ليس كل ما يلمع ذهباً

كتب /أيمن امين

‹‹تلك هي الحياه›› ننجرف في كثير من الأحيان نحو دوامة الاعجاب بالمظاهر والإنبهار المزيف الذي يلازمة بعد حين التعلق الذي ينغرّ به القلب وتستلذ به المشاعر، وماهذا الإ «فخ» ينحذر به صاحبه نحو هاوية الصدمة وٱنكشاف الحقائق التي كان العقل «مغشيَّا» عنها منذ أول لحظة خاضها المرء في دهشة وانقياد نحو سحر الانجذاب، فمن كان معدنه أصيلاً يتضح ومن كان معدنه مزيف يظهر على حقيقته عند الشدائد.

فنحن نعيش محاطين بالعديد من الأشياء، وكثيراً ما ننساق وننخدع ببريقها وجمالها، فنلهث وراء الحصول عليها، نتطلع لنيلها، ظانين أنها من النوادر، وعند الاقتراب منها نجدها بلا قيمة، فنصطدم بزيفها وألوانها المقيتة الباهتة، ونأسف ونتحسر على حالنا ونتجرع مرارة الندم.

زماننا هذا هو زمن المظاهر الكاذبة بكل وضوح، لهذا قد تجد اناساٌ في قمة الأناقة، في أبهى صورة، في أروع لبأس، لكن الدواخل مقرفة عليك الٱ تنخدع، فقد تبهرك محاكات حديثهم، وقد يغريك حضورهم وتعدد ثقافاتهم وهندسة كلامهم قد يخيل إليك أن بينهم وبين المثالية والكمال خطوة، لا أخطاء تشوبهم، لا عيوب تمسهم، معصومين ومنزهين.

لكن أن اقتربت أكثر وتطرقت لمعرفة ما بأعماقهم قد تتفاجئ بانهيار كل ذلك سوف يحدث بسبب الصور التي نسجها خيالك ستُصَدم من هول الفارق بين الظاهر والباطن، كل استنتاجاتك ستتهاوى أمامك، فبين ما يقولون ويفعلون قد تجد بحراً من التناقضات.

الحياة تجارب، ومع كل تجربة هناك عِبرة ستصقل فكرك وتزيدك نضجاً ودراية، عند مصادفتك لأشباه البشر ودفعك لثمن سوء اختياراتك لا يعني أن الكل بهذا السوء والقبح «لآ»، فالدنيا مثلما تزخر «بالطالحين» ، فمن الضروري أن يسودها «الصالحون» أيضاً، ذوو القلوب الطاهرة والأخلاق السامية والمبادئ القيمة.

لهذا «ليس كل ما يلمع ذهباً» فـ المظاهر خداعه فإياكم وتوكيل المظاهر حكماً ومعياراً، وإياكم والتعلق بشخص لم تسعى لاكتشاف جوهره ، فبشاشة الوجوه لا تعكس طيبة وصفاء النوايا، العبارات والكلمات المعبرة قد يكمن بين حروفها سم وغل، نحن في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل.

فسلام على كل مَن عرفناهم وظلوا كما عهدناهم، سلام على كل الذين استوطنوا قلوبنا بكل صدق، دون أن يحدثوا فيها كسراً أو جرحاً، سلام على كل مَن حافظوا على صورتهم في أذهاننا راقية كأول يوم صادفناهم، أنتم للجمال الحقيقي عنوان.

_أيمن امين مزاحم_
_7 سبتمبر , 2024م_

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى