وقالت المهرة كلمتها
كتب/د. عبدالله الحو
من جديد هاهي المهرة تجدد العهد وتؤكد المؤكد.. تقف اليوم شامخة، لتقول كلمة الفصل، وقد قالتها. وها هم اهلها الكرام الطيبون، يقفون شامخين كاشجار النخيل، التي تعانق السماء. الصورة الآتية من عاصمة المحافظة “الغيضة” ابلغ من الكلام. احرار المهرة وحرائرها تقاطروا من كل حدب وصوب ومن مختلف مدن وبلدات المحافظة المترامية الاطراف. جاءوا من سيحوت والغيضة. من قشن ومن وادي المسيلة، من صقر ومن حصوين، من ضبوت ورخوت، ومن حوف وجاذب وغيرها من المدن والبلدات والصحاري والشعاب، جاءوا للمشاركة في المهرجان الحاشد الذي شهدته عاصمة المحافظة الغيضة احتفاء بثورة 14 اكتوبر المجيدة في ذكراها الحادية والستين. امتلأت الميادين وغصت الشوارع بالناس وبأعلام الجنوب واللافتات التي تعبر عن فخر واعتزاز ابناء المهرة بهذه الثورة المجيدة، التي كان لهم قصب السبق فيها.
كان ابناء المهرة سباقون في اللحاق بركب الثورة منذ اندلاع شرارتها الاولى. فقد انظموا الى صفوف الثوار الاوائل، الذين آمنوا بالكفاح المسلح سبيلا لانهاء الاحتلال البريطاني للجنوب، عبر منظمة شباب المهرة، التي كانت احد المنظمات التي تشكلت منها الجبهة القومية رائدة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني. احرار المهرة وحرائرها شاركوا بفاعلية في الثورة، وساهموا في تحقيق النصر .
لقد كانت المهرة عبر تاريخها الطويل، وما زالت، تمثل جوهرة الجنوب، حيث تتجذر الأصالة في قلب كل فرد من ابنائها، الذين يفاخرون بانهم جنوبيون اقحاح، رمز هم الوفاء والعطاء، والشهامة والكرم. فلن ينسى احد تاريخهم العريق، وتراثهم الغني، وجذورهم المتعمقة في أرضهم، وأغصانهم الممتدة بالكرم والجود الى كل شبر من ارض الجنوب. فتضحياتهم وجهودهم المتواصلة في سبيل استكمال تحرير ما تبقى من ارض الجنوب واستعادة دولته وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، تستحق منا كل تقدير وإشادة، فهي ستظل خالدة في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال.
المهره_هويتها_جنوبيه#