ذكريات … شرح المسندي

كتب ــ عبد الله راشد مسرور

يزخر تراثنا الشعبي بالعديد من الاهازيج و الرقصات الشعبية ولعل أبرزها. الشرح المنزلي والمسندي…. فالشرح المنزلي هو المتبقي حاليا والذي فيه يشترح ( يبترع ) شخصان أو اكثر امام الجمهور بحضور الطبال والدارف مع الاهازيج الشعبية أو بدونها والذي لازال يمارسه الشباب الى اليوم في الزواجات … اما الشرح المسندي فيتم من خلال صفين متوازيين بحضور الطبال فقط وعدد من الشعراء الشعبيين واثنين أو أكثر من المغنيين المختصين بذالك حيث يقف الشاعر امام المغنيون ويلقي مساهماته الشعرية وفي الاخير ياخذ المشترحون البيت الاخير للتغني به بحركات ابداعية يجيدها فقط الراسخون في الشرح الشعبي ….. ويشترط في المشترحين ان يجيدو حركات ايقاعية متوازنة عادة لا يجيدها سوى عدد قليل من كبار السن وهذا النوع للاسف اندثر اليوم ولم يعد احد يمارسه

يقام الشرح المسندي عادة في الروضة بمحافظة شبوة ايام قنص الوعول و الأعياد حيث تتم زيارة اولياء الله الصالحين في عيد الاضحى بالذات خلال ايام التشريق الثلاثة ثم يقام شرح المسندي ويتبارى الشعراء الشعبيين المحليين المشهورين من مدينة الروضة ولعل أشهرهم المرحوم علي الدنينيش والمرحوم علي صالح النجار( علي ناصر ) والمرحوم/ مهدي علي مسرور والمرحوم/ عوض عمر زعبل ( القعيطي ) وغيرهم حيث يتم الشرح في ثاني ايام العيد في جنوب البلاد ( المرتابة) وهي البقعة الواقعة حاليا بجانب عيادة دكتور الاسنان / رائد هادي بن مسرور وفي ثالث يوم العيد في وسط البلاد ( القراء ) وهي البقعة الواقعة حاليا بجانب جامع اسرائيل الله يرحمه وسط البلاد وفي رابع يوم العيد في شمال البلاد بجانب مسجد السيد الشيبة عبد الرحمن الله يرحمه….. كما يتم اقامة شرح المسندي أحيانا في الزواجات التي فيها يكثر الناس و يكثر الشعراء ….. و لشرح المسندي أيقاعات جميله يجيدها بعض المبدعين من اهلنا الكرام حيث يرتص المشترحون الذين يعشقون ويجيدون هذا الشرح في صفين متقابلين و يتوسطهم جمهور المتفرجين

      كانت مدينة الروضة بلدة صغيرة لكنها غنية بتراثها الشعبي وباهلها الكرام الطيبين الذين يتعارفون في ما بينهم  ويعيشون على مائدة الفرح و الود وجبر الخواطر فيما بينهم بمختلف فئاتهم الاجتماعية و لهم ملتقيات يومية في مواقع معروفة للجميع يتجمعون فيها يوميا خلال فترتي العصر وبين المغرب و العشاء يروون الاخبار المحلية والاشعار  والاهازيج الشعبية والمرويات التاريخية وغيرها من الفنون الشعبية في ظل تراحم وتعاطف أجتماعي لامثيل له برغم ظنك العيش أنذاك  ..... واليوم أصبحت الروضة بلدة كبيرة في المساحة وبعدد السكان وتوافر سبل العيش الرغيد ولكنها فقدت أصالتها التاربخبة و قوتها الناعمة المتمثلة في مختلف الفنون الشعبية التي كانت تنفرد بها و طغت عليها المظاهر الاستهلاكية والمباني الفارهة الخالية حتى من التعاطف الاسري  و أنحسرت العلاقات الشخصية الحميمة و اللقات الشعبية الجماعية الصادقة بين سكانها واصبحوا غرباء عن بعضهم البعض حتى داخل البيت الواحد

سلام الله على ذاك الزمن الجميل وأهله الرحماء فيما بينهم. …. آه يازمن. !!!

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى