عن الأمير عبد القادر علي العفيفي

كتب: د. سعودي علي عبيد

عبد القادر علي العفيفي هو أحد المنتمين إلى أسرة آل عفيف التي كانت تحكم سلطنة يافع بني قاصد التي كانت عاصمتها (القارة)، ثم صارت العاصمة هي الحصن، واخيرا جعار التي ظلت كذلك حتى يوم الاستقلال في 30 نوفمبر. وهو من مواليد 1943 في القارة، وذلك بحسب ما جاء في كتاب(معجم أعلام يافع). وهو الأخ الأكبر غير الشقيق للدكتور مندعي ومحمد وأبو بكر غالب أبو بكر العفيفي.

لقد تعرَّفتُ على الرجل باعتباره أحد الذين درسونا في السنة أولى ابتدائي. وكان يدرسنا الرياضيات، أو ما كان يُطلق عليها(الحساب). وكان في مقتبل شبابه. وكان وسيماً وأنيقاً في مظهره وملبسه. وكان ذلك من ضرورات ومتطلبات الوظيفة في تلك الفترة قيد البحث. وكان المدرسون في بداية افتتاح التعليم الحديث، يلبسون سروالا قصيرا مصنوعا من الكاكي، وقميصا (شميزا) وجزمة(حذاء) سوداء. وكان أستاذنا يتمتع بنشاط منقطع النظير.

وأتذكر أنه في إحدى حصص (الحساب)، وجَّه إلينا سؤالاً عن ضرب أثنين في أثنين(2×2). وكانت الطريقة المعتادة هي أن يختار المدرس تلميذاً، لكي يتولى الإجابة عن السؤال المطروح. وصادف أنَّ لا أحد من الذين اختارهم الأستاذ العفيفي، استطاع أنْ يجيب عن تلك المسألة الحسابية. وبعدها طلب من بقية التلاميذ المشاركة في الإجابة. فرفعت يدي طالباً المشاركة. فسمح لي. فوفقت بالإجابة. فطلب من تلاميذ الفصل التصفيق لي، وأعطاني جائزة، وهو مبلغ نقدي عبارة عن(عانة). وهي عملة معدنية مدورة الشكل، حمراء اللون، ومخرومة من وسطها. كما قام بتأنيب بقية تلاميذ الفصل، وخاصة أولئك المتقدمين في السن.

وأتذكَّر أنَّ الرجل لم يستمر طويلاً في مدرستنا. ولكنه ظهر ثانية في مدينة جعار فقد تولى إدارة بلدية جعار أولا. ثم تم تعيينه ضابطا سياسيا. وبعد وفاة حاكم السلطنة، السلطان عيدروس بن محسن العفيفي، جرى تنصيب ولده الأمير محمود بن عيدروس العفيفي، سلطاناً خلفاً لوالده، وكان ذلك في عام 1961, وبسبب صغر سن الأخيرـ حيث لم يتجاوز العاشرة، لذا تمَّ تعيين الأستاذ عبدالقادر العفيفي مستشاراً للسلطان محمود. أي بمثابة وصي عليه، حتى يبلغ السن القانونية. وبعيد الاستقلال، وبسبب الأوضاع السياسية الجديدة، وبمساعدة أفراد من السلطة الحديدة، أستطاع مغادرة البلاد وقد استقر به المقام في دولة الإمارات المتحدة. وقد ساعده على الخروج من البلاد، تلك المساعدات(أسلحة ونقود وأعمال لوجستية) التي قدمها عبد القادر إلى المنظمات المسلحة في فترة ما قبل الاستقلال. وقد حصل على الجنسية الإماراتية، ومنح لقب(شيخ). والتحق بقوة الدفاع في أبي ظبي. وتقاعد عن الخدمة في عام 1979 برتبة مقدم.

كما اشتغل بالأعمال الخاصة(الحرة).

كما أعتمد من سلطات إمارة أبي ظبي معرِّفاً رسميا وشعبيا للمواطنين المغتربين في دولة الإمارات، وخاصة أولئك الوافدين من الجنوب، وعلى وجه الخصوص من مناطق يافع والضالع وعدن.

وقد توفي رحمه الله في أبي ظبي في 21 ديسمبر 2005م.

 

13 رمضان 1445 الموافق 23 مارس 2024

 

________

الصورة للأمير عبدالقادر علي العفيفي رحمه الله

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى