هلامية استراتيجية الرئاسي

كتب ـ صالح علي الدويل باراس

يحتاج الرئاسي وحكومته ، او بمعنى ادق الطرف الشمالي ، لوضوح استراتيجي فمعظم الشمال كله حوثي وهم معنيون بذلك… فماذا يريدون بعد ثمانية اعوام حرب !!؟ هل يريدون فعلا تحرير الشمال وهزيمة الحوثي ام السيطرة على الجنوب بمسمى الجمهورية اليمنية التي لم تبق الا في الاوراق وتحريك طرفياتهم فيه !!؟
يقول مروجوهم انه عند تشكيل الرئاسي شكلوا لجنة للجانب العسكري والامني وانه لا يجب استباقها !!
لكن ماذا حققت !!؟ لاشيء!! ؛ ..الى متى الانتظار!!؟

انتظروا : وصدّقوا اننا لا يفكر في اعادة احتلال الجنوب!! صدّقونا ونحن نحرّك طرفياتنا في الجنوب !! ونحن غزونا غزوة “خيبر ” لاسقاط عدن وانسحبنا تكتيكيا للحوثي!!
إن ما يمنعهم ان واقع الجنوب اليوم من الصعب تجاوزه لكن “الهلامية الاستراتيجية المقصودة” للرئاسي توجب على الجنوبيين ان يحذروا “الاخوة الاعداء” فهم يمنعون ان يباشر الجنوبيون محاربة الارهاب في مناطقهم ويوصفونها بانها “حرب بينية ” والجنوبيون يعلمون ان الارهاب اهم قوابضهم الاستراتيجية في الجنوب وانه يخرج ويعود الى معسكراتهم منذ عفاش مرورا بالاخوان ونفس المقاربة يباشرها شماليو الرئاسي !! ويؤكد ذلك انه حتى الحوثي وهو عدو الجميع فعند محاربة الارهاب في الجنوب يلوذ باماكن سلطته في الشمال ويتعايش في مجاله .. فكيف للجنوب قبول توصيات الرئاسي بترك ملف محاربة الارهاب!!؟
لا معنى له الا ان اتركوا الارهاب حتى نعيد تفعيله بما يخدم مشروعنا !!؟

اذا حدد الرئاسي استراتيجيته في محاربة الحوثي فلا بد من تحديد دور الجنوب والاتفاق على مستقبله والجهة التي حاورها معلومة هي الجهة التي يريدونها تحارب معهم اما ان ينتظر الجنوبيين حتى الوصول الى صنعاء وبعدها سينظر الشماليون في قضية الجنوب فذاك بيع وهم وتسويق للاستغفال وليس نية صادقة لمحاربة الحوثي والحل مع الجنوب

في مسار آخر لا يمكن هزيمته بقوى حزبية اما فشلت او تخادمت معه فيكفي ان دول التحالف اعتمدت عليها خلال ثمانية اعوام والنتيجة “مكانك سر” إذ لا يهمها هزيمة الحوثي بقدر ما يهمها ماذا ستكسب من اثمان سياسية ومليشياوية وهي حالة توجب على دول التحالف ان تحدد موقفها بوضوح فلا يمكن محاربة عدو وعدو آخر يطعنك في الظهر

وخارجيا فلابد من نشاط دبلوماسي وحقوقي وانساني فالانقلاب اخترق مجالات دولية وانسانية وحقوقية وصارت التقارير الدولية صدى لذلك الاختراق

وكما انه صار لديه تسليح نوعي مع الامم المتحدة فرضت منع تسليح للقوى المتحاربة فان القوات التي تحاربه تحتاج لتسليح نوعي يضغط عليه في جبهات القتال ويمنع صولاته في الاجواء المحررة

وتحتاج المناطق المحررة التي خلخلها فساد الحكومة ورغبتها ان تظل ممسوكة بين ثلاثي فسادها والارهاب والحوثي وهي حالة تتعامل معها الحكومة او الطرف الشمالي فيها ليس بسلبية بل بقصد خلق نموذج فاشل جنوبا لا يخفى على احد وهو قصد جُرِب خلال سنوات الحرب وما حقق مطلوبهم في الجنوب بل جعل ايدي الجميع تحت الرحى وجعل الحوثي لايقيم وزنا للجميع بدون استثناء

11نوفمبر 2022م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى