الأخبار المزعجة هذه الأيام مثل زبد البحر..و لا حول و لا قوة إلا بالله

كتب ـ محمد  العولقي

 

ما أن تنفسنا الصعداء بخروج الكابتن عادل التام من نفق أزمة قلبية حادة..حتى داهمنا خبر سقوط الكابتن عبد الله مكيش في غيبوبة بلا قرار.. ألقت به إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى الجمهورية..
و مستشفى الجمهورية..مستشفى الغلابى الذين لا يجدون في جيوبهم ريالا واحدا يسمح لهم بالانتقال مثل البهوات إلى مستشفيات خاصة..
عبدالله مكيش أو الثعلب كما يسميه من عاصره لاعبا دوليا مقتدرا سبق و أن أجرى عملية قسطرة و تركيب دعامتين لضمان نسبة تدفق دم معقوله من الشريان الى القلب..و الآن تنتكس حالته و يدخل في مباراة حاسمة مع شبح الموت..
لا أدري من أخاطب؟
و بمن أستجير؟
و بمن ألوذ؟
أخاطب قيادات رياضية قلوبها من حجر..لا أحد يستجيب..و لا أحد يتفاعل..و لا أحد يستفزه ضمير الإنسانية..
عادل التام كاد يقضي نحبه لولا قلة من المخلصين أبرزهم خالد خليفي و نعمان شاهر و أمين جمعان..و الآن مكيش بين الحياة و الموت.. و حالته تصعب على الكافر فما بالك بالمؤمن..؟
عبدالله مكيش المهاجم السريع الذي كان يصلح كعداء للمسابقات القصيرة.. أهم سهم أطلقه المدرب الروسي تيمور من قوس حسان..
كان هذا الأبيني المتشح بسمرة جبال أبين لاعبا خطيرا..يسجل الأهداف و يصنعها بمهارة من يمتلك عقلية فذة أحسن المدرب الروسي استثمارها و توظيفها..
مكيش كان صغيرا عندما رفع قائده أحمد صالح الراعي كأس الجمهورية عام 1982..بعد الفوز في النهائي على الشعلة بأربعة أهداف لهدف..
كان مكيش عمودا مهما في تشكيلة المنتخب..و كان الورقة الرابحة لمنتخب الشباب في تصفيات كأس آسيا بالدمام عام 1984 و فيها أحرز هدفا مذهلا في مرمى العراق.. بعد أن قطع أكثر من أربعين مترا في لمح البصر..قبل أن يلغيه الحكم بلا سبب معقول أو مبرر مقبول..لكن اللجنة الفنية و المشرفة على البطولة اعترفت بالهدف و دونته هدفا شرعيا و قانونيا. قلة فقط من يعرفون هذه المعلومة التي لم يدافع عنها اتحاد الكرة كحق تاريخي.. في ظل تزوير النتيجة آسيويا مع الاكتفاء بهدف وجدان شاذلي في المرمى العراقي..
عبدالله مكيش في العناية المركزة..وضعه الصحي في تدهور..هو بحاجة إلى ضمير إنساني ينبض..هو بحاجة إلى شهامة الأفئدة اللينة و القلوب الرقيقة مع تباشير الشهر الكريم..
مكيش.. يصارع الموت وحيدا..هل من لفتة يا من تدعون أنكم أهل الحكمة اليمانية الشهيرة و برها و إحسانها؟

محمد العولقي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى