رسالة استقالة… أم صرخة إنقاذ؟

كتب ـ : عابد علي الخلاقي
لم تكن استقالة رئيس نادي الشعلة الرياضي، الأستاذ محمد حسن أبو علاء، مجرد ورقة إدارية قُدّمت إلى مكتب الشباب والرياضة بعدن، بل كانت صرخة مكتومة خرجت من بين جدران ناديٍ عريق، أنهكته الأزمات وتكالبت عليه الظروف، حتى لم يعد الصبر يجدي ولا الجهد ينفع.
اختار أبو علاء أن ينسحب بهدوء المسؤول الواعي، لا بضجيج العتاب أو صخب الإعلام. كتب استقالته بلغة متزنة، لكنها تحمل بين سطورها أوجاع السنين التي عاشها النادي في ظل شحّ الموارد وضعف الدعم وغياب الرعاية.
المال – كما قال – كان أبرز الصعوبات، لكنه في الحقيقة ليس السبب الوحيد بل عنوان لمشكلة أعمق، مشكلة إدارة رياضة بلا موارد، ومؤسسات بلا تخطيط، وقيادات تُترك لتصارع العجز وحدها.
من يعرف نادي الشعلة يدرك أنه أكثر من مجرد نادٍ؛ إنه ذاكرة عدنية رياضية، ومدرسة خرّجت أجيالاً رفعت اسم عدن عاليًا. ولكن يبدو أن هذا التاريخ لم يشفع له أمام واقع رياضي يتآكل، حيث تتحول المكاتب الرياضية إلى جدران صامتة، وتذبل روح المنافسة تحت وطأة الإهمال.
استقالة أبو علاء هي تعبير عن مرحلة وليست حدثًا عابرًا. هي إنذار لكل من يهمه الأمر بأن الرياضة في عدن تحتاج إنقاذًا حقيقيًا، لا خطابات دعم شكلية. تحتاج إلى رؤية تموّل، لا شعارات تُقال في المناسبات.
لقد قدّم الرجل ما يستطيع، وعندما شعر أن الكفاح بات يدور في فراغ، اختار الكرامة على الاستمرار الشكلي.
وربما كان خروجه بهذه الطريقة أصدق من بقائه متفرجًا على انهيار مؤسسة أحبها.
نعم، هي استقالة… لكنها أيضًا مرآة تعكس حال الرياضة العدنية، حيث يرحل المخلصون بصمت، ويبقى السؤال معلقًا:
من ينقذ الشعلة قبل أن تنطفئ تمامًا؟
—







