الدكتور الكابتن عزام خليفة : الملهم ورائد الكرة ومدرب منتخب الجنوب اليمني

متابعات
يُعد الكابتن الدكتور عزام محمد حسن خليفة أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الكرة اليمنية، لا سيما في فترة الستينيات والسبعينيات، ليس فقط كلاعب متميز وقائد ملهم، بل كمدرب وطني رائد وأحد أبرز الكوادر العلمية المؤهلة في مجال التدريب الرياضي، حيث قاد منتخب جنوب اليمن في حقبة مهمة.
نجم يتألق من عدن:
ولد عزام خليفة في مدينة عدن بتاريخ 10 أبريل 1947. بدأت علاقته بكرة القدم من الشارع والمدرسة، لينضم رسمياً لنادي الشباب الرياضي في كريتر عام 1963. تميز بموهبته مبكراً، حيث ارتقى للفريق الأول للنادي بعد عام واحد فقط. مثَّل عزام خليفه عدن في منتخبات المحافظات قبل الاستقلال، وأصبح بعد الاستقلال عموداً أساسياً في الفريق الوطني الذي مثل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن).
قائد المنتخب وصانع الإنجازات:
تولى عزام خليفة قيادة الفريق الوطني الأول خلال الفترة (1971-1975)، وقاده في جميع مشاركاته الدولية والمحلية. شارك مع أندية يمنية في الخارج، مثل فريق اتحاد الشرطة الرياضي في الصومال، وترك انطباعاً قوياً بمهارته وقدراته القيادية. لعب مع جيل من عمالقة الكرة اليمنية .
التحول إلى التدريب.. بقلب اللاعب وذهن العالم:
ما يميز مسيرة عزام خليفة هو انتقاله الناجح من الميدان إلى دكة التدريب وهو في قمة عطائه الكروي. درَّب فريق الشباب الرياضي – فريقه الأم – وهو لا يزال قائداً ولاعباً أساسياً فيه، وقاده للتتويج بكأس ناصر عام 1971 بعد فوز تاريخي على الهلال 4/2 في المباراة النهائية التي بُثت إذاعياً. كما أشرف على تدريب المنتخب المدرسي الذي شارك في بطولات بالعراق وليبيا والإسكندرية مطلع السبعينيات.
لكن إسهامه الأبرز على مستوى المنتخبات كان كـمدرب للمنتخب الوطني الأول لجنوب اليمن خلال فترة مهمة من السبعينيات، حيث قاد الفريق في عدة محطات دولية، مستفيداً من خبرته الكروية الواسعة وقدرته الفذة على القيادة.
الاعتزال.. حدث تاريخي:
اعتزل عزام خليفة الملاعب عام 1975 في مباراة اعتزال أسطورية جمعت قطبي الكرة في كريتر (الأحرار والشباب) على ملعب الشهيد الحبيشي. تحولت المباراة إلى حدث تاريخي عندما حضرها الرئيس سالم ربيع علي بشكل عفوي، وهتف له الجمهور. الأكثر إثارة كان حين أهدى الرئيس سالمين مسدسه الشخصي للكابتن عزام تكريماً له، وسط هتافات صاخبة من الجماهير، في مشهد اعتُبر أجمل لحظة اعتزال في تاريخ الكرة اليمنية آنذاك.
رائد العلم في التدريب:
يمثل عزام خليفة نموذجاً فريداً للاعب المدرب الذي آمن بقوة العلم. فهو:
🔸 أول مدرب يمني يحصل على شهادة الماجستير بامتياز من المعهد العالي للتربية البدنية في لايبزيغ بألمانيا عام 1982 في تدريب كرة القدم.
🔸 أبرز كادر يمني يحصل على الدكتوراه من نفس المعهد المرموق في مجال التدريب الرياضي (التخصص: كرة القدم).
فلسفته: الرياضة والتعليم توأمان:
آمن الدكتور عزام خليفة إيماناً راسخاً بأهمية الجمع بين الرياضة والتحصيل العلمي. كان يشجع اللاعبين على الدراسة ويفضل غيابهم عن التدريب لأجل الامتحانات. يروي بنفسه قصة نجاح لاعبيه في الجمع بين التحضير للمباراة ضد سوريا والمراجعة للامتحانات في مدرجات ملعب المعلا، ليهزموا المنتخب السوري 2/1 ويلتحقوا بكلياتهم بنجاح.
الإدارة.. سجل حافل بالعطاء:
لم تقتصر مسيرة عزام خليفة على اللعب والتدريب، بل امتدت لإثراء الجانب الإداري:
🔸 رئيس قسم الأنشطة بالإدارة العامة للتربية والتعليم (1970-1974).
🔸 مدير عام الإدارة العامة للأنشطة الجامعية الرياضية (1975-1979).
🔸 عضو الإدارة بالاتحاد اليمني لكرة القدم (1982-1984).
🔸 مدير الإدارة الفنية العليا بالمجلس الأعلى للرياضة (1989-1990).
🔸 مدير عام الأنشطة الرياضية لفرع وزارة الشباب والرياضة بعدن (منذ 1995 بقرار وزاري).
🔸 مستشار فني بالاتحاد العام لكرة القدم (1995).
🔸 رئيس اللجنة الفنية العليا بالاتحاد العام لكرة القدم (منذ 1995).
🔸* عضو الإدارة واللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اليمنية (1995 – حتى الآن).
إرثٌ يُحتذى به:
الكابتن الدكتور عزام خليفة هو أكثر من مجرد لاعب أو مدرب. إنه الرجل النموذجي الذي عشق الكرة وأخلص لها، وترك أثراً عميقاً كـ:
🔸 لاعب وقائد: قاد المنتخبات وأسطورة في الشباب الرياضي.
🔸 مدرب رائد: قاد منتخب جنوب اليمن وأشرف على المنتخبات المدرسية وحقق البطولات مع الأندية (مثل التلال في أول دوري عام بعد الوحدة 1990).
🔸 قام بتدريب الأندية المحلية التالية:
1. نادي الشباب الرياضي
2. نادي القوات المسلحة (الجيش)
3. نادي الشعلة الرياضي
4. نادي التلال الرياضي
🔸 درب المنتخبات الوطنية:
1. المنتخب المدرسي:
▪️ – في ثلاث دورات تدريبية خلال سبعينيات القرن العشرين.
2. المنتخب الوطني الأول (ثمانينيات القرن العشرين):
▪️- ساهم في بناء منتخب وطني قوي يتمتع بمهارات عالية.
▪️- قاد الفريق في الدورة العربية بالمملكة العربية السعودية، حيث قدم أداءً تنافسياً قوياً أمام الفرق المشاركة.
▪️- طبق أسلوب كرة قدم عصرياً، لفت انتباه المعلقين الرياضيين.
▪️- *إشادة ملحوظة:*
أثناء مباراة المنتخب اليمني، صرح أحد المعلقين:
“يوجد مدرستان للعبة كرة القدم في العالم: المدرسة الأوروبية والمدرسة البرازيلية. والآن نلمس مدرسة ثالثة… إنها المدرسة اليمنية”.
3. المنتخب اليمني الموحد (1988):
▪️ – تولى قيادته كمدرب رئيسي *قبل تحقيق الوحدة اليمنية*.
🔸 إداري ناجح: شغل مناصب قيادية في الرياضة والتعليم لعقود
.
🔸 عالم أكاديمي: حامل أعلى الشهادات في تدريب كرة القدم من أرقى المعاهد.
🔸 مثال للإنسانية: محبوب من الجماهير، مؤمن بالعلم والنظام والانضباط، كما يتجلى في روايته عن سر نجاح نادي الشباب الرياضي (الفريق الشيك والمنظم).
👮♂️باختصار، يمثل الكابتن الدكتور عزام محمد حسن خليفة إرثاً وطنياً رياضيًا ثريًا لمنتخب جنوب اليمن والكرة اليمنية عموماً، جمع بين الموهبة الكروية النادرة، والقيادة الملهمة، والعلم الرصين، والإدارة الحكيمة، والتواضع والمحبة التي جعلته نموذجاً يُحتذى به على مر الأجيال.








