وجدان يظل في الوجدان

كتب محمد العولقي

 

كبر أبناء جيله.. صاروا كهولا..منهم من يسحب كرشه أمامه..و منهم من ترهل جسديا.. و منهم من نادم مقايل القات.. إلا الغزال وجدان شاذلي..الحريف الذي يشعرك عندما تلامس قدماه الكرة بأنه حاوي في حفلة سيرك يستعرض خدعه الكروية و يخرج منها ما يسحر العيون..
وجدان شاذلي.. اللاعب الذي كان مؤثرا مع المنتخب و مع فريقي الشرطة و الوحدة.. أهدافه ماركة مسجلة من نوع خاص يصعب تقليدها أو محاكاتها..
هو نوعية انقرضت من اللاعبين..العمر بالنسبة لوجدان مجرد رقم..لم يسلبه الكثير من مرونته.. و من ثعلبيته..و من تسرباته.. و من مراوغاته..
في مباراة تكريم الكابتن محمد حمادة..كان وجدان برشاقته المعهودة يصنع الشهد..يركض بانسيابية..يراوغ بمكر و خبث كل الثعالب..ينسل بخفة..يسدد بدقة..يسجل بحرفنة..كان متفوقا حتى على لاعبين أصغر منه سنا..
كنت زمان..لا أفوت مباراة يلعبها وجدان..كانت مشاهدة ألعابه راحة للقلب.. و متعة للعين..كان قناة مفتوحة يجد فيها المشاهدون ما يسرهم..
وجدان شاذلي صديق منذ أن كان لاعبا في الوحدة..لا يهادن..لا ينكسر..لا ييأس..لا تعرف قدماه الحديث إلا بلغة الفوز..
وجدان الآن في منصب مدير عام مكتب الشباب و الرياضة..منصب أقل بكثير مما يستحق..لكن عزاءنا أن الحال الكروي إذا ضاق بنا..هرولنا بحثا عن قناة الغزال..قناة ضد الاكتئاب..دسمة في وجباتها..
و جدان يظل في الوجدان.. بهاراته و توابله الكروية لازالت كما هي..فاتحة للشهية.. يسيل لها اللعاب..!

محمد العولقي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى