الذكرى التاسعة لتحرير المسيمير الحواشب.. نقطة تحول في تاريخ نضال شعب الجنوب

أبين ميديا/تقرير – محمد مرشد عقابي

ﻗﺒﻞ تسعة ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ الآن ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ شهر ﻳﻮﻧﻴﻮ عام 2015م، ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ ﻗﻬﺮ قوى الغطرسة والإرهاب الحوثية التي شنت ﺣﺮبها الشعواء لإجتياح ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ففي هذا التاريخ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺗﻮﺷﺤﺖ المسيمير ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ بمحافظة لحج ﺑﻮﺷﺎﺡ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﺯﻓﺖ ﺷﻬﺪﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻣﻴﻦ بشموخ وكبرياء ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻛﺐ عز وافتخار، وﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ المفصلية ﻣﻦ ﺗﺄﺭﻳﺦ نضال شعب الجنوب ﻭﺿﻌﺖ اﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ ﺗﺎﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺛﻮﺭﺓ هذا ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻗﺪﻣﺖ لأجله فلذات ﺍﻛﺒﺎﺩﻫﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ.

مواقف الرجال وأدوراهم البطولية

وﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﻘﺎﺽ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ تولدت ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، وﺍﺗﻀﺤﺖ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ للرجال الصناديد الذين ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺑﺒﺄﺳﻬﻢ الشديد ﻭﺭﺑﺎطة ﺟﺄﺷﻬﻢ وﺟﺴﺎﺭﺗﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ اﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻭﺳﻄﺮﺕ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ
ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ، وﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ الحوثية ﻣﻨﺎﻃﻖ المسيمير الحواشب، ﺍﻧﺒﺮﻯ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﻭﺟﻬﺎﺑﺬﺓ ﻫﺬﻩ البلدة لمواجهة ﺍﻟﻐﺰﻭ باسلحتهم الشخصية متسلحين ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﺮوقات الشاسعة ﺑﻴﻨﻬﻢ والعدو، ومنذ ذلك اليوم حتى اللحظة ماتزال بلاد الحواشب تقدم اﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻓﺪﺍﺀ للوطن وقضيته العادلة، لترسم بتضحياتها ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ الخطوط ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ للنصر والخلاص النهائي من حقبة الاحتلال والظلام والبغي والعدوان.

دماء الأبطال.. ضريبة النصر

ﺗﺨﻀﺒﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻭﺗﺰﻳﻨﺖ ﺳﻬﻮﻟﻬﺎ ﻭﺭﻭﺍﺑﻴﻬﺎ ﻭﺟﺒﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺑﺪﻣﺎﺀ كوكبة ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻣﻦ الأبطال ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻫﺒﻮﺍ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺭﺧﻴﺼﺔ في سبيل العزة والكرامة، اولئك النخبة من الرجال الأشداء الذين هبوا زرافات وزحفوا فرادى وجماعات إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻮغى ﻣﻠﺒﻴﻴﻦ داعي الحق دفاعاً ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺽ ﺍلوطن وعن حمى الأرض وﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.

يوم مترسخ في ذاكرة الاحرار

ﺗﺤﻞ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻛﻞ عام ﻟﺘﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻌﻈﻴﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻷﺑﻄﺎﻝ ﺗﺸﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻣﻦ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻓﻼ ﻧﺎﻣﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ، وﺗﺄﺗﻲ وﻣﻌﻬﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺭﻋﻴﻞ ﻓﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻣﻰ ممن ﺁﺛﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺤﻴﺎ الأخرون بشموخ ﻭعزة وكبرياء، كما ﺗﺤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ المجيدة ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ ﻋﻄﺎﺀﺍﺕ ﺟﻴﻞ ﺳﺎﺭ على درب ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺣﻴﺎً ﻭﻟﻘﻲ ﺭﺑﻪ متمسكاً بأسمى ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ، تأتي هذه الذكرى لتحيي مشاعرنا لنبكي اولئك الثلة من العظماء ﺭﺩﺣﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﺣﺪ ﺍﻟﻨﺤﻴﺐ، ﻭﻧﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗﻬﻢ ﺍﻷﻟﻴﻢ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻘﺘﺒﺲ ونستلهم ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ وﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﻭﻣﺂﺛﺮﻫﻢ ﻭﺳﻴﺮﺗﻬﻢ اﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻈﻔﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻴﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ، أعظم الدروس وأبلغ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺍﻹﺑﺂﺀ.

المسيمير الحواشب.. تاريخ مرصع بالبطولات

ﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ الحواشب، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺗﺄﺭﻳﺨﻬﺎ اﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﺍﻷﺯﻟﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﺨﻂ ﺛﻮﺭﻱ ﻣﻀﻲﺀ ﻭﻣﻤﻴﺰ ﻭﻣﺘﻔﺮﺩ عن من سواها، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﻫﺬﻩ المنطقة ﺍﻟﺤﺒﻠﻰ بفحول ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ المغاوير، المضي ﻋﻠﻰ درب ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ النضال والكفاح الجنوبي ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻭالمنعطفات ﻇﻠﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭثوابتها ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ النهج ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻲ طريق معبد بتضحيات رجالها ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ الذين رﻓﻀﻮﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻹﻣﺘﻬﺎﻥ ﻭواجهوا ﻗﻮﻯ الشر والجبروت والطغيان، ﻟﻴﺮتقي منهم الكثير ﺷﻬﺪﺍﺀ أﻋﺰﺍﺀ ﻛﺮﻣﺎﺀ متوجين ﺑﺄﻛﺎﻟﻴﻞ النصر وفائزين بحياة الخلود الأبدي.

تحرير المسيمير.. ذكرى غالية تترسخ في وجدان الجنوبيين

أﻣﺘﻄﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﺻﻬﻮﺓ ﺟﻮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺣﺠﺰﺕ لذاتها ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺡ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺁﻓﺎﻕ ﺗﺤﺮﺭﻳﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺩﻧﺲ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻰ اﻷﺫﻫﺎﻥ ﻣﺠﺪ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﺣﻤﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، وﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻠﻒ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻟﻠﻤﺴﻴﻤﻴﺮ ﻓﻲ 11 يونيو الخالد من كل عام، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ أعلن فيه ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ ﻛﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ محافظة ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ الأبية ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ الكبير، ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ سجل ﺍﻟﻤﺂﺛﺮ وﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻭﻗﺼﺺ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ وﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻧﺠﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ الحواشب كان لها السبق في الذود ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻭﻫﻮﻳﺔ الجنوب، ﻭﺍﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻮ ﻛﻌﺒﻬﺎ ﻭﺻﻤﻮﺩﻫﺎ ﻭﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ اﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭالمتغيرات وﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ المثبطة.

شعار الحياة أو الموت من اجل الدين والوطن

ﺭﻓﻌﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﺷﻌﺎﺭ ﻧﺤﻴﺎ ﻭﻧﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ، وﺭﻏﻢ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ المأساوي المؤلم وواقعها اﻟﺘﻌﻴﺲ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻭﻓﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ استطاعت ان تقهر كل التحديات وان تتقدم الصفوف ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻋﺪﺍﺩ ﺩﺳﺘﻮﺭه ﺍﻟﺘﺤﺮﺭي، ﻭﺗﻤﻜﻦ رجالها الأشاوس من إعادة ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺗﺄﺭﻳﺦ الوطن من جديد، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﻴﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﻛﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻮﻳﺐ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﺯﻝ ﻣﺮﺟﻌﺎً لكل من ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ فرسان ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﺭﺷﻔﺔ وﻗﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ.

بلاد الحواشب لمن يجهل التاريخ

ﻫﺬﻩ ﻫﻲ المسيمير ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺠﻬﻞ ﺗﺄﺭﻳﺨﻬﺎ، ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﺠﻢ القادة ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﻭﻣﻮﻃﻦ الثوار ﻭﺃﺭﺽ الثائرين، ﺗﻠﻚ ﻫﻲ المسيمير ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ المتفجر حمماً لأهبة تقتلع ﺟﺬﻭﺭ اﻷﻋﺪﺍﺀ، هي ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﺮﺍً ﻭﺣﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻘﻂ ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ وﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻳﺘﻮﺟﻪ ﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ الشرف والبطولة ﻟﻴﺨﻮﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺩﻭﻣﺎً ‏(النصر او ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ)، وقدم الجميع صورة مشرفة في معركة الصمود الاسطوري التي توحد فيها كل أبناء الحواشب والمقاتلين من انحاء الجنوب تحت قيادة واحدة وهدف واحد وراية واحدة من اجل تحرير المسيمير من رجس المليشيات الحوثية الإيرانية.

الحواشب عنوان الفداء ومهد الحضارة

ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ وﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﻋﺒﻖ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ، ﻫﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ أﻧﺠﺒﺖ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻭﺍﺷﺮﻗﺖ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﺯﻓﺖ ﺑﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺆﺯﺭ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ من المهرة الى المندب، ﻫﻨﺎ ﻣﻌﻘﻞ ﺍﻷسود الكاسرة ومهبط المقاومين الأحرار ﻭمخزن ﺻﻨﺎﺩﻳﺪ الرجال، ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮ وﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ 2015 للميلاد، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ المنعرجات وﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ المنصرمة، ﻓﺴﺎﺑﻘﺎً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ الكبير عميد المناضلين الفقيد ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻮﺍﻥ وﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﺢ ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ طويلة من جهابذة الثورة الأكتوبرية ﻭﺻﻮﻻً ﺍﻟﻰ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ المعاصرة ﺍﻟﺘﻲ أسهم فيها الحواشب بشكل كبير في تطهير وتحرير الجنوب من براثن المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية والتي لمع ﻓﻴﻬﺎ أسم ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ كقوة إﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻳﺔ جبارة وكبرى رفدت روضات الأرض بقوافل من القادة العظماء رﻣﻮﺯ البذل والعطاء الجازل الذين اجترحوا الملاحم البطولية وأﻧﺎﺭوا ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺳﻄﻌﺖ أسماؤهم ﻓﻲ سجل الفداء وﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.

المسيمير موطن القائد الفذ محمد علي الحوشبي

هذه ﻫﻲ المسيمير ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ، ﻋﺮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ وﺍﻟﻘﺎﺋﺪ الفذ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ الجسور والمحارب المقدام والفدائي البطل الشيخ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ احمد ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ “أبو الخطاب”، ﻗﺎﺋﺪ المقاومة الجنوبية وقوات اﻟﺤﺰﺍﻡ ﺍﻷﻣﻨﻲ حفظه الله ورعاه، ﻭهي ﻣﻮﻃﻦ اﻟﺜﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ الشهيد القائد البطل ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻳﺴﺮﻱ عبيد حازم، ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺻﺎﻋﻘﺔ سابقا، ﺍﻧﻬﺎ موطن الأشداء وﻣﻨﺎﺭﺓ الاﺣﺮﺍﺭ ﻭﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ، حيث ضرب أبناء الحواشب في العام 2025، وتحت قيادة أبو الخطاب أروع النماذج في الإنتماء والولاء والوفاء والإخلاص والشجاعة والتضحية والفداء رغم الفارق المهول في العدة والعدد والعتاد والتسليح، فالمليشيات ومن يتبعوها يملكون تسليح وامكانيات دولة بينما أبطال المقاومة الجنوبية لايمكلون إلا بنادقهم الشخصية لكنهم يملكون العقيدة الصحيحة والإيمان والحق في الدفاع عن الأرض والعرض والدين والشرف.

11 يونيو.. تاريخ مشرف لكل جنوبي

اﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ المجيد، ﻳﻮﻣﺎً ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻛﻞ أبناء الحواشب، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﺖ فيه ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ اﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﻘﻄﺖ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ الإرهابية وﺩﺣﺮتها من كل انحاء ﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ المترامية، وطاردت جحافلها إﻟﻰ آخر النقاط الحدودية مع العربية ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، لتتساقط هناك فلول المليشيات وعناصرها الإجرامية ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ أﻣﺎﻡ بسالة وجسارة ونيران المقاتل ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ، ﻭﺗﺘﻬﺎﻭﻯ تحصينات ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺽ المواجهة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺜﻴﻞ، ﺗﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ سنوياً ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪﻳﺔ نستذكر ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄرﻳﺨﻲ، ﻭﻧﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻭﻧﺰﻭﺭ ﻣﻦ أصيب ﻭﻧﺤﻨﻲ ﻫﺎﻣﺎﺗﻨﺎ للمآثر الخالدة ﺍﻟﺘﻲ اﺟﺘﺮﺣﻬﺎ الأبطال ﻭﻧﺤﻴﻲ مواقفهم ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ وما سطروه من ملاحم بطولية لانظير لها، ﻛﻤﺎ يحتم علينا هذا اليوم الخالد ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻤﺔ بالأجلال والأكبار وبمعاني العرفان وﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻡ لمن لاﻳﺰﺍﻝ ﺣﻴﺎً ﻣﻦ أبطال ذلك ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻔﺘﻲ، ﻭﻧﻀﻊ ﻗﺒﻼﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ الأﻣﻬﺎﺕ الماجدات ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ أﻧﺠﺒﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺍﻧﻬﺎ الحدث التاريخي المفصلي وﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻘﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺁﻫﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ لينتج ﻋﻦ ﺫﻟﻚ الاقتران ﻧﺨﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ والرفعة والكرامة لنرتشف ﻣﻦ معينها ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻨﻀﺐ آيات العزة والصبر والثبات والصمود.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى