اراضي يافع الساحل
أبين ميديا ـ متابعات
في سهل أبين (يافع الساحل )
اشتهرت الأراضي اليافعية الواقعة في سَهْل (أبين) باسم (يافع الساحل) لوقوعها بالقرب من الشريط الساحلي المطل على بحر العرب. ومعظمها الآن تتبع مديرية (خَنْفَر) من محافظة أَبْيَن. وسأذكر هنا المدن والقرى الموجودة حاليًا، وأشير إلى قِدَمها أوحداثتها.
جَعْوَلة:
-بفتحتين بينهما سكون- أرض واسعة معظمها صحراوية، تقع جنوب (خَنْفَر)، وتنتهي حدودها الشرقية إلى بلاد أهل فضل قرب مدينة (زُنْجُبار)، والغربية إلى مشارف وادي (تُبَن)، والشمالية الغربية إلى مشارف وادي (الحَرور) في بلاد (الحواشِب)، والجنوبية إلى شاطئ البحر العربي المسمى: (ساحل أبين)، وإلى قرب نقطة (العَلَم) الحدودية مع مدينة (عَدَن) وضواحيها.
المَخْزَن:
-بفتحتين بينهما سكون- بلدة حديثة، تقع جنوب مدينة (جعار) على مسافة (3400) مترًا منها، وقد كانت قرية صغيرة يقطنها مزارعون، وفيها أنشأ أول مستشفى في سلطنتي (يافع بني قاسد) و(الفضلي) سنة (1943م) وقد توسعت القرية، حتى أصبحت بلدة كبيرة وفيها تمر طريق المواصلات الرابطة بين مدينتي (زنجبار) و(جعار)، وتتفرع من المخزن طريق مواصلات تصل إلى قريتي (عُبَر عثمان) و(الدِّرْجَاج) .
المُثَلَّث:
بلدة حديثة، تقع جنوب مدينة (جَعار) على مسافة (1000) متر من تل (خَنْفَر) ويطلق عليها أيضًا (المخزن الأعلى). نشأت بعد سنة (1411هـ-1990م)، ولم يكن فيها قبل هذا التاريخ إلا المستشفى الجديد الذي بني في منتصف ثمانينيات القرن العشرين الميلادي، ومبنى (المعهد الصحي) الذي بني في أواخر ذلك العِقد. وقد اتصلت مبانيها الآن بمدينة (جَعَار)، وأصبح (المُثَلَّث) حيًّا من أحياء المدينة.
جَعَار:
-بفتح الجيم وتخفيف العين- مدينة كبيرة تجاور تل (خَنْفَر) الذي يتوسط (دلتا أَبْيَن)، بدأ سكناها بعد أن أغارت قبائل البدو من (الهياثم) وغيرهم، على مدينة (خَنْفَر) التاريخية في أوائل القرن العاشر الهجري وإلى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري كانت جعار بلدة صغيرة تحفُّها المقابر القديمة من الشرق، وبالقرب منها من الجهة الجنوبية الشرقية يربض تل خنفر الذي يرتفع (70) مترًا عن سطح البحر، وتحيط بها الحقول الواسعة من سائر الجهات الأخرى، وفي الجانب الشرقي بجوار المقبرة يوجد مسجد يسمى (مسجد أبي شملة) وبالقرب منه ضريح وقد كان في موقع مدينة (خَنْفَر) حصن حجري يسمونه دار (القلعة)، أو (قلعة السلطان أحمد بن علي)، يقع جنوب غرب مدينة (جعار)، وأغلب الظن أنه كان في موقع قلعة (خَنْفَر) التاريخية بدليل التسمية، ولعل نسبتها إلى السلطان (أحمد بن علي العفيفي) لأنه هو الذي جدد بناءها في الموقع، وكانت في السنوات السابقة للاستقلال مجرد طلل قد عفا عليه الزمن، وقد وصفها الأستاذ (صلاح البكري) في رحلته التي ضمنها كتابه (في شرق اليمن يافع) عام (1373هـ – 1954م) بقوله: «ولقد أخذت عوامل التعرية تهاجمه ولا بد أن يأتي يوم يصبح فيه كومة من الثرى». وقد هدمت تلك الدار بعد وفاة السلطان عيدروس بن محسن العفيفي عام (1381هـ -1960م) وبُني مكانها مركز عسكري تابع لقوات معسكر (شَبَر) في تلك الفترة كان سكان (جَعَار) مجموعة من المزارعين الفقراء، وفد معظمهم من قرية (الرَّاحة) في بلاد أهل صُهَيْب جنوبي الضالع، منهم: أهل صَفَر-بفتح الفاء-، وأهل المَنصَب، وأهل عوض علي، وأهل الكُرْدي، وأهل القِصْمة، وأهل بِلال، وغيرهم وقد كان توسع (جَعَار) بعد قيام مشروع (مشروع لجنة أَبْيَن الزراعية) سنة (1366هـ) الموافق (1947م) وقد كانت إدارة المشروع فيها وعندما تأسس (مجلس سلطنة يافع الساحل) بدعم من حكومة الإنجليز في عدن سنة (1367هـ – 1948م) أقيمت دار سكرتارية المجلس في جَعَار، وما زال المبنى باقيًا إلى الآن، وإلى جواره قصر الشيخ (علي عاطف بن عطية الكَلَدي) شيخ مكتب كَلَد والقيادي في مجلس السلطنة وفي تلك الفترة قبل سنة (1373هـ – 1954م) بنيت في قمة تل (خنفر) قصور حديثة سكنها كبار موظفي لجنة أَبْيَن الزراعية من الإنجليز ولا تزال هذه المباني باقية، وهي الآن مبانٍ حكومية وفي تلك الفترة أيضًا تأسست مشاريع الكهرباء والمياه، وموقعها ما زال قائمًا قرب خط الحصن شمال غرب (جعار)، وشُقت طريق الإسفلت المعروفة إلى اليوم، وخُططت حارات جعار تخطيطًا حضريًا بديعًا جعلها من أحسن بلدات محميات الجنوب آنذاك وقد توسعت المدينة-اليوم-توسعًا كبيرًا، ومن يقف على تل خنفر سيرى المدينة قد اتصلت شمالًا بالرُّمَيْلة الشرقية، وقد أحاطت بتل خنفر من سائر الجهات، وامتدت جنوبًا لتتصل بالمَخْزَن.
الرُّميلة:
-بضم الراء (تصغير رَمْلة)- أراض زراعية واسعة، تمتد في سهل (أَبْيَن) بين مدينة (جعار) جنوبًا، ومدينة (الحصن) شمالًا، وجبال الأَحْبوش الفاصلة بينها وبين بلدة (الروَّا) غربًا. وهي من أراضي (دلتا أَبْيَن) الخصبة، وتتميز بوفرة المياه الجوفية والسطحية، وخصوبة التربة، وجودة المحاصيل الزراعية الموسمية.
والرميلة قسمان: الأول: الرميلة الشرقية، وهي الواقعة شرق خط المواصلات المؤدي إلى مدينة (الحِصْن) والثاني: الرميلة الغربية، وتقع غرب الخط المذكور وإلى الغرب من الرميلة الغربية يمر مجرى وادي (بنا) المنحدر جنوبًا باتجاه البحر، ويشكِّل الحد الغربي لدلتا أَبْيَن، وتبدأ من ضفافه الغربية بلاد (الحَوَاشِب) وتتوزع في الرميلتين قرىً صغيرة يسكنها-في الغالب-فلاحون فقراء من ذوي الأصول التهامية (الأزبود)، يعملون بالأجرة في الأعمال الزراعية.
الحِصْن:
بلدة كبيرة؛ تقع على مسافة (8) كم شمال مدينة (جعار)، تحيط بها الحقول الخصبة وقنوات المياه من سائر الجهات، والبلدة غزيرة بالمياه الجوفية، حتى إنها تغذي مدن (أَبْيَن) الساحلية بالماء يطل على البلدة من الجنوب تل صخري يسمى (المنقاش) في قمته قصران مبنيان على الطراز الإنجليزي، بناهما السلطان عيدروس بن محسن بن علي العفيفي عندما انتقل من القارة إلى الحصن ليتخذها قاعدة لحكم الساحل قبل قيام مجلس السلطنة السابق ذكره، وتحتهما ضريح دفن فيه السلطان المذكور، وفي سفح التل الجامع الكبير الذي بني قبل عدة عقود مكان المسجد القديم الذي كان يسمى مسجد (ابن علوان) وعلى مقربة من هذا التل إلى الجهة الشمالية تل صخري صغير يسمونه (الحيد الأبيض) أقام فيه الشيخ (حيدرة منصور بن حيدرة بن عطيَّة الجَلَّادي) -نائب سلطنة يافع الساحل- قصرًا واسعًا على الطراز الإنجليزي أيضًا والتسمية بالحصن قديمة، وقد كان الاسم الشائع هو (حصن بن عطية)، نسبة إلى (أهل بن عطيَّة) من كَلَد، الذين سكنوا هذا الموضع منذ قرون، لا سيما ذرية غازي بن سعيد بن عطيَّة وقد أفادنا بعض أهل بن عطيَّة أن الشارع في الحصن كانت مسيلة ماء، وكانت الأرض الشرقية من المسيلة لأهل بن عطية، والغربية لأهل عفيف، وكان دار (حصن بن عطية) الذي تنسب إليه البلدة على ضفة المسيلة، ودار الدولة يقابله من الضفة الأخرى. وفي الطين المجاورة لتلة المنقاش من الغرب أطلال دار قديمة بناها أحد أعيان أهل عفيف هو السلطان (عبدالله أبو بكر العفيفي).
الرَّوَّا:
-بفتح وتشديد الراء والواو يليهما ألف مقصورة كما تنطق الآن- قرية كبيرة تقع جنوب غرب الحصن على مسافة (2,5 كم)، تفصل بينهما الحقول الزراعية، وتحيط بالقرية تلال صخرية ذات حجارة جيرية بيضاء، وتحيط بها مساحات واسعة من الحقول، وبالقرب منها إلى الجهة الغربية مجرى وادي (بنا) و(الروَّا) من قرى أَبْيَن القديمة، وقد ورد اسمها في (صفة جزيرة العرب) للهمداني بلفظ (الرُّوَّاع)-بالعين-وأشار المحقق محمد بن علي الأكوع في تعليقه عليها إلى أن في بعض نسخ كتاب (الصفة) ورد اسم البلد (الرواغ)-بالغين-وإبدال العين أو الغين أو حذفهما قد يكون مما درج على الألسن والمعروف في لهجة (يافع) إبدال الغين ألفًا مقصورة مفخمة، وعليه فـ(الروَّاغ) تنطق عندهم (الروَّاء) فصارت عندهم كالاسم الممدود، فقصروه كعادتهم في قصر الاسم الممدود، فقالوا: (الرَّوَّا)، فلعل شهرة هذه التسمية في العصور الأخيرة من هذا القبيل وقد أشار المؤرخ (الهمداني) في (صفة جزيرة العرب) إلى ساكنيها في عصره فذكر أنهم (بنو مجيد) ، وما زالت لهم بقية إلى الآن قرب مجرى وادي (بنا)، عملهم في فلاحة الأرض، يطلق عليهم الآن (الأماجيد) أو (الماجيد) وسكان (الروَّا) الآن خليط فيهم من كَلَد بعض المناصر وأهل يوسف وغيرهم ومن معالم القرية –الآن-بيوتٌ مبنية من الصخر الجيري على الطراز اليافعي التقليدي، مع بعض التوسع، بنيت في أربعينيات القرن العشرين الميلادي، أحدها في الطرف الشرقي للقرية فوق تل صخري، بناه الشيخ (حسين بن صالح المنصري) والآخر في الطرف الغربي بناه عاقل (الروا) الشيخ (محسن بن حسن المنصري) وتوجد مبانٍ أخرى تعود إلى نفس الفترة أنشأها بعض من استوطن (الروا) من المناصر وأهل يوسف.
حَلْمة:
-بفتح فسكون- جبل صخري، يقع شمال شرق الحصن، تحيط به بلدة سميت باسم الجبل، وحولها من جميع الجهات تمتد الحقول الزراعية الواسعة إلى أقاصي سهل (أَبْيَن)، وتخترقها قنوات تصريف مياه السيول. والبلدة من قرى أَبْيَن القديمة، وقد أشار إليها الهمداني في (صفة جزيرة العرب) ، ونسب ساكنيها في عصره إلى قبيلة (الأصابح). وأغلب ساكنيها في هذا العصر من ذوي الأصول التهامية (الأزبود) وعدة أسر يافعية سكنت حديثًا وفي عهد السلطنة العفيفية اليافعية كانت (حَلْمة) حدًّا مع (أهل فضل)، وموضع نزاع بين الطرفين لأنها تطل على الأراضي الزراعية التابعة للسلطنتين وعلى مجاري مياه السيول المتدفقة من وادي (بنا) إلى هذه الأراضي، فيما كان يعرف بـ(النازعة)، وقد بني في قمة الجبل حصن عسكري كانوا يسمونه (دار حَلْمة)، كان موقعًا للحراسة، تتناوب عليه القبائل اليافعية، وقد دارت فيه وقائع شهيرة بين الطرفين، وعندما وقعت السلطنتان معاهدة الحدود عند قيام المشروع الزراعي في أربعينيات القرن العشرين الميلادي، أصبح حصن (دار حَلْمة) نقطة عسكرية حدودية خاضعة لحكومة الإنجليز في عدن، لتتولى تأمين المشروع الزراعي من النزاعات القبلية التي قد تفشله، وأعادت بناء الدار على الطراز الإنجليزي، وعمل الخبراء الأوربيون الذين استقدمهم الإنجليز على توزيع مياه ما كان يسمى (النازعة) على نظام ري حديث، وشُقـَّت القنوات التي توزع الماء توزيعًا عادلًا بين الحقول، ولا تزال بعض قنوات الري تحمل أسماء المهندسين الأوربيين الذين أشرفوا عليها مثل (قناة مايْكِلان) الواقعة شرق جبل (حَلْمة) التي تنسب إلى مهندس إيطالي.
باتَيْس:
-بفتح التاء وسكون الياء- بلدة كبيرة حديثة، تقع شمال (حَلْمة) على ضفة وادي (بنا) الجنوبية يمين الصاعد في الوادي، تحيط بها المزارع، وقد بدأ نشوء البلدة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري. وتنقسم البلدة إلى قسمين: شرقي يقع يمين الطريق-حاليًا-للذاهب باتجاه يافع، وهذا القسم يسمى (صُبَيْبة) -بضم ففتح فسكون-، وغربي: يقع يسار الطريق، وهو المسمى (باتَيْس)، وقد انسحب هذا الاسم على البلدة كلها فاشتهرت به وكاد أن يُنسى الاسم الآخر. وهذه البلدة من أخصب أراضي أَبْيَن وأغزرها ماءً، وأكثرها تنوعًا في الثمار والمحاصيل، فمن الفواكه: الموز والمانجو والليمون إلى جانب أنواع من الحبوب والقطن الفاخر، وذلك يعود إلى أن فيها مجمع المصارف والقنوات الرئيسية لمياه (دلتا أَبْيَن)، القادمة من وادي (بنا) ومعظم سكان (باتيس): من مكتبي كَلَد واليزيدي، وتوجد بيوت من المكاتب الأخرى، ومعظم كَلَد فيها من قبيلتي رَهَا وأهل سعيد.
المَصَانِع:
-بفتح الميم- جبل شامخ، يقع شمال بلدة (باتيس)، على مقربة منها، يمر مجرى وادي بنا شرقه، ثم يتجه الوادي إلى الجنوب الغربي ويتخذ مجراه إلى الجنوب من الجبل المذكور و(المَصانِع) جمع (مَصْنَعة) -بفتحتين بينهما سكون، وينطق المفرد في يافع (مُصْنِعة) -بضم الميم وكسر النون-، ولها معانٍ في اللغة منها: مسّاكات (صهاريج) لماء المطر يحتفرها الناس فيملؤها الماء، ويشربون منها؛ ومنها: القرية أو الحَضَر؛ ومنها: المباني من القصور والآبار وغيرها. فيحتمل أن هذا الجبل كانت فيه قصور في الأزمنة الغابرة، أو كانت فيه صهاريج لجمع المياه المتدفقة من سيول وادي بنا، ولا يوجد بأيدينا اليوم ما يرجح أحد هذه الاحتمالات.
امجِبْلة (الجِبْلة):
-بكسر الجيم وسكون الباء- قرية صغيرة، تقابل بلدة (باتيس) في الجانب الشمالي من وادي (بنا)، يسار الصاعد في الوادي، في السفح الجنوبي الشرقي لجبل (المصانع). ومعظم سكانها من أهل رَهَا.
وإلى جوارها من الجهة الشرقية في سفح الجبل المذكور أقامت حكومة (عدن) الإنجليزية سدًّا في أربعينيات القرن العشرين الميلادي عند قيام المشروع الزراعي، وهو الذي أصبح يعرف فيما بعد بـ(سد باتيس القديم)، وكان الغرض منه الانتفاع من مياه الوادي وتصريفها بطرق علمية حديثة عبر قنوات الري إلى أراضي (دلتا أَبْيَن) وقد تهدم السد في السيول الشهيرة التي اجتاحت البلاد في سنة (1402هـ – مارس 1982م)، وكادت السيول أن تجرف الجانب المطل على الوادي من بلدة (باتيس)، ولم يبق من السد سوى الأعمدة السفلية، وهذا ما جعل حكومة اليمن الديقراطية -حينها- تسارع بمعونة من حكومة الاتحاد السوفيتي ببناء سد أكبر منه في شمال جبل (المصانع)، وهو المعروف الآن بالسد الجديد الواقع على طريق (كُبُث).
مَـلَحة:
-بفتحتين- قرية تقع غرب (باتيس)، في السفح الغربي لجبل (المصانع) يمين النازل في وادي (بنا)، ورد ذكرها في (صفة جزيرة العرب) للهمداني، ونسب ساكنيها في عصره إلى (بني مَجيد) وقد كانت قبل الاستقلال داخلة في حدود السلطنة العفيفية، ويبدأ بعدها مباشرة من الجهة الغربية حد سلطنة (الحواشب) وفي وثيقة مؤرخة سنة (1175هـ) أقرت الدولة (القاسمية) بعد انسحابها من أَبْيَن بعدة عقود أن أراضي الملحة لذرية (صالح بن أحمد بن عمر السعدي) – جد أهل بن سليمان بن صالح في قرية (فَلَسان) بمكتب السَّعْدي-، و(نسر بن جَلَّاد الكَلَدي)، وورد فيها تحديد (عند حد الحوشبي)، مما يدل على قدم هذا الحد واستقراره ويسكن (المَلَحة) اليوم بيوت من رَها وأهل يزيد والناخبي وغيرهم.
القَنْطَـرة:
موضع يقع بجوار (باتيس) من الجهة الشمالية الشرقية، سمي بذلك لوجود جسر صغير أقيم فوق ترعة، وفيه نقطة عسكرية أقيمت بعد الاستقلال. وهذا الموضع معدود من باتيس، إلا أنَّ الطريق تتفرع عنده إلى فرعين:
الأول: متفرع عن (القنطرة) إلى الجهة الشمالية باتجاه وادي بنا، ويؤدي إلى (اللَّكِيْدة) و(كُبُث) ووادي (ثَنْهة) وسائر الشِّعاب والمواضع المجاورة للوادي والثاني: وهو متفرع عن (القنطرة) إلى الجهة الشرقية باتجاه حبـيل (بَرَق)، وينفذ منه إلى وادي (حَطَاط)، وبقية يافع.
الطريق الشمالي المتفرع عن (القنطرة):
فإذا سلكنا الطريق الأولى المتفرعة عن القنطرة إلى الجهة الشمالية ننفذ إلى:
اللَّكِـيْدة:
-بفتح اللام وكسر الكاف- قرية كبيرة حديثة، أقيمت فوق ربوة منبسطة تطل على وادي (بنا)، بالقرب من سد (باتيس) الجديد، شمال (باتيس)، في الجانب الأيمن للصاعد في الوادي. وقد كانت قبل سنة (1410هـ-1990م شبه خالية من السكان، ثم سكنتها بيوت من أهل رها وأهل سَعيد وغيرهم وهي أول قرية تلي (باتيس) على ضفاف الوادي، تقع مقابلها من الجهة الغربية قرية (امجبلة) وجبل (المصانع) وينحدر بينهما مجرى وادي (بنا) وفيها خزان الماء الذي تستقي منه باتيس الآن. أما مساكن (اللكيدة) فهي شِعْبية مبنية في الغالب من الإسمنت، ومعظمها ذات طابق واحد. وشمال غرب (اللكيدة) يقع (السد) الجديد الذي أشرنا إليه سابقًا.
امحنَّأة (الحنَّأة):
جبل كبير شامخ، يمتد شرقًا من أطراف (حبيل برق) الشرقية، وينتهي طرفه الغربي بمحاذاة وادي (بنا). وهو أكبر الجبال المطلة على سهل (أَبْيَن) الغربي، ويمكن رؤية هذا الجبل من أي مكان في السهل، فهو يعترض الأُفُق الشمالي للسهل، وهو-أيضًا- أول السلسلة الجبلية المترابطة والمعروفة تاريخيًا بـ(سَرْو حمير) أو (يافع الجبل) من جهة (أَبْيَن). وشِعابه منحدرات صخرية وعرة ذات صخور جيرية بيضاء يصعب تسلقها. وهذا الجبل داخل في أرض قبيلة (رها) الكَلَدية.
الصِّيْرة:
-بكسر الصاد وسكون الياء- جبل ضخم، يقع شمال جبل (امحنأة)، يفصل بين وادي (برق) شرقًا، ووادي (بنا) غربًا، وهو من جبال أهل رها أيضًا. وينحدر بين جبلي (الحنأة) و(الصِّيرة) إلى وادي بنا شِعْب كبير واسع يسمونه (نَخَع).
كُبُث:
-بضم الكاف والباء- قرية صغيرة، تقع يمين الصاعد في وادي (بنا) شمال غرب جبل (امحنأة)، وجنوب جبل (الصيرة)، وهي مطلة على الوادي، وتوجد بالقرب منها بعض مزارع الموز وبالقرب من (كُبُث) إلى الغرب يسار الصاعد في وادي (بنا) شِعْب يسمى (الحامي) أي: الحار، فيه عين ماء يخرج الماء منها حارًا يغلي ويسيل في الشِّعْب، وقد عاينَّا تلك العين فوجدناها منبعًا لمياه كبريتية تنبعث من أعماق الأرض مما يدل على أنَّ المنطقة ذات نشاط بركاني. وبُنيت على العين بناية كانت مجصَّصة وقد جددت بالإسمنت، وبجوارها بركتان صغيرتان للاغتسال والناس اليوم يغتسلون فيهما للتداوي، وقد كانت في الماضي تقصد للزيارة والتبرك لارتباطها في أذهان الناس بمعتقدات خرافية!.
وهناك ثلاثة مواضع أخرى في أرض أهل (داعر) في ضفاف وادي (بنا) فيها مياه حارَّة كانت تقصد للزيارة والتبرك في العهد القبلي الأخير ، الذي انتشرت فيه الخرافة والجهل، هي:
موضع في وادي (ضِلْعة)-بكسر الضاد وسكون اللام- وموضع في شِعْب يسمى (تَمْرَع).
وموضع في شِعْب يسمى (القَرينة) في وادي حَذَّة المنحدر من الشرق إلى وادي بنا وكلها -كما أسلفت- مواضع نشاط بركاني ويسكن قرية (كُبُث): بيوت من أهل رَهَا، ومن الأسروح، ومن أهل الثابتي، وجميعهم من (كَلَد)، وفيها بيوت من قبيلة (أهل داعِر) الردفانية و(كُبُث) وما والاها شمالًا وغربًا تتبع إداريًا مديرية ردفان من محافظة لحج حاليًا، بينما كل المناطق التي فصلنا القول فيها سابقًا تتبع مديرية (خنفر) محافظ أبين،