أكثروا من الحرف تنجوا من الفقر… الريف أرض الحرف المتعددة

كتب :
تُعجبني حياة الريف بما تحمله من بساطةٍ وإنتاجٍ وارتباطٍ بالأرض. فالريف ليس مجرد مكانٍ للعيش، بل مدرسة للحياة والعمل.
من يمتلك المثلث الذهبي
الأرض – الوقت – الطاقة ويضيف إليه شيئًا من المال والإرادة والصبر يستطيع أن يحوّل كل زاوية من منزله إلى مشروع إنتاجي صغير بقرة..ماعزه.. نعجة…دجاجه وكم خلية نحل عسل التي تزين المكان وتتمتع بصوت طنين النحل السارح المحمل بحبوب اللقاح والرحيق لتدرُّ العسل الطبيعي والنقي وتساهم بشكل غير مباشر في تلقيح المحاصيل الزراعيه .
الثروة الحيوانية مورد للرزق والأمن الغذائي
في الماضي البعيد كانت كل أسرة ريفية تمتلك عدداً من الحيوانات التي تمدها بالحليب والسمن واللحم والعسل والبيض وتؤمن اكتفاءها الذاتي وتحقق دخلاً بسيطًا ومستقرًا أما اليوم للاسف الشديد فقد تراجعت تربية الحيوانات في كثير من المناطق الريفيه نتيجة الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف الخضراء والجافة حتى بلغ سعر كيس النخالة نحو 25000 ألف ريال وسعر حزمة العلف الجاف إلى حوالي 700ىيال وهو رقم أنهك المربين ودفعهم لبيع مواشيهم.
تحديات ومشكلات المربين
يعاني مربو الحيوانات من صعوباتٍ متزايدة أهمها..
1/ ارتفاع تكاليف الأعلاف
2/ غياب ألاسواق لتسويق الجلود
مما يودي الى رميها في الغمامه وتسبب الكثير من الازعاج بالروائح الكريهه وانتشار الحشرات الذي تسبب الكثير من الأمراض بين السكان
3/ انتشار الأوبئة الحيوانية في ظل ضعف الإمكانيات البيطرية
هذه العوامل مجتمعة تهدد استمرارية هذه المهنة الريفية الأصيلة، وتحرم الأسر من مصدر رزقها الآمن.
فرص واعدة للاستثمار الحيواني
رغم كل الصعوبات تبقى محافظة أبين ولحج أرضًا بكرًا للاستثمار في مجال تربية الحيوان والدواجن ونحل العسل فالبيئة الطبيعية والغطاء النباتي المتنوع يشكلان بيئة مثالية لتربية الأبقار المنتجة للألبان واللحوم، مثل الهولشتاين والساهيوال والجرسي والفريزيان وكلنا نتذكر مزارع الابقار في لحج وأبين كيف كانت في الزمن الجميل إلى جانب الأغنام والإبل والدواجن وكلنا نتذكر دواجن الزمن الجميل أيضا الذي كانت الحبه الدجاج تزن فوق 2كيلو وقيمتها لا تتجاوز دينار واحد فقط
يمكن أن يكون هذا القطاع رافعة حقيقية للاقتصاد الريفي إذا ما دُعم بالخبرة والعلف والسلالات المحسّنة
مخلفات الحيوانات ذهب المزارع الأخضر
لا يجب أن تُهمل مخلفات الحيوانات فهي ثروة خضراء تُعرف بالسماد العضوي (الدمان) (الكمبوست) تُحسّن خصوبة التربة وتزيد الإنتاج الزراعي بنسبة تتجاوز 30٪ بعد تخميرها بطريقة صحيحة كما يمكن استثمارها لإنتاج الطاقة الحيوية (البيوغاز)، ما يجعلها موردًا مزدوج الفائدة للغذاء والطاقة.
عسل أبين ذهب الطبيعة
أما تربية نحل العسل فهي مهنة أصيلة في أبين تشتهر بها مناطق محافظة أبين مثل وادي حمه وحطاط، خيرة، قرض، لودر،سباح وأحور، موديه ..المحفد. السيله البيضاء..وشعب جداس حيث تنتج أنواعًا متميزة من العسل مثل السدر والسمر والقرض والمروه وعسل المراعي ورغم مشقة عمل النحالين إلا أن المهنة ذات عائد مجزٍي ومتعة خاصة، وتفتح أبوابًا جديدة للاستثمار الريفي المستدام.
اخيرا الرسالة واضحة : –
من يعمل ويكثر من الحرف في الريف ينجو من الفقر.
تربية الحيوان والنحل والدواجن ليست مجرد أعمالٍ تقليدية، بل مشاريع صغيرة قادرة على تحقيق الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل ودعم الاستقرار الاجتماعي والمعرفي للأسرة الريفية في كل مناطق الريف على مستوى اليمن شمالا وجنوبا
عبدالقادر السميطي
دلتا أبين








