الإختلاس المالي من مرافق الدولة المختلفة
كتب ـ بدر حمود محمد
حصل فعلا عندنا وفي دائرة الصادرات التابعة لشركة التجارة الخارجية الوطنية حيث كنت نائبا للمدير فيها وكانت الواقعة مع المحاسب حق الٱدارة الذي يورد الإيراد للبنك يوميا قبل الساعة ١٢ ظهرا وكان رجلا يصلي ولا يقطع فرض وخلوق جدا وكلنا كنا نحبه ونحترمه لإستقامته وإلتزامه في العمل وحرصه على الدوام إلا إنه كان مبتلى بلعبة القمار مما جعله يأخذ الٱيراد لمدة يومين ليلعب بالفلوس معتقدا زي أصحاب القمار جميعا إنهم (سيعوضوا خسارتهم ويعيدوا المبالغ التي أختلسوها وينتهي الأمر دون أن يعلم أحد) !!
ولكن النظام البنكي الإنجليزي المحاسبي حينها هو الذي كان سائدا في الثمانينات إلى العام ١٩٩٠ م حين تم التخلي عنه كنظام محاسبي وإستبداله
أدى ذلك إلى كشف المحاسب لأن البنك كان يسلم المورد للفلوس من أي جهة كانت سندا رسميا مختوما وهو عليه إرساله إلى إدارة حسابات الشركة في المقر الرئيسي لها
ولما لم يتم ٱستلام سندين حق إيراد يومين أبلغت إدارة الحسابات المدير المالي والذي بدوره تواصل مع ٱدارة الصادرات التي أستفسرت من المحاسب عن إيراد يومين فكذب وقال موجودان السندان بس كنت تعبان ما وردتهم زي كل يوم ،، ،،،،،،!!
هنا ابلغ مدير إدارة الصادرات الإدارة العامة وهم بدورهم أبلغوا الجهات الأمنية
و بأقل من ساعتين جاء ضباط وجنود من البحث الجنائي وألقوا القبض على المحاسب وأخذ جزاءه رغم إن أهله أعادوا المبلغ الناقص كاملا ولكن العقوبة كان لٱبد منها لأن ذلك حق الدولة وراح فيها سنتين مع التخفيف عليه لإنه أرجع الفلوس وبعد المدة التي قضاها في السجن خرج وارجعوه للعمل ولكن بعيدا عن الفلوس نتيجة حسن السيرة والسلوك وطول مدة خدمته والتي ستنقضي بعد ثلاث سنوات وسيخرج معاش وهذا ما حدث حقيقة
تحفظت على ذكر إسمه إحتراما له كونه رجل محترم لولا ما حدث منه وقد توفى رحمة ربنا تغشاه،،،،،،
نظام محاسبي ضعيف تم إستبداله بالنظام المحاسبي الإنجليزي القوي
النظام المالي عندما تغير جعل المرحوم بإذن الله محمد عبده زيد العام ١٩٩٢ م يحاول إعادة مبلغ مالي كبير من ميزانية بعثة أسبانيا كونه رئيسا للبعثة عندما شاركنا في الأولمبياد وكان الوزير الكباب يقول له تصرف يا زيد ووزعها أو خذها كلها لك فالمبلغ المسحوب صحيح عهدة ولكن غير مطلوب منك تصفيته فرفض الزيد وأستمر كل يوم يقول للوزير فين أحط الفلوس؟ (وكانت دولارات) وهنا الوزير قال له أنت حاوش بالمبلغ جيبه وأخذه منه ووزعه أمام عيون الزيد على موظفيه في مكتب الوزير مع مدير مكتبه وغيرهم!!!!!!!
ومنذ ذلك الحين كثرت الإختلاسات المالية في كل أو اغلب المؤسسات تقريبا و تعرضت للسرقة وإلى اليوم بفضل النظام المالي (المهنفل) الذي تم إعتماده بدلا عن النظام المحاسبي الإنجليزي القوي
والغريبة ( قد يكون إختيار هذا النظام المحاسبي الضعيف للتعامل به مقصودا من أجل تمرير الإختلاسات)
وعندما برزت أصوات جنوبية ترفض هذا النظام أقروا أن تتم تصفية العهد المالية بواسطة فواتير شراء من الأسواق فظهرت عشرات بل مئات المحلات التي أصحابها بلا ذمة ولا خوف من الله وأستمر الحال إلى اليوم وأصبح إيجاد فاتورة لتغطية العهد المالية من أسهل الأمور بعد أن لمس السرق عدم وجود من يحاسبهم على أفعالهم الإجرامية وأستمر مسلسل الإختلاس المالي من موازنات الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية وبحماية متكاملة من النظام المحاسبي الضعيف ويتنوع ويكبر ويكثر عدد السرق والمختلسين في البلد حتى إن بعض النسوة والفتيات تجرأن ودخلوا شبكة الإختلاس !!
هؤلاء كم يريدوا لهم قوات نظيفة تتقي الله لكي يجرجروهم للنيابات والمحاكم و توصلهم للسجون صعب تحقيق ذلك ؟؟
وهل سيتوقف مسلسل الإختلاسات المالية والتي وصلت إلى أكبر وأخطر المؤسسات المالية كالبنك المركزي والقيادات السياسية التي ماصدقت وصولها لأعلى هرم السلطة والحكومة!!!؟
تحياتي
أخوكم / بدر حمود محمد
الخميس ٦ نوفمبر ٢٠٢٥ م
الموافق ١٦ جماد ثاني ١٤٤٧ ه







