استنساخ الحرب على غزة في الضفة
أبين ميديا/ متابعات /رام الله – محمـد الرنتيسي
إلى التصعيد دُر.. هكذا بدا المشهد في الضفة الغربية المحتلة، حيث عادت عقارب الزمن إلى ما قبل 22 عاماً، عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي مدناً.
حرب غزة استنسخها الجيش الإسرائيلي في مخيمات وبلدات الضفة، ويتأرجح الشارع الفلسطيني مع تقلباتها ما بين هدوء نسبي وهبات ساخنة، لكنهم بأي حال يبحثون عن وضعية للتكيف مع واقعهم، إذ بدت عجلة الحياة في الضفة على وقع التصعيد.
في الضفة، يجيد الفلسطينيون الرقص على حافة الهاوية. مدنها ومخيماتها لم تهدأ منذ ما قبل 7 أكتوبر وحرب غزة، بل إن الأحداث الساخنة في مناطق الضفة لطالما شكلت شرارة التصعيد في معظم حروب غزة السابقة.
لكن أهل الضفة لا يرغبون في التعايش مع ما يجري هذه الأيام، بحيث ينتقل أعصار النار إلى كل مكان، إذ ليست الحياة السياسية وحدها معطلة، بل والاقتصادية أيضاً.
في شوارع الضفة، يكاد الفلسطينيون لا يستفيقون من غفوتهم، بعد أن لاحقتهم طبول الحرب، وهم الذين اعتادوا على متابعة «الأخبار العاجلة» المزدحمة من غزة، معتقدين أن جمر النار لا يحرق إلا مكانه.
«الأسوأ أصبح أمامنا» قال الشاب العشريني أحمد أبو ناعسة، من سكان مدينة رام الله، وقد استشاط غضباً حيال «الصمت الدولي على ما يجري في الأراضي الفلسطينية»، إذ من وجهة نظره فإن صمت العالم على ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي في غزة، هو ما شجعه على الانتقال إلى الضفة.
أضاف لـ«البيان»: «ما كنا نشاهده عبر الشاشات في قطاع غزة، نراه اليوم على أرض الواقع في الضفة الغربية.. هدير الطائرات المسيّرة والآليات العسكرية الإسرائيلية في جنين وطولكرم وطوباس قربنا أكثر من المشهد، وجعلنا نشعر بأننا نعيش في غزة».
رواية مضخمة
في الأروقة السياسية، ثمة من رأى أن هناك تضخيماً للرواية الإسرائيلية حيال عملياتها العسكرية في شمال الضفة الغربية، فهناك ما يؤرق الفلسطينيين أكثر من مسألة القضاء على الخلايا المسلحة، كما يزعم الجيش الإسرائيلي.
يقول الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين: إن التصريحات الصادرة عن قادة عسكريين إسرائيليين حول ملاحقة مجموعات مسلحة في شمال الضفة، هدفها التضليل، وما لم يقله الإعلام أكبر وأخطر.. هناك أهداف سياسية، وأطماع استيطانية، ومساع لفرض الهيمنة الإسرائيلية، وتقويض أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويواصل: «ما يجري في مدن شمال الضفة، صورة مصغرة عن حرب غزة، وقد ينتج عن ذلك محاولات إخلاء وتهجير للسكان، وهناك من فقدوا منازلهم بالفعل في جنين وطولكرم».
ومع عودة الضفة إلى زحمة الاشتباك، يرى مراقبون أنها لا تحتمل حرباً بوتيرة غزة، فيكفي ما يعيشه الفلسطينيون فيها من بطالة وفقر وأزمات مالية.