يافع أولاً … ومجدها سيعود
كتب الأمير : وضاح محسن العفيفي
يبدو أن معظم قبائل اليمن شمالاً وجنوباً باتت تولي اهتماماً كثيراً لتعزيز دورها في سد الثغرات التي تعاني منها الدولة الضغيفة والمتهالكة مؤسساتها، وبالتالي فإن ترتيب بيت القبيلة بأت ضرورية حتمية لسيما وأن هناك نجاحات حققتها على المستوى الأمني والعسكري وحتى التوعوي الذي فاق دور الكثير من الأحزاب، ومن هنا أود أن نعيد المجد لأكبر قبيلة فاعلة في خضم الصراع الدائر اليوم على المحاصصة من جهة وكبح جماح الإستقطابات الحزبية والقوى المعادية للجنوب التي تستهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من رموز ووجهاء وكوادر هذه القبيلة أو تلك، مما حدى بنا ومن باب الحرص والحفاظ على يافع وأبنائها من مغبة الإنزلاق خلف مشاريع ظاهرها وطن وباطنها مكاسب خاصة قد تكلف يافع أكثر مما قدمته، ومن هنا أدعو قبائل يافع وشيوخها ووجهائها، وكوادرها عامة من ساسة ورجال أعمال وإعلاميبن ورجال دين وفكر أن يرفعوا شعار (يافع أولاً) وذلك من خلال تعزيز الفكر الذي يجمع لايفرق ، يعطي ولا يأخذ، يبني لا يهدم، يدافع عن يافع ومصالح أبنائها على كامل الرقعة اليمنية عامة والجنوبيين على وجه الخصوص.
أعزائي الكرام: لا أحد بنكر دور يافع في ترجيح كفة الحق من منظور وطني ونصرة المظلوم من منظور شرعي وإنساني، ولكن ماذا لو كان المظلوم يافعي في ماله وأملاكه وأمنه وسلامة أهله وقدسية كرامته؟ أعتقد أن الجميع سيجيب بأن يافع هي المعنية في حماية أبنائها، ولكنه سرعان مايبادر إلى ذهنه وضع يافع الحالي وغياب القيادات التي يستوجب عليها أن ترفع شعار يافع أولاً.
الإخوة الأفاضل: كما تعلمون جميعاً أن فكرة يافع أولاً هي لتعزيز العمل الوطني والدفع بعجلة التحرير إلى الأمام، وبكل تأكيد سيكون لنجاح يافع إنعكاس إيجابي على كبح جماح الجماعات والاحزاب وحتى الآيدلوجيات التي تستهدف أمن الجنوب وإستقرار أبناءه، فما نحن فاعلون تجاه يافع؟ ولماذا الجميع يستقوون بالقبيلة وينظرون لها بأنها مصدر لترسيخ العدالة إلا عندما يكون الحديث عن يافع فإنهم يصورونها كعامل سلبي يدعو للخوف والغلق وبالتالي تبدأ عملية إستهدافها من قبل عشاق السلطة وأدوات الأحزاب ومرضى المناطقية؟؟
أعتقد أن الوقت يداهمنا لإعادة النظر في طريقة ترتيب البيت اليافعي، وكلنا جنود يافع وحماة مكاسبها وسور لمكانتها وتاربخها، جميعنا شركاء في ترميم يافع وإصلاح ما أفسدته الأحزاب والمكونات السياسية التي دأبت ان ترى يافع تابعة لا قائده، تنفذ لا تناقش، تضحي ولا تُكافئ، الكل دون إستثناء مطالبون بالعمل على توحيد الصف والكلمة ونبذ كل ما من شأنه أن يغزّم العملاقة يافع أمام الجميع، أنا وأنت وهو وهم مستهدفون وأن تفاوتت مرحلة الإقصاء تباعاً، لذا فنحن شركاء في إعادة المجد اليافعي أيها اليافعي، وشراكتنا لا يعتمد على واحدية المصير فحسب، بل لأن يافع بحاجة لجميع أبنائها بمختلف إنتماءاتهم ، وهنا تستحضرني الذاكرة لبيات معبرة للشاعر غسان العمودي الذي أختصر أهمية الشراكة على كامل الرقعة اليافعية :
قال العمودي عهد شراكة للأبد
محد يهمش حد مجموعة وفرد
من مد كلد للحد ، ند يداً بيد
ومن بعد شرع أحمد لنا يافع مرد.
ومن هنا أعيد وأكرر بأن نجاح وفلاح يافع لن يكون إلا منها ومن داخلها، لذا يستوجب على كل أبنائها توحيد الصف والكلمة في مواجهة التحديات، وما محاولة إستهداف يافع وضرب نسيجها الإجتماعي من خلال نقل الفكر الديني المسيس وإقحام يافع في حروب فكرية إلا لهدف النيل منها ومن مكانتها، لأن يافع لم ولن تخضع لفكر متورد ولن تكون تابعة لحزب أو مكون أو جماعة ، يافع وعبر تاريخها تتميز بالوسطية والاعتدال دينياّ وسياسياّ ، ومن يريد جر يافع لمعارك شخصية أو حربية أو يحاول تقريمها فلن ينال إلا الذل والمهانة، ومن لم يأخذ العبر والدروس من الماضي البعيد والقريب فليكن على إستعداد لنيل جزاءه العادل ، فكل الشكر والتقدير لمواقف يافع عامة والسعدي خاصة الذين أثبتوا أن يافع أكبر من أن تتلقى تعاليم دينها من جاهل، أو أن تتلقى أوامر من عنصري مناطقي…
أخوكم / الأمير وضاح محسن العفيفي
11_ نوفمبر_ 2024