هجوم إسرائيلي على ريف دمشق بذريعة ملاحقة عناصر من الجماعة الإسلامية

أبين ميديا:
دمشق – قتل 13 شخصا وجرح عدد آخر، صباح الجمعة، جراء قصف إسرائيلي استهدف بلدة بيت جن بريف العاصمة السورية دمشق في واحدة من أعنف العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية مؤخرا وسط تنديد من دمشق وعواصم عربية بالتدخلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، فيما تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه بالتصعيد في عدد من الجبهات بما فيها سوريا.
وقالت قناة الإخبارية السورية (رسمية) ووكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ “ارتقاء 9 شهداء وإصابة آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على بلدة بيت جن والطريق الواصل إلى مزرعة بيت جن” مؤكدة “استمرار تحليق المسيّرات (الإسرائيلية) على الطريق الواصل بين بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن”. لكن وزارة الصحة تحدثت عن 13 قتيلا بينهم أطفال ونساء في حصيلة وصفتها بغير نهائية
كما تحدثت عن “نزوح عشرات العائلات من بلدة بيت جن إلى المناطق القريبة والأكثر أمنا”.
وفي وقت سابق، أفادت القناة بأن هناك “شهداء وجرحى جراء قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت جن” مضيفة أن “القصف جاء عقب محاصرة الأهالي لدورية عسكرية تابعة للاحتلال أثناء توغلها في البلدة واندلاع اشتباك معها قبل انسحابها”. وأشارت القناة إلى أن الطيران الإسرائيلي يحلق بكثافة في أجواء البلدة.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته اعتقلت عناصر يشتبه في انتمائهم إلى ما أسماه “تنظيم الجماعة الإسلامية” خلال عملية جرت خلال الليل في قرية بيت جن جنوب سوريا.
وذكر الجيش أن القوات الإسرائيلية شنت العملية بعد أن تلقت معلومات استخباراتية جرى جمعها في الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أن الجماعة كانت تعمل وتخطط لشن هجمات ضد مدنيين إسرائيليين.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، تعرضت القوات لإطلاق نار وردت بإطلاق النار، مما أسفر عن إصابة ستة عسكريين بجروح ما بين خطيرة وطفيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره المتحدث أفيخاي أدرعي على إكس “العملية أنجِزت بالكامل وتم اعتقال جميع المطلوبين والقضاء على عدد من الإرهابيين” مضيفة أن القوات لا تزال منتشرة في المنطقة وستواصل عملياتها ضد التهديدات.
ووصفت وزارة الخارجية السورية، الجمعة، الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وقالت الخارجية في بيان، إن “الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات الاعتداء الإجرامي الذي قامت به دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال توغلها داخل أراضي بلدة بيت جن واعتدائها السافر على الأهالي وممتلكاتهم”.
وأضافت أن “الاعتداء أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية”.
وذكرت أن “إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها، على استهداف بلدة بيت جن بقصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان بعد أن ارتكبت مجزرة مروّعة راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين، بينهم نساء وأطفال”.
وأفادت بأن العدوان الإسرائيلي “تسبب بحركة نزوح كبيرة، نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين”.
وحملت “سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الخطير، وما نجم عنه من ضحايا ودمار” محذرة من أن “استمرار هذه الاعتداءات الإجرامية يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ويأتي في سياق سياسة ممنهجة لزعزعة الأوضاع، وفرض واقع عدواني بالقوة”.
كما جددت مطالبتها لمجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بـ”التحرك العاجل لوضع حد لسياسة العدوان والانتهاكات المتكررة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب السوري”.
ودعت إلى “اتخاذ إجراءات رادعة تضمن احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها” مؤكدة أن سوريا “ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل التي يقرها القانون الدولي”.
كما شددت على أن “هذه الجرائم لن تزيدها إلا تمسكا بحقوقها وسيادتها ورفضها لكل أشكال الاحتلال والعدوان”.
ونفذت إسرائيل ضربات متكررة في أنحاء سوريا خلال عام 2025، وقصفت أهدافا على مشارف دمشق وفي جنوب البلاد فيما تقول إنها جهود لوقف التهديدات ضد إسرائيل وحماية الطائفة الدرزية بالقرب من الحدود.
وتقول إسرائيل إنها تتحرك ضد الجماعات المسلحة التي تعتبرها معادية، بينما تقول السلطات السورية إن الضربات أسفرت عن مقتل عسكريين.
وقبل الهجمات افاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب ليست في “اتجاه السلام” مع دمشق، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بأنه نشاط لجماعة الحوثي اليمنية في سوريا بالإضافة إلى ملف الدروز.
ومنذ حرب 5 يونيو 1967 تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، ووسعت رقعة احتلالها مستغلةً أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024 لتسيطر على جبل الشيخ وبعض المناطق في ريف القنيطرة.
وكان نتنياهو شن الأسبوع الماضي هجوما لاذعا على الرئيس السوري معتبرا أنه “بدأ بفعل كل ما لن تقبله” تل أبيب وذلك بعد عودة الشرع من زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض حيث اتهمه بمحاولة “جلب قوات روسية إلى الحدود الإسرائيلية السورية”.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية-سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر 2024.
وخلال عامين عصفت إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط عبر شنها حروبا دموية على أكثر من دولة، فضلا عن ارتكابها اعتداءات عسكرية يومية مستمرة.
وكالات








