هل يعي اخوان اليمن درس اردوغان الأخير

كتب /احمد عقيل باراس

   تابع معظمنا الانتخابات الأخيرة التي جرت في تركيا وما آلت إليه من نتائج من فوز رجب طيب اردوغان فيها بولاية جديدة وبعيداً عن اختلاف حالة المتابعين لهذه الانتخابات من خارج تركيا وخاصة في الوطن العربي وما اسفرت عنها من نتائج بين مبتهج بها وبين مستاء منها فانها بالاخير تعبر عن الارادة الشعبيه للاتراك الذين اختارو التصويت لاردوغان في نهاية المطاف وباصواتهم وليس بامنيات  غيرهم حقق النجاح وبعد ادائه اليمين الدستوريه مؤخراً كرئيس منتخب للجمهوريه التركيه يبدأ اردوغان مرحله جديدة وحاسمة من مراحل حكمه ينتظر منه الاتراك الشي الكثير فهناك العديد من الملفات الشائكة والصعبة التي تنتظره منها الاقتصادية والاجتماعية والسياسيه إلى جانب ملف تحسين العلاقات الخارجية مع الجيران والمحيط والعالم والعودة بتركيا لسياسة ( صفر مشاكل ) التي اختطها اردوغان لبلاده مع جيرانها في السابق مع بدايات حكم حزب العدالة والتنمية واثناء توليه رئاسة الحكومة انذاك وستكون هذه الملفات جميعاً بمثابة اختبار حقيقي لمدى نجاحه من عدمها في ولايته الجديدة .

  لقد كانت انتخابات هذا العام في تركيا مختلفة تماماً عن سابقاتها اكان من كونها أول انتخابات تجري بعد تغيير نظام الحكم في تركيا أو من خلال وضوح التدخل الخارجي عليها للتاثير على الناخب المحلي للتصويت لغير اردوغان او حتى من خلال الفارق البسيط في النتائج فيما بين مرشح الحزب الحاكم الفائز وبين خصمه مرشح المعارضة الخاسر وفي المجمل يمكنا القول ان هذه الانتخابات بالفعل كانت هي الأصعب على اردوغان وعلى حزبه العدالة والتنمية ما يستدعي منه ومن قيادة حزبه إلى إجراء مراجعة شاملة على سياسات الحزب خلال الحقبة الماضية داخلياً وخارجياً إذا ما أراد الحفاظ على السلطة والحفاظ على مكانته بين صفوف الشعب التركي .

 ربما كثيرين منا لا يعجبهم اردوغان ويعتبرونه واحد ممن كان له يد ودور فيما عرف بثورات الربيع العربي بل ويعتبرونه مسؤولاً مباشراً عن تدمير كثير من البلدان العربية لكن من غير المنصف إذا ما أردنا تقييمه أن نقيمه انطلاقاٌ  من هذا الدور او من خلال مواقفه معنا او بما نريده نحن منه من نصرة لقضايانا التقييم الحقيقي والعادل في هذه الحالة له و لحزبه العدالة والتنمية بما قدمه ويقدمه للشعب التركي وبما احدثه من نهضة في تركيا لا يستطيع ان ينكرها حتى أولئك الذين يناصبونه العداء واي يكن أحببنا أوردغان أم كرهناه  في الحقيقة التي لا لبس فيها أنه هو من اعاد تركيا مكانتها بين الكبار على مستوى العالم وهو من جعل لها دور ريادي في المنطقة في فترة قياسية بعد ان ظلت لسنوات طوال تفتقدها كذلك يمكن تقييمه من خلال مواقفه الاخيرة مما تعرض له جزء من شعبه في الكارثة التي حلت ببعض المناطق من تركيا بفعل الزلازل المدمرة التي اجتاحتها سوى استجابته الفورية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها المواطنون هناك وقيامه بإرسال الاطقم والفرق  المختلفة للمشاركة في عمليات الإنقاذ والايواء للمتضررين او بقيامه وعلى وجه السرعة أيضاً وفي زمن قياسي باعادة بناء مادمرته الزلازل وانشاء وحدات سكنية ومحال تجارية بدلاً عن الوحدات السكنية والمتاجر المتضررة .

لذلك كله بالنجاح والفوز الذي حققه السيد اردوغان وان كان صعباً ومضنياً في الانتخابات فانه لم ياتي من فراغ وانما نتاج لما قدمه طوال السنوات الماضية لبلده من خدمات وماحققه لها من نهضة ورقي ورفعه لم يستخدم السلل الغذائية يحصد أصوات الناخبين ولم يدغدغ مشاعر البسطاء وبيع الوهم لهم ليصوتو له ولم يستخدم ورقة تمليك المنازل الشعبية ليخطب ود ناخبيه ولم يستقدم الجيش والشرطة ويحشد الموظفين الحكوميين ليرجعوا كفته بل اعتمد على نفسه وعلى تاريخه ليختاره الاتراك رئيساً عليهم وبهذا يكون ماحصل في تركيا بمثابة درس نتمنى ان تستفيد منه العقليات الصغيرة الموجودة لدينا من اخوان اليمن التي تتغنى بفوز أردوغان نفاقاً وتعتبر نصره نصراً لها باستلامها منه فقط حبه لوطنه وإخلاصه في عمله وعدم خيانته لشعبه .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى