماً.
اختفت المدعية العامة السابقة لساعات يوم الأحد، تاركةً رسالة فُسرت على أنها رسالة انتحار، مما استدعى عملية بحث واسعة النطاق شملت قوات الإنقاذ والشرطة على شاطئ هاتسوك. وعُثر على تومر يروشالمي حية وبصحة جيدة في وقت لاحق، لكنها لا تتذكر ما فعلت بهاتفها، مرجّحة أنها ربما ألقته في البحر. وفي مساء اليوم نفسه، أعلنت إسرائيل عن توقيفها رسمياً، كما تم اعتقال مدعٍ عام أسبق للجيش، العقيد ماتان سولوموش، في إطار التحقيق ذاته.

الهاتف المفقود
يُعد الهاتف المفقود النقطة المحورية في التحقيق الجاري حالياً. وتشك الشرطة بقوة في أن المدعية العامة السابقة اختلقت حادثة اختفائها للتخلص من هاتفها الذي يُعتقد أنه يحتوي على معلومات حساسة وأدلة قد تدينها في قضية التسريب وما يُزعم من تزوير إفادات لاحقة.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن تومر يروشالمي تواجه اتهامات بـالاحتيال وخيانة الأمانة، وإساءة استخدام المنصب، وإعاقة العدالة، وكشف معلومات من قبل موظف عام.
أمرت محكمة في تل أبيب بإبقاء المدعية العامة العسكرية المستقيلة رهن التوقيف الاحتياطي حتى ظهر يوم الأربعاء، لتُستكمل التحقيقات في القضية.

انتقادات حكومية
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تسريب مقطع فيديو للاعتداء بأنه «ربما كان أكبر هجوم على العلاقات العامة» تتعرض له إسرائيل منذ تأسيسها، مما يعكس مدى حساسية القضية وتأثيرها على السمعة الدولية للبلاد، ويدفع باتجاه تجريم عملية التسريب نفسها.
تُظهر هذه القضية عمق الانقسام داخل إسرائيل بين الأجهزة التي تسعى للمحاسبة (بتمثيل المدعية العامة السابقة) والقيادات السياسية التي تركز على حماية صورة الجيش، ما يضع المدعية السابقة في قلب عاصفة قانونية وإعلامية تتجاوز بكثير قضية تسريب فيديو واحد

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى