الرئيس الزبيدي يوجة كلمة هامة الى أبناء الجنوب بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخوات والإخوة.. أبناء شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج
يطيب لي في البدء، أن أتوجّه إليكم بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على شعبنا بالأمن والاستقرار والنماء، وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالخير، والبركات، ودوام التقدم، والازدهار.
كما نتوجّه بالتهنئة لحجاج بيت الله العتيق، الذين يواصلون أداء مناسك الحج امتثالا لقوله تعالى “وأذن في الناس بالحج يأتون رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق” صدق الله العظيم، سائلين المولى عزوجل بأن يجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وأن يوفق الجميع لطاعته وحسن عبادته.
إن عيد الأضحى مناسبة دينية عظيمة، وحريٌّ بنا أن نستذكر ما تجسده هذه المناسبة الجليلة من قيم الخير والتسامح، والتضحية، والرحمة والتعاضد والتكافل، ولم الشمل، ومد يد العون للمستضعفين في ظل استمرار الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الجبار الصامد في مسار ثورته التحررية لاستعادة كرامته واستقلاله.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
إننا نعيش معكم تفاصيل معاناتكم في العاصمة الحبيبة عدن وحضرموت وبقية محافظات جنوبنا الغالي، ونستشعر حجم الوجع الذي تعيشونه في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية وفشل الحكومة في القيام بواجباتها، ونعمل جاهدين وبكل ما أوتينا من قوة لوضع حد لمعاناتكم والبحث عن حلول مستدامة للخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء.
أيها الأخوات والأخوة
لقد استطعنا بفضل كفاحكم وصبركم وتماسككم، أن نخطو بقضيتنا الوطنية العادلة خطوات متقدمة في المسارين السياسي، والعسكري، وتعزيز حضورها في الداخل والخارج، ومراكز صنع القرار، حتى بات الجميع على يقين أن حلها هو المرتكز الأساسي لكل القضايا والمشكلات، ومفتاح السلام المستدام في اليمن والمنطقة.
إننا نجدد التأكيد على أننا منفتحون أمام كل الجهود التي يبذلها الأشقاء، والأصدقاء في الإقليم والعالم لإنهاء الحرب، وإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، ونتعامل معها بجدية، طالما وأنها تحترم إرادة شعبنا الجنوبي العظيم، وتقدر نضاله، وتتضمن تحقيق أهدافه التي لا تنازل عنها، فشعبنا لم ولن يسمح بأي ترتيبات سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية تمسّ جوهر قضيته ومصالحه الوطنية، أو تجاوزه في أي حلول مستقبلية.
يا أبناء شعبنا الحر الصامد
لقد قطعنا على أنفسنا عهدا بانتهاج طريق الحوار لإزالة كل التباينات، والاختلافات في الرؤى مع جميع أبناء الوطن، الذين نتقاسم معهم هذه الرقعة من الأرض، ولقد أنجزنا خطوات مهمة في سبيل تعزيز لحمتنا الوطنية، من خلال اللقاء التشاوري، الذي توّج بالتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي، من قبل كل القوى والمكونات المؤمنة بحتمية استعادة الدولة الجنوبية، ونؤكد أننا ماضون في هذا النهج مع كل أبناء وطننا الجنوبي أينما كانوا، ومهما كانت توجهاتهم ورؤاهم، طالما وأن هدفها تمكين أبناء شعبنا من إدارة شؤونهم بأنفسهم، وسيادتهم على أرضهم.
يا أبناء شعبنا في الداخل والخارج
إننا ونحن نستقبل هذا العيد مع سائر أمتنا العربية والإسلامية، لنجدها فرصة لأن نهنئ قادة وشعوب دول التحالف العربي الشقيقة بهذه المناسبة، ونجدد التأكيد على أن علاقتنا بالأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، إستراتيجية ومصيرية، ومتجددة، بتجدد الأخطار التي تتهدد شعوب منطقتنا ومشروعنا العربي.
كما نجدها فرصة أيضا لأن نرفع خالص التهاني والتحايا والدعوات الصادقة لأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة، المرابطين في مختلف الجبهات، والمواقع العسكرية، ونشدُّ من أزرهم، فسيظلون دائماً وأبداً عنواناً بارزاً للتضحية والشجاعة والإقدام ونصرة المظلوم، ومصدر فخرنا وعزتنا.
ختاما..
نجدد التهنئة لجميع أبناء شعبنا في الداخل والخارج والأمة العربية والإسلامية، بهذه المناسبة العظيمة، ونسأل الله تعالى، أن يعيد العيد وقد تحقق لشعبنا جميع أهدافه وتطلعاته.
عيد أضحى مبارك، وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية
نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي