الفنان سالم موقد وخذلان ذوي القربى
كتب / أنور سيول
وظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة على المرء من وقع الحسام المهند
بيت شعري للشاعر طرفة بن العبد اوضح فيه أن أشد الظلم هو ظلم الأقربين ، إذا كان الخذلان من ذوي القربى فهو الظلم العميق ، الذي لا تمحوه حوادث الأيام، وكان يعني بذلك قربى الدم والنسب.
فالفنان الابيني سالم موقد الذي كان فنه ساطعا يملأ الاصقاع ولمساته الفنية محفورة في كل محافظة جنوبية، وما من مناسبة وطنية الا وتجد سالم موقد حاضرا فيها ينظم وينسق الوصلات الغنائية بحركات الجسد لتظهر سنفونية فنية رائعة ممزوجه بالاصالة والحداثة.
موقد الذي يرسم رقصات شعبية تخاطب جسدك دون شعور وتناجيه لتبادله الهز بالهز لا تمل وانت تتابع رقصاته الشعبية متقننا لها مبدعا فيها ومؤثرا.
اليوم بن موقد يصارع المرض بسبب الجلطة الدماغية التي اقعدته الفراش، وفي المقابل تنكر له الجميع من ذوي القربى.
فلم نر اي مسؤول او من ذوي الشان كلف نفسه ولو بزيارة او اتصال هاتفي ليطمئن عن صحته بل تركوه يصارع المرض دون رحمة منهم او شفقه او رد الجميل له لدوره البارز في محافظة أبين.
سالم موقد حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم ولم يتلق اي لفتة من اي جهة من الجهات التي دائما تسلك مسلك المحسوبية لمن تريد ان تقدم له المساعدة او الاهتمام، بينما فناننا موقد لم يجد منها سوى الخذلان.
فماذا حل بذوي القربى؟ لماذا صمت اذانهم عن بن موقد؟ لماذا عجزت ايدهم عن رفع سماعة الهاتف؟ لماذا شلت اقدامهم نحو بيته للرفع من معنوياته؟ الذي هو في امس الحاجة لمثل هذه الزيارات.
فعلا مثلما قال شاعرنا فظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند، فلك الله يا بن موقد.