شامل شبوة بين الحقيقة والتخمين

كتب ـ صالح علي الدويل باراس

يتناول الفضاء الاليكتروني المؤتمر الشامل في شبوة ، فالبعض يريد ان يفهم وهذا حقه ، وبعضهم في خانة التخمين والاتهام وبعضهم جعل نفسه وصيا بابويا وان مايراه هو الحق ، والبعض انطلق مع “الهوشليه” فتنوعوا بين اتهامه مباشرة انه وسيلة ارتزاق!! والبعض يعزف على التهميش الذي قام به الشامل!! وجعله بعضهم مؤامرة على الجنوب وانه لا يعنيه!! واخرون انبتوه من اقبية الامن القومي!! والبعض جعله احد استثمارات هائل سعيد!! البعض استفسر واخرون “يطبلون مع الموجة”

الشامل لم يحكم حتى يقصي ويعين ويهمش وليس تجمع للحكم ولن ينحط القائمون عليه ليكونوا استثمارا ، كان الاجدر بمن ناحوا عن التهميش واغلبهم شخصيات رسمية وادارية وحزبية من عقود ان يقدموا جردا عمّا انجزوه ليس لشبوة بل لمديرياتهم من حقوق في كل المجالات ومنها شركات النفط والاسماك ، اما تيار “البابوية” فلن يرضى لاحد الا بصكوكه وتصنيفاته اما القول انه كيان انعزالي مناطقي ضد القضية الجنوبية فتهمة مردودة فما معنى الحكم الفيدرالي ان لم تكن فيه كيانات كهذه تنظّم ايقاع المركزية التي ستنعكس فيها!!؟

السؤال
هل تحتاج شبوة لمؤتمر يضبط ايقاع مكوناتها لصالحها ؟

لم يكن الهدف ان يكون شامل شبوة تنظيما سياسيا شبوانيا خالصا ولا ان يلغي مشاريع وطنية او سياسية او حزبية لان شبوة ليست دولة بل مرتبطة بسياقات وطنية وحزبية وحربية وتحالف وتحت البند السابع واحكامه ، سياقات يختلف فيها ابناؤها كغيرهم لكن تحت هذه السياقات المختلفة توجد سياقات وقواسم مشتركة كثيرة تجمعها وهو ماعملت وتعمل عليه اللجنة فليس من مهامها صهر الجميع في تنظيم سياسي واحد ؛ بل ؛ ايجاد معادلة تنظّم الاختلاف وتصهر القواسم المشتركة بما يخدم شبوة

حقوق شبوة ليست في من الذي يحكمها ، فحُكمها طيلة عقود لم يكن خيارا شبوانيا وهي حقيقة يعلمها الجميع ولو حصرنا ذلك في هذه الجزئية التي مازال بعضهم يضع شبوة فيها فانه الافلاس فشبوة جغرافيا وشعب وثروة ومصالح مهمشة كجزئية الحكم وكانت نخبها التي حكمت اما يتم تعيينها من المركز او طرفية لمراكز نفوذ منذ 67 حتى اليوم

تحضيرية الشامل لا تدعي الكمال السياسي والتنظيمي او انها تملك حلول سحرية لتحقيق موقع شبوة فالمهمة مهمة جميع ابنائها كل في مجال اختصاصة لكن لديها الشجاعة لخوض تجربة في ظل اختلاف فامامها حالة في شبوة يجب ان يعمل الجميع بكل مكوناتهم على الغاء العدواة ويحل محلها التنافس تحت سقف يجمع عليه الكل ويحقق اهداف الجميع ولا يلغي اي خيار الا ما اجمع عليه اغلبية شبوة

ان الكل يتقاتلون ويختلفون على شبوة وليس من اجلها !! وهذا يكفي ان يعيه الجميع في شبوة وتقابلها حقيقه تقول انها توجد تباينات واختلافات بل وتعارضات في وجهات النظر الوطنية والسياسية في شبوة كغيرها وبدل ان تنتهج منهج الاكتساح الذي يحبذه البعض فان الشامل يسعى ان تقريب وجهات النظر بما لا يفصل شبوة عن سياقها ولا يجعلها ساحة صراع لمصالح اقليمية ودولية لن تعدم العناوين التسويقية وقد لايستطيع المؤتمر تجنيب شبوة تلك التجاذبات لكنه سيضع مداميك كثيرة يستطيعها الشبوانيون ويسعي لالغاء الخصومة او وضعها في اقل درجات حرارتها والاتفاق على قواسم مشتركه بين ابناء شبوه فمنهج الاكتساح هو منهج للذين مازالوا يعيشون بعقلية الشمولية التي لاتقبل الا نفسها ما يعني تكرار الاخطاء القاتلة التي كانت نتائجها التصفيات كل بضع سنوات او تكرار تجربة مطاردة الاحتجاجات والقتل بسبب التظاهر وهي ليست ببعيدة

11 ديسمبر 2022م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى