وماذا عن مليونية الهوية الجنوبية؟
كتب / أسامة خالد بن منيف
تستعد مدينة سيئون، حاضرة وادي وصحراء حضرموت، هذه الأيام لإقامة مليونية الهوية الجنوبية، التي ستقام احتفالاً بالذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة. هذه الثورة التي انطلقت منها شرارة تحرير وطننا الجنوبي من الاحتلال البريطاني، حيث تمثل هذه الذكرى رمزاً للفخر بالهوية الجنوبية .
تأتي هذه المليونية في ظل أوضاع معيشية صعبة وارتفاع في تكاليف الحياة، مما يزيد من أهمية هذا الحدث كمنصة للتعبير عن التحديات التي يواجهها المواطنون في وادي حضرموت. بالإضافة إلى ذلك، تعبر المليونية عن رفض الأفعال التي تقوم بها المنطقة العسكرية الأولى المحتلة، والمطالبة بتحرير وادي حضرموت من هذا الاحتلال وإحلال قوات النخبة الحضرمية على كامل تراب حضرموت .
كما تزامنت هذه المليونية مع اختتام زيارة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث ألقى كلمته على مجلس الأمن وأمام صناع القرار الدولي، مسلطاً الضوء على قضيتنا الجنوبية ومطالبته بالاعتراف بحقوق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره .
تعد هذه المليونية فرصة لتوحيد الصفوف وتعزيز الهوية الجنوبية، وإيصال رسالة قوية إلى الداخل والخارج حول مطالب الشعب الجنوبي وحقوقه المشروعة. إنها ليست مجرد احتفال بذكرى تاريخية، بل هي أيضاً نداء للحرية والعدالة والكرامة .
نحن اليوم أمام لحظة تاريخية تتطلب منا جميعًا الوقوف صفًا واحدًا، متكاتفين ومتعاونين، من أجل تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في إقامة دولة جنوبية فدرالية كاملة السيادة. إن مليونية الهوية الجنوبية ليست مجرد تجمع، بل هي تعبير عن إرادة شعبية قوية تسعى للحفاظ على كرامتنا وهويتنا .
إلى هذا الشعب الأبي، ندعوكم جميعًا للحضور والمشاركة في هذه المليونية، لنثبت للعالم أجمع أن حضرموت وأهلها يقفون بثبات ضد المشاريع الضيقة التي لا تريد إلا أن تجعل من حضرموت تبعاً للذل والعار وهدفهم ليس إلا مصالحهم الذاتية
أبناء حضرموت اليوم يرفضون بشدة أي محاولات لجر حضرموت إلى باب اليمن، ويؤكدون تمسكهم بقضيتهم الجنوبية التي تمثل إرادة الشعب الجنوبي الحر الصامد .
أبناء حضرموت، إن التهاون أو التفريط في قضيتنا الجنوبية هو خيانة لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا بكرامة وحرية، علينا أن نسير على دربهم، متجنبين كافة الاختلافات والخلافات، من أجل المصلحة العظمى وهي قضيتنا الجنوبية، إن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل أملنا في تحقيق تطلعات شعب الجنوب، وعلينا جميعًا دعمه والتمسك به لتحقيق حلمنا المشترك .
فلنكن على قدر المسؤولية، ولنثبت للعالم أجمع أن حضرموت وأهلها لا يقبلون إلا بالكرامة والحرية، وأننا ماضون في طريقنا نحو تحقيق دولة جنوبية فدرالية كاملة السيادة، وأننا لن نتنازل أو نتهاون في التفريط في دماء شهدائنا .