لفتة كريمة يا انتقالي.. عندما يكون الوفاء واجباً
كتب – صلاح الصبري
في زمن قلَّ فيه الوفاء، وتضاءلت فيه القيم، تبرز حكاية أولئك الرجال الذين قدموا للوطن أغلى ما يملكون، ثم وجدوا أنفسهم في محنهم وحيدين. إنها قصة الصحفي الجسور، الأستاذ عبدالرقيب أحمد ثابت السنيدي، الذي لم يكن مجرد صحفي عادي، بل كان لساناً صادقاً للقضية الجنوبية، وقلمَ حقٍ شريفٍ لم يعرف الانحناء.
لقد شق السنيدي طريقه في عالم الإعلام بعزيمة لا تلين، متقلداً مواقع مهنية رفيعة في صحف مرموقة كـ”الأيام” و”الطريق” و”عدن الغد” و”الأمناء”، وعاملاً في قنوات أخبارية وطنية مثل “صوت الجنوب” و”عدن لايف”، ومراسلاً لقناة “عدن المستقلة”. وراء كل هذا العطاء والإنجاز كان هاجساً واحدا يحركه، وقضية واحدة يحتضنها: ((الجنوب العربي)).
قضى الرجل أعز سنوات عمره مناضلاً مقداماً، لا يهاب الموت، ولا يخشى في الحق لومة لائم، ينقل الحقيقة من قلب جبهات القتال، ويواجه زيف الإعلام المضاد بروح وثابة، وعدسة أمينة، وقلم يرفض إلا أن يكون صوتاً للشعب وآماله.
لكن الأقدار، التي لا تُرحم، شاءت أن ينقلب هذا الجسد النشيط إلى جسدٍ مكدود، يئن تحت وطأة آلام انزلاق غضروفي حاد، ألزمه فراش المرض، وحرمه من حركته ونشاطه. وبعد تشخيص دقيق، أوصى الأطباء بسفره عاجلاً لإجراء عملية جراحية متخصصة، قبل أن يتفاقم المرض، لا قدر الله، ويؤدي إلى عواقب وخيمة.
ومن هنا، أرفع صوتي من خلال هذا المنبر، متوجهاً برجاء ملح، ونداء عاجل، إلى إخوتي في قيادة المجلس الانتقالي بمحافظة أبين، وفي هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن تنظروا بعين العطف والرأفة إلى هذا الوجهِ الذي لم يعرف اليأس طريقاً إليه، وإلى هذا القلم الذي كان سيفاً مصلتاً في وجه الباطل. فلنكن جميعاً سنداً له في محنته، كما كان هو سنداً لقضيتنا في محطاتها المصيرية.
إنها لفتة كريمة تليق بكم، وواجب إنساني وقومي نعتز به، فبادروا -رعاكم الله- بمنحه الأولوية في السفر للعلاج، عسى أن يمنَّ الله عليه بالشفاء العاجل، ليعود إلى ميادين العطاء، كما عهدناه، فارساً من فرسان الكلمة والوطن.








