إصلاح العقول الجنوبية اولًوية قصوى

كتب /اللواء قاسم عبدالرب العفيف

الجنوبي إذا اقتنع بفكره يعتقد الآخرين بالضرورة سيقتنعون بنفس الفكرة وان لم يشن حرب ويضرب يمين شمال حتى يمكن يلتقي بافكاره مع افكار عدوه على طريقة حبتي والا الديك ولدينا تجارب مريرة يا اما أحكمكم او اذبحكم ذبح النعاج ، ويا اما أعطوني ما اريد او سأعملها لكم للإبط ..
هذه العقول التي دمرت الجنوب في حرب 79 م ، حققنا نصرا عسكريا في الميدان ولكن على طاولة المفاوضات بالكويت هزمنا لأن من ذهب للتفاوض كان الجنوب آخر اهتماماته ، وتكرر ذلك في حرب 2015 عندما حقق الحنوب نصرا على جحافل الجيش الجمهوري الذي يقوده الحوثي حيث ًسُلم انتصار الجنوب لمن تركوا عاصمة الجمهورية وولوا هاربين ، وهنا تكمن ازمة العقل الحنوبي واثبت انه على قطيعه مع ذاكرته التاريخية الجنوبية ، وتتكرر الاخطاء ولم يشترط المفاوض الحنوبي حتى الادارة الذاتية .
مشكلتنا في الحنوب نكرر الاخطاء فمثلا. عند مفاوضات الوحدة لم نشترط اية ضمانات وتمت تحت قطيعه كاملة مع ذاكرة الجنوب التاريخية ، واشترطنا شعارات من حسن حظنا انه من المستحيل تحقيقها ، وان حققت سيذوب المجتمع الجنوبي ويضمحل نهائيا وهي الديمقراطيه والتعددية ، واضيف شعار فضفاض الاخذ بالافضل من النظامين لكن بعد الطلوع الى صنعاء وجدنا شيخ القبيله اكبر من القانون في النظام الجمهوري والتعددية والديمقراطية ترف سياسي للاستهلاك الخارجي اما الافضل هو نظام صنعاء الذي لأ يشبه اي نظام في العالم ولم نستطع تغيير اي شيىء ، وأعددنا انفسنا لتقبل إللدغات من جحر صنعاء التاريخية..
اليوم من كان عدونا وشارك بعضهم في غزو الجنوب اصبح بحكم في عدن ، ويعيش وسطنا ويعرف تفاصيل حياتنا ويقوم بتنمية الخلافات وزرع الفتن ويشجع هذا الحنوبي على الجنوبي الاخر ويشجع هذا على الفساد لتوريطه ويقدم الدلائل للجنوبي الاخر لكي يحاربه وتبدأ المعركه بينهما ، ومع الأسف عقل الحنوبي لم يتحرك من مكانه وفاقد الذاكرة ولم يتعظ من اخطاء المآضي حتى في الاتفاقات اللاحقه لم يتعظ المفاوض الجنوبي من اخطاءه السابقه وجلب المزيد من القيادات التي كانت يوما ما تقود خلايا اغتيالات الكوادر الجنوبية ، ولم نشترط اي شبىء غير. القبول ببعض المناصب حيث ادخلوا الجنوب في الثقب الأسود ( الفساد ) والنتيجة كانت المزيد من المعاناة لمواطني الجنوب واصبحوا في وضع لا يحسد عليه لانهم غير قادرين على تقديم شيىء للجنوب وهذا العمل ممنهج من اجل سحب الحاضنة الشعبية على الانتقالي سوى كان يدري او لا يدري واخيرًا تم جلب الارهاب ليعيد نشاطه بعنف ضد القوات الجنوبية لشن حرب استنزاف وفي نفس الوقت ادخال القوات الجنوبية في معارك مع الأشباح واعداء الحنوب الحقيقيين يقتنصون الفرصه للانقضاض عليه من عدة جبهات وتوجيه الضربه القاصية .
مع الأسف المشاركة ادخلت البعض في حالة استرخاء واصبح البعض يكرس جهده لجمع اكثر عدد ممكن من المكاسب الشخصية وغرق البعض في متاهات وخلافات وصراعات بينية ستقود حتماً إلى تصدع الجهه الداخليه وهناك من ينتظر تلك اللحظة لتوسيع الخلافات لتتحول الى صراع مناطقي ، وهنا يتطلب الحزم لردع بعض الطفيليين الذين يستغلون مواقعهم للإثراء الشخصي دون وجه قانوني ..
هناك اخطاء وهناك تجاوزات وعلى من اخطأ من الجنوبيين أن يراجع نفسه واذا كان الأمر بانه خلاص وصل إلى حيث هو في السلطة وينسى قضية شعب الجنوب في الاستقلال والحرية علبه ان يتذكر مصير من سبقوه من القيادات الجنوبية والتي قدمت الحنوب على طبق من ذهب ، وايضاً لتلك القيادات الجنوبية التي مكنتهم من السيطرة على الجنوب فمصيرهم اما قتلى او مشردين او تايهين في ارض الله فالصحوة ضرورية فارض وشعب الحنوب هي الملاذ الامن للجميع .
شعب الجنوب ينتظر ثبات في الاهداف بعد رحلة نضال شاقه ولا تنازل مهما كانت الإغراءات ، وهدف استعادة دولة الجنوب حرة مستقلة هي استحقاق قدم لاجله شعب الجنوب انهارا من دماء ابناءه وهذه هي اكبر شرعية نمتلكها اليوم فلا يحق لاحد إهدارها

25 / 8 / 2024

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى