لا أدري أية رقصة يرقصها هؤلاء الأغراب..؟

كتب ـ محمد العولقي

لا يمكن أن يكونوا مواليد شواطئ كوبا كابانا..
يدعون وصلا برقصة السامبا التي أسهرت الخلق جراها ويختصم..وهذه الرقصة البرازيلية التي كانت اللون الرسمي للأبهة لا تقر لهم بذلك..
اندحر منتخب البرازيل من بطولة كوبا أمريكا اندحارا سمجا..و هذه نتيجة من لا يتقن فن العوم الكروي..
قارة الأمازون غاضبة..ليس هذا برازيلها الذي يطرب..ليس هذا كرنفالها الأصفر الساحر..ليس هذا بنها الذي يعدل الكيف والمزاج..
هبت أعاصير الكاريبي عاتية على البرازيل..انتزعت أوتاد جبالها..عصفت برمالها الذهبية.. أبدا ليس هذا برازيل المتعة..برازيل الشوكة والسكين..برازيل زمان الوصل..
غادرت البرازيل كوبا أمريكا من دون ملامح..من دون نصف مبدع..من دون جملة فنية واحدة تحفظ للسامبا بعضا من كبريائها..
هذا الجيل الانفعالي..المزاجي..ضيع كل لبن البرازيل في فصل الصيف..اللبن البرازيلي الذي اندلق على رصيف أوروغواي..كان خاتمة..نهاية لمقدمات كانت توحي بأن الرقصة صوتها مبحوح..هامس..ترددها تاه في العالم السفلي للموجات تحت السمعية..
البرازيل مع هذا الجيل الذي تفوح منه رائحة الفوارق الفنية.. تشرب القهوة السادة..تفتش عن ظلها تحت سماء ملبدة بالغيوم و الغيوب..
جيل سطحي عادي أعلن الحداد على برازيل السامبا..
جيل باهت خال تماما من جينات الجد بيليه..و خال تماما من الحمض النووي للعائلة التي تبدأ بحرف الراء..
كم كان الساحر رونالدينيو على حق عندما أعلن عن مقاطعة هذا المنتخب..
أظنه كان يعلم تماما أن ارتفاع نسبة السكر في دماء أكثر من 150 مليون برازيلي سببه هذا المنتخب العقيم البائس..هذا المنتخب اليباب الذي هجرته طيور الكناريا ولم تعد تغرد على أغصانه و أفنانه..
منتخب يبتعد عنه الجميع كما لو أنه مصاب بوصمة جذام..
منتخب بلا نكهة صفراء فاقعة..بلا لغة فنية واضحة..منتخب بلا ظل ولا شبه ظل..هذا المنتخب يهدم سمعة الكرة البرازيلية ويقعد على تلها..
عشاقه يغنون في موكب وداع الكوبا الجنائزي لهذا المنتخب العليل:
يا طبيب الهوى بالله داوي لهيبي..

محمد العولقي