من ترك أرضه… أكل ندمه

كتب : م. عبدالقادر خضر السميطي

في زمنٍ تتسارع فيه الأزمات وتتراجع فيه مؤسسات الدولة
يعود السؤال الأهم ليطرح نفسه من جديد..من سيزرع الأرض إن تركها أصحابها؟
خذ نفسًا عميقًا وتأمل معي هذا المشهد المخيف والمحزن
تستيقظ صباحًا على صوت ام الاعيال وهي تقول: –
لقد خلص الطحين،ولم يعد في بيتنا ما نخبزه اليوم.
تتجمد للحظة… تتساءل إلى أين؟ ماذا أفعل؟
الجيب فارغ والراتب متوقف منذ 4 شهور والاسعار نار حاميه وصفحة البيع بالاجل مغلقه والبلاد مثقله
بكوكتيل من الأزمات
عندها فقط يتداعى إلى ذهنك وجه تلك القطعة الصغيرة من الأرض التي ورثتها عن أبيك والتي تركتها تذبل وتغزوها اشجار السيسبان حتى ضاعت ملامحها وضاع معها رزقك ورزق أولادك ولم تعد صالحه للزراعه
ستندم، وستبكي من عين دمع ومن عين دم ولكن بعد ماذا؟
فالندم لا يزرع قمحًا ولا يعيد حياة أرضٍ أهملناها ولا يخبز خبزًا في بيتٍ خالي من الطحين.

أيها المزارع الحبيب
في زمنٍ غابت فيه الدولة وقلت فيه الامانه وضاع فيه الدعم وانتشر فيه الفساد نصيحتي لك لا تنتظر أحدًا يتصدق عليك بمساعدة
فالأرض أرضك والفأس في يدك والرزق أمامك
احمل فأسك بيد واحمل الشريم باليد الأخرى وابدأ من جديد كما كان يفعل أجدادك وآباؤك.
احرث ارضك وازرع ألامل، وتذكّر أن من عاش من عرق الأرض لا يعرف الفقر، ومن خان أرضه مات مرتين مرة حين جفّ زرعه، ومرة حين جفّ ضميره.
نحن شعبٌ كتب الله عليه المشقة لكن ما ميّزنا عن غيرنا أننا لا نسقط مهما اشتدت الضغوط، بل نقف شامخين كالنخل في وجه الرياح

_تذكر عزيزي_ _المزارع_ ..
منذو عام 2010 -2024
زرعنا القمح وقالوا: أنتم لا تصلح أراضيكم للقمح ازرعوا البصل!
كذبوا في قولهم فزرعنا القمح وحصدنا نجاحًا فاق التوقعات.
قالوا الحبوب لا جدوى منها اقتصاديًا في أبين فزرعناها وأثبتت أرضنا أن البركة لا تأتي من كلامهم
بل من سواعدنا وإيماننا بالله

اليوم نحن أمام تحدٍي جديد
علينا أن نزرع كل شبر صالح للزراعه بالحبوب قمح وذرة الشامية ورفيعة ودخن وأن نعيد الاعتبار لأرضنا وكرامتنا
لا أن ننتظر قمحًا مستوردًا يأتي محملًا بالمذلة والمهانه
اتركوا قمحهم لهم فسيأتي
يوم نصبح فيه نحن من
يطعم لا من ينتظر الطعام.

_رسالتي الى جهات الاختصاص_

ادعموا مزارعي أبين ولحج ببذور القمح المحسنه أسوة ببقية المناطق الذي تم دعمها حتى تستطيع أبين ولحج في المساهمه في تحقيق الأمن الغذائي
أبين لن تسقط…ولا يمكن تسقط
ما دام فينا قلب ينبض بحبها، وما دامت فينا روحٌ ترفض الاستسلام.
أبين ستنهض رقم الجراح باذن الله تعالى

_عبدالقادر السميطي_
_دلتا أبين_

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى